- الإهدائات >> |
أسرانا.. وأسراهم
إذا أفلس التاجر راح يفتش فى دفاتره القديمة، لعله يجد شيئاً ينقذه، وهذا بالضبط ما تفعله ولاية كاليفورنيا الأمريكية هذه الأيام!
الولاية تقع فى الغرب الأمريكى، وتبلغ من الضخامة إلى حد أن لها ٥٣ نائباً فى مجلس النواب الذى يصل عدد أعضائه إلى ٤٣٥ مقسمين على ٥٠ ولاية، كل واحدة حسب عدد سكانها،
وتصل كاليفورنيا فى ثروتها حداً قيل معه، إنها لو استقلت كدولة، فسوف تشكل خامس اقتصاد فى العالم.. وفيها أهم جامعات العالم، ومن بينها ـ مثلاً ـ جامعة ستانفورد الشهيرة، وجامعة «بيركلى» التى تخرج فيها الدكتور صبرى الشبراوى، وجامعة «كالتك» التى ينتسب إليها الدكتور أحمد زويل، ويصفها فى سيرته الذاتية بأنها ليست مجرد جامعة، ولكنها قرية علمية تمتلئ بالعمالقة!
يصل معدل البطالة فيها إلى ١١٪ بزيادة ١.٥٪ عن معدله فى أمريكا عموماً، وتمتاز الولاية بأنها الأعلى تعليماً إذا قامت مقارنة بينها وبين أى ولاية أمريكية أخرى، ولكنهم لاحظوا هناك، منذ فترة، أن مستوى التعليم المتاح، ليس هو الذى يمكن أن يطمح إليه أبناؤها، وراحوا يبحثون عن السبب، واكتشفوا أنه يعود إلى سوء تخطيط من حاكم سابق لها، وكان لابد من حل، وكان الحل لا يخطر لأحد على بال!
راح «أرنولد شوارزنيجر» الممثل الشهير وحاكم كاليفورنيا الحالى
، يبحث عن طريقة للوصول بمستوى التعليم إلى مستواه المعتاد فيها على مدى تاريخها، وبعد دراسة هادئة، تقرر إطلاق سراح ٢٧ ألف سجين من سجنائها الذين كانوا قد ذهبوا إلى السجن فى جرائم بسيطة، وتقرر أيضاً الاكتفاء بتحديد إقامتهم فى بيوتهم، ومراقبتهم من بعيد، وهى خطوة لم تحدث، لأن القائمين على الولاية الكبيرة، امتلأت قلوبهم بالرحمة فجأة، تجاه هؤلاء المساجين، وإنما لأن هذا العدد يكلف الولاية فى كل عام ١.٢ مليار دولار، أى ما يعادل ٧ مليارات .جنيه تقريباً!
وفى اللحظة ذاتها، تقرر توجيه المبلغ كاملاً إلى التعليم لأنهم مؤمنون إلى درجة اليقين، بأن بلداً بلا تعليم حقيقى، مع وضع ألف خط تحت كلمة «حقيقى»، إنما هو بلد بلا مستقبل!
إلى هذا الحد، يصل الابتكار فى البحث عن وسيلة يمكن بها توفير إنفاق أعلى على التعليم، وإلى هذا الحد يقررون فك أسر ٢٧ ألفاً من السجناء، لأن هناك هدفاً آخر لا يغيب عن حاكمها، فى أى لحظة!..
أما نحن، فالسجناء فى حقيقة الأمر، ليسوا هم أبداً المحبوسين فى السجون كما قد نتصور.. السجناء الحقيقيون، والأسرى الفعليون، هم ٢٠ مليوناً فى مدارسنا وجامعاتنا.
هؤلاء هم السجناء قولاً، وفعلاً، ولحماً، ودماً، فى ظل مستوى تعليم كارثى لا يريد أحد أن يبادر بإصلاحه من جذوره.. هؤلاء هم أسرانا، الذين يبحثون عمن يفك أسرهم اليوم.. اليوم وليس غداً.. فمن لهم؟
مشكوووووووووووووووووور يافاااااااااااااااااال على كل المعلومات دى بجد مجهوود رااااائع
:ط:
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)