- الإهدائات >> |
ماذا تبقى من ثورة يوليو؟
ياما فيكى يا ثورة مظاليم
كم أعجب وأتعجب من هؤلاء الذين كلما تأتى ذكرى ثورة يوليو، يتذكرون قادة الثورة فردا فردا، بينما ينسوننى أنا! أنا البكباشى يوزباشى أول كوكى عادل والتاريخ يعلم أننى من المؤسسين الأساسيين لحركة الضباط الأحرار.. والجغرافيا أيضاً تعلم أنه لولاى لفشلت الثورة.. ولا كان يمكن لـ«على» ابن الريس عبدالواحد أن يتزوج من «إنجى» ويرد لها قلبها، والمحفظة اللى علقها وأخفاها فى الشراب.. طبعاً أنت عزيزى القارئ للأسف لا تصدقنى، وتظن أننى كما عودتك من قبل أفشر عليك والعياذ بالله؟..
كلا والله فأنا قد اتعظت وتبت إلى الله بعد انتشار أنفلونزا الخنازير، وقررت ألا أحكى لك إلا كل ما قد حدث بالفعل.. وأنا حقيقى يصعب علىّ أن يُهدر حقى هكذا ويُغفل دورى فى ثورة يوليو رغم أن وطنيتى غير مشكوك فيها، والجميع يعلم أننى حين تفضلت أمى مشكورة وأنزلتنى من بطنها نظرت حولى فى غرفة العمليات وهتفت: «تحيا مصر»، فكيف إذن لا يذكرنى التاريخ فى ثورة يوليو؟..
طبعاً عزيزى القارئ أنت تعلم أنه ليلة الثورة أول من تحرك من القوات، كان كتيبة تابعة ليوسف صديق.. وتعلم أيضاً أن تلك الكتيبة تقابلت مصادفة فى الطريق مع عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، ولأن أوامر يوسف صديق لهم كانت باعتقال كل من يقابلهم من العسكريين، فقد احتجزوهما حتى يتحققوا من شخصيتيهما.. إيه رأيك بقى عزيزى القارئ أننى فى تلك اللحظة كنت فى ذات نفس الطريق وشاهدت ما حدث، وبسرعة أخذت الفسبا بتاعتى وهرعت إلى مقر القيادة وأبلغتهم بالواقعة وتم تدارك الموقف.. هل يذكر التاريخ لى هذا؟
كلا للأسف..
وكما تعلم أيضاً عزيزى القارئ أنه من ضمن الأركان الأساسية للخطة، كانت مراقبة طريق السويس تحسباً لهروب حسين سرى باشا، وزير الداخلية، ولما كان الجميع مشغولين بتجميع القوات والكتائب، تطوعت أنا بالذهاب إلى هناك على الفسبا بتاعتى وفنجلت عينى وطرطقت أذنى تحسباً لأن يمر حسين سرى دون أن أراه..
وللأسف لا يذكر لى التاريخ هذا أيضاً.. ولكن يكفينى فخراً أن زملائى من مجلس قيادة الثورة كانوا موقنين أن الثورة قامت على أكتافى دول، حتى إنه رغم أن الاسم الحركى لخطة الثورة كان «نصر» إلا أنهم غيروا الاسم بعد ذلك إلى «كوكى»..
ولست أدرى كيف أغفل التاريخ ذكر تلك الحقيقة! عموماً.. ولأن التواضع هو أهم سمة للعظماء أمثالى، فلذلك أنا لا أتحدث فى هذا الأمر، ويكفينى فخراً أننى أخذت «إنجي» و«على» خلفى على الفسبا بتاعتى، وشهدت على عقد قرانهما فى القسم.. ولعلمك عزيزى القارئ، أن بطولاتى الوطنية لا تقف عند هذا الحد وأنا لست فى حاجة لأن أقص عليكم دورى المجيد فى حرب أكتوبر المجيدة، ومساعداتى الجليلة فى الطلعة الجوية تحديداً.. الناس موجودين وتقدروا تسألوا.
..كل عام وانتم بخير
الثورة دى بتفكرنى بهندسة
والله ياما فى هندسة مظااااليم
:ط:
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)