أكدت أن القيادة المصرية تلعب دورا كبيرا فى حل القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن مصر تشترك مع الولايات المتحدة لانهاء العديد من الأزمات فى المنطقة وتتعاون معها فى حل مشاكل السودان .وقالت السفيرة الأمريكية - فى كلمتها مساء يوم الاثنين خلال لقائها بأعضاء نادى روتارى مريوط بالاسكندرية بحضور محافظ الاسكندرية اللواء عادل لبيب - إن الولايات المتحدة تتوقع أن تستمر مصر فى هذا الدور لحل كافة المشكلات بالمنطقة.
وأضافت أن هناك جهودا كبيرة تبذل من جانب الولايات المتحدة ومصر لإنهاء الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى ونرجو أن تتم تلك الجهود بأفضل مما نتصور، معربة عن أملها فى أن يعود الطرفين إلى مائدة الحوار لتحقيق السلام العادل والشامل .
ورفضت سكوبى اعتبار تركيز الرئيس الأمريكى فى بعض خطبه السياسية على القضايا المتعلقة بالاقتصاد القومى الأمريكى وبعض الموضوعات التى تمس العراق وأفغانستان مؤشرا على أنه تخلى أمريكى عن الملف الفلسطينى وقضايا المنطقة.
وأكدت أن الرئيس الأمريكى لم يغير موقفة على الإطلاق فيما يتصل بحرصه على تقديم أى شيئ تستطيع الولايات المتحدة تقديمه للشرق الأوسط.
وأضافت أنه رغم خيبة الأمل لعدم نجاح الفلسطينيين والإسرائيليين فى الوصول لأى حلول عادلة لهذا الصراع إلا أننا يجب أن نكون أكثر تفاؤلا وأملا فى أن يأخذ هذا الأمر مسارا أفضل فى المستقبل.
وعن مستقبل القضية الفلسطينية، قالت السفيرة الأمريكية فى القاهرة "لا استطيع أن أتوقع ما سيحدث فى المستقبل بشكل واضح لكن ربما يركز الرئيس أوباما على مشروعات تمهيدية لحل هذا الصراع".

وقالت السفير الأمريكية فى القاهرة مارجريت سكوبى إن الولايات المتحدة لم تستبعد أى عمل عسكرى تجاه إيران، مضيفة "أن الولايات المتحدة تنظر إلى برنامج إيران النووى بعناية هى وعدد من الدول خاصة دول الخليج التى تتابع هذا الملف الذى تخطى كل الحدود المقبولة بقلق شديد".
وتابعت "أن الأولوية ستكون لأى عمل دبلوماسى ونحن نريد إن نستمع للايرانيين لأننا نحرص على التعاون معهم لتخطى هذه المشكلة".
وقالت "على ما يبدو أن الإيرانيين أعادوا النظر فى هذه الأمور المتعلقة بتخصيب اليورانيوم"، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستظل تطرق الأبواب للحل الدبلوماسى المقبول بل وأننا مستعدون لمساعدة الإيرانيين إذا كان لديهم طموحات فى مشاريع سلمية من هذا النوع.
وفى تعليقها على امتلاك إسرائيل لقنابل نووية، أكدت سكوبى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعارض تماما سياسة تطوير أو استخدام أى من تلك القنابل، وقالت "نحن لا نفضل ذلك تماما على أى مستوى بالنسبة لأى دولة".
وأضافت أن مصر أعادت التزامها بأنها تريد تطوير بعض قدراتها فى هذا المجال وقمنا بتوقيع اتفاقيات لإمداد مصر بدعم فنى فى ذلك لأننا نعرف أن مصر دولة مسئولة تعرف واجباتها.

وقالت السفيرة الأمريكية فى القاهرة مارجريت سكوبى "مصر قررت صناعة السلام، والولايات المتحدة أدركت تلك النية لدى مصر وقررت مساندتها فى مساعيها"، لافتة إلى أن نتيجة تلك المساعى ستكون مرضية فى إيجاد دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بشكل جيد ومقبول، دولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية، كهدف لا يمكن الاستغناء عنه.
وأشارت سكوبى إلى أن أولويات الرئيس الأمريكى باراك اوباما حول العلاقات الخارجية لأمريكا والتى تضم خططا لإخراج القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان بشكل تام ومنظم مع استمرار بعض القوات لغرض التدريب، منوهة بوجود مهام أمنية فى أفغانستان تعد التزاما على الولايات المتحدة وتتعامل معها كتحدى.
ونوهت إلى اختلاف الوضع بالنسبة للولايات المتحدة فى العراق عنه فى أفغانستان، مؤكدة أن حرب العراق كانت اختيارية بينما دخول أفغانستان لم يكن بمحض اختيارنا.
وقالت سكوبى "ليست هناك حلول عسكرية بحتة وأن الحل العسكرى ليس دائما مجديا فى تلك المشاكل"، مؤكدة أن الولايات المتحدة تحمل مهمة إعادة الأمن والاستقرار للعراق وأفغانستان وتقوية قدرات الدولتين المدنية، وشددت على ضرورة تحقيق تلك المهمة رغم تكلفتها المرتفعة.

وأكدت السفيرة الأمريكية في القاهرة مارجريت سكوبي حرص الولايات المتحدة على التواصل مع العالم الإسلامي .. مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اختار العالم المصري الدكتور أحمد زويل ضمن ثلاثة سفراء له في العالم الإسلامي .
وأوضحت أن دور هؤلاء السفراء يكمن في كيفية تطوير العلاقات في المجال العلمي بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي .
وأضافت أن الدكتور زويل أحرز نجاحا كبيرا في هذا الصدد وأن الرئيس الأمريكي حريص ألا يخسر شخصية مهمة مثل الدكتور زويل المقرر أن يعقد لقاءات علمية وثقافية في مصر وعدد من دول المنطقة ثم يعود لعرض رؤيته على الرئيس الأمريكي .
وعن الوضع الحالي في العراق، نوهت سكوبي بأن العنف قل بشكل كبير وبدأت الحياة تعود كما كانت في السابق قبل الحرب، وأن الحكومة العراقية لديها اتفاقيات وتشريعات لضمان حفظ الأمن والاستقرار في العراق في إطار قانوني يسير بشفافية وفاعلية .. لافتة إلى أن العراقيين لديهم القدرة على إدارة شئون بلادهم بأنفسهم .
وعن الحياة السياسية في الولايات المتحدة وفرصة تولي المرأة الرئاسة ، قالت سكوبي إننا نتوقع حدوث الكثير على مستوى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في المستقبل خاصة بعد نجاح الرئيس أوباما في الانتخابات الأخيرة . وأضافت: "من حق كل
طفل أمريكي الحلم بالوصول للرئاسة" .

وقالت السفيرة الأمريكية في القاهرة مارجريت سكوبي إن الاقتصاد المصري ينمو بصورة طيبة .. لافتة إلى حرص الولايات المتحدة على المساهمة في دعم مشروعات تنموية بمصر "ولكن في بعض الأحيان تقف الميزانيات الضخمة الموجهة للعراق وأفغانستان حائلا دون التوسع في ذلك الأمر" .
وعن التعاون التكنولوجي المشترك بين مصر وأمريكا، أكدت سكوبي وجود مبادرات عديدة للشراكة بين البلدين .. مشددة على أن الولايات المتحدة الأمريكية راغبة في تطوير علاقات التعاون التكنولوجي بين البلدين .
وأضافت أن مصر دولة غنية بمواردها المادية والبشرية التي يجب أن تحقق منها أكبر استفادة وأن الولايات المتحدة تسعى للتعاون مع مصر في شتي المجالات .. مؤكدة أهيمة دور منظمات المجتمع المدني في تنمية المجتمع المصري .
ولفت سكوبي إلى العديد من مشروعات التعاون بين مصر والولايات المتحدة وخاصة في مجالات التنمية السياحية .. مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تتكفل بجزء من التمويل المخصص لترميم بعض المعابد الأثرية في جنوب مصر .
وأوضحت سكوبي أن السفارة الأمريكية تدرس حاليا إنشاء قنصلية للولايات المتحدة في الاسكندرية خاصة وأنها تعد من أكبر وأهم المحافظات المصرية .
وعن رفض البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية استقبال وفد لجنة الحريات الدينية الأمريكية ، قالت سكوبي "من حق أي شخص استقبال اللجنة والتحدث إليها .وأضافت أن الولايات المتحدة تتفهم موقف البابا جيدا" .

وعن عملها في مصر ، قالت السفيرة الأمريكية في القاهرة مارجريت سكوبي إنها لم تخطط للقدوم إلى مصر وأنها بدأت عملها الدبلوماسي في أمريكا الجنوبية وبعد ذلك انتقلت إلى منطقة الشرق الأوسط التي قضت فيها فترة طويلة ، مؤكدة سعادتها بالوجود في مصر التي قالت إنها "تتميز بطبيعتها الخاصة وحضارتها الكبيرة" .
وكانت سكوبي داعبت المشاركين في لقائها مع أعضاء نادي روتاري مريوط بالاسكندرية إذ حرصت في بداية كلمتها على الإشادة بمدينة الإسكندرية وأبنائها ومنهم مهاجم المنتخب الوطني لكرة القدم محمد ناجي "جدو" الذي ساهم بمشاركة زملائه
في الفوز بكأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالي والسابعة فى تاريخ مصر .
ونالت السفيرة الأمريكية إعجاب الحاضرين الذين جذبت انتباههم بطريقة تثير اهتمامهم في ضوء اعتزازهم بما حققه لاعب نادي الاتحاد هداف بطولة الأمم الأفريقية في نسختها الأخيرة .
واستغل الحضور تلك الفرصة للتعرف على مصير "جدو" وفرص استمراره مع نادي الاتحاد السكندري خاصة بعد ما أثير حول توقيعه لنادي الزمالك . وسأل الحضور محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب حول هذا الأمر فلم يستبعد انتقال جدو بالفعل للزمالك خاصة وأنه وقع على عقد الانتقال إلى صفوف القلعة البيضاء بالفعل .
وقال لبيب: "إننا نبحث حاليا تحقيق أكبر استفادة مادية من تلك الصفقة لتعود بالإيجاب على نادي الاتحاد السكندري في حالة إتمامها" .