- الإهدائات >> |
#- أدلة نبوية أخرى
1- و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ فَقَالَ ( فِي نَارِ اللَّهِ الْحَامِيَةِ لَوْلَا مَا يَزَعُهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ لَأَهْلَكَتْ مَا عَلَى الْأَرْضِ ) مسند أحمد، وهو ما ورد أيضا عن عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب تأويل مختلف الأحاديث، وحيث أننا علمنا علم اليقين أن الشمس لا تغرب بذاتها وإنما بالنسبة لنا فقط على الأرض، حيث أن الأرض هي التي تدور حول محورها وأن الشمس ثابتة بالنسبة للأرض، فذلك يعني أن الشمس هي هي نار الله الحامية، قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسلوب ذكي نفهمه نحن الآن من دون أن يحير أهل الماضي الذين كانوا لا يعلمون أن الأرض هي التي تدور حول محورها وحول الشمس.
2- ويضيف ( إن الشمس والقمر خلقا من نار جهنم وإليها يعودان ) والمعلوم أن الشمس تكونت من سديم وهو غازات الفضاء، وخرج منها الكواكب التي خرجت منها الأقمار، فهذا يعني أن المسألة هنا عملية تحولات، سديم ثم شمس ثم ثقب أسود، وهنا يكون المعنى العلمي لخلق الشمس من جهنم ثم عودتها إلى جهنم، وما قاله رسول الله لأهل الماضي كان كافياً لهم، وما كان بحاجة لتفصيله لهم بأنه تحولات من سديم فيلتف حول نفسه ويتجاذب ليصبح شمسا ثم تنفجر فتتكثف لتصبح ثقبا أسودا ... لأن كل تلك التحولات والألفاظ لم تكن ليستوعبها أهل الماضي.
3- إن الشمس لن تفنى، بل تتبدل حياتها الأولى من شمس إلى حياة آخرة وهي ثقب أسود ( جهنم )، فالسماوات والأرض ( الأصغر حجما من الشمس ) تتبدل يوم القيامة { يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }[إبراهيم : 48]، وتدوم { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ } [هود : 107-108]، وحيث تم ذكر السماوات والأرض، فذلك يعني أن تلك سنة كونية، فما ينسحب على السماوات والأرض ينسحب على ما بالكون من أجرام، والشمس جرم يفوق كوكب الأرض أكثر من مليون مرة في الحجم، ستتبدل هي الأخرى لتصير الجحيم، ,في الحديث الشريف ( إن الله يزوي الشمس في جهنم فتذوب ) وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الشمس والقمر مكوران يوم القيامة ) صحيح البخاري والمسند الجامع والجامع الصحيح المختصر، وفي رواية ( مكوران في النار )، وقد احتار بعض السلف لماذا يتم تعذيبهما في النار، ورد البعض الآخر بأنهما عبرة للإنسان، فقد قال أبو هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الشمس والقمر يكوران في النار يوم القيامة » . قال : فقال الحسن : ما ذنبهما ؟ ، فقال : إني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسكت الحسن، والواقع أن الشمس هي النار ذاتها، وتكويرها بمعنى تبدل حالها وجذبها للقمر في أحشائها، وبالفعل كشف العلماء أن الشمس تتكثف لتصبح ثقباً أسوداً، فلاحظ الآية { وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } [التكوير : 12]، وتستمر وتدوم إلى الأبد { كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } [الإسراء : 97]، بما يعني أن الشمس لا تفنى وإنما تهلك فتتحول وتتبدل من حياة أولى كشمس لنا إلى حياة أخرى فتصبح جهنماً، يدل على عدم فناء الشمس بالكلية قول الله عز وجل { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً / مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً } [الإنسان : 12-13]، فلو كانت الشمس تفنى لما قال الله أن أهل الجنة لا يرون الشمس لأن ذلك منطقي وبديهي، وإنما هي موجودة لكن رؤيتها فقط محجوبة عن أهل الجنة بسبب دورها الجديد وهي جهنم متمثلة في ثقب أسود.
إنهم يزعمون الفناء !
العجيب أن بعضاً من المفسرين تأولوا تأوبلاً عجيبا وادعوا أن تكور الشمس لا يعني فقط تضخمها وهي تلتف حول نفسها وإنما تفنى بعد ذلك !! مع أن التكور شيء والفناء شيء آخر، فلماذا هذا اللبس ؟ لقد ذكر الله أن الشمس تتكور ولم يذكر الله أن الشمس تفنى،فلماذا يضيفون من عند أنفسهم ما لم يرد به دليل ؟وقدحدد الله وفصل تطور كل شيء يوم القيامة وما يصير إليه، ولم يقل الله أن شيئا يفنى البتة، ولكنه الاستسهال في التفسير من جانبهم، يزعمون أن جميعهم يفنون ليريحوا أدمغتهم بدلا من البحث في تطور كل مخلوق على حدة !! حتى الحيوانات التي سيحييها الله لتقتص من بعضها البعض ثم يأمر أن تموت وتتحول إلى ترابا، فذلك يعني أنها تموت ككيان حي، ولكنها تبقى ذرات غبار ترابي في أرجاء الكون الفسيح ولن تفنى
لقد أوضح الله أن كل مخلوق جماد كان أو حيوان، له حياتان، حياة أولى بصورة ما، يليها موت بتحول ما، ثم حياة أخرى بصورة ما.
فتكور الشمس يعني تضخمها والتفافها حول محورها، انكدار النجوم يعني أن يذهب ضوءها ( وذلك بالنسبة لنا فقط وليس ضوءها بذاته ) ولا يعني ذلك فناءها ومحقها وسحقها ومحوها، تسيير الجبال يعني بجلاء ووضوح أنها تسير ولا يعني أنها تفنى وتذهب للعدم، وهكذا ...
نلاحظ أيضا أن الآيات أوضحت أن بداية ظواهر يوم القيامة هو تكور الشمس، وأن نهاية ظواهر يوم القيامة هو تسعير الجحيم، فيوم القيامة هو الفيصل لحياة كل مخلوق، وهو مؤقت التحويل، فالناس من الدنيا إلى الجنة أو النار، الشمس تتحول إلى جحيم، الأرض والسماوات يتبدلان... وهكذا ، ففي يوم القيامة ينتهي دور كل نجم كالشمس ويصير جهنم ( ثقب أسود ).
تعليق:
ما موقف البشرية كلها عندما تعلم يوم القيامة أن الشمس هي جهنم ؟وقد رأوها جميعا في حياتهم.
بل ما موقف أولئك الذين عبدوا الشمس ؟
إنها لمن المفارقات الواضحة والمقصودة أن تكون الشمس مصدر حياة الكفار والعصاة وضوءهم وتدفئتهم ومتاعهم بل وعبادتهم وطاقتهم الكهربائية هي هي جهنمهم { أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ / أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ / نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ / فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ / فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ / وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } [الواقعة : 76]. بمعنى أنها متاع وتذكرة في ذات الوقت
إنه استهزاء الله بالكفار { اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ / أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ / مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ / صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } [البقرة : 15-18].
ثم تتبدل التدفئة إلى نار { وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } [التوبة : 81]، فهم الآن في حرارتها فقط وليس بداخل نارها، ويتبدل الضوء إلى ظلمة ( فهي سوداء مظلمة لا يرى منها شيء) الحديث، ومن كان يعبدها دخل فيها هو وباقي الآلهة المزعومة { لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } [الأنبياء : 99].
ألا يخبرنا الحديث الشريف بأن نارنا أصلها من نار جهنم ؟ ولكن تبريدها بالماء جعلها أقل حرارة منها..
إعجاز علمي كبير لصالح الإسلام فهل من معلن ؟؟
ملاحظة:
في الحديث الشريف ( يسأل الله ملائكته عن عباده الذين يذكرونه ) ( ماذا يسألونني ؟ - سؤال إشهاد وليس سؤال استفهام - فتقول الملائكة يسألونك الجنة، فيقول وهل رأوها ؟ فيقولون لا والله ما رأوها، فيقول وكيف لو رأوها ؟ فيقولون لو رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة، ثم يسألهم ومم يتعوذون ؟ فيقولون يتعوذون من النار، فيقول وهل رأوها ؟ فيقولون لا والله ما رأوها، فيقول وكيف لو رأوها ؟ فيقولون لو رأوها لكانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة، فيقول الله أشهدكم أني قد غفرت لهم ثم يسألهم ) البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة والقسطلاني.
هذا الحديث لا يعني أننا لن نرى النار للأسباب الآتية:
1- هذا الحديث لا يدل من قريب أو بعيد أن الله وعد بعدم رؤية جميع البشر للغيبيات، وإنما أغلبهم، ولكل قاعدة استثناء والدليل { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [فصلت : 53]، ويمكن رؤية البعض للغيبيات والآيات، وبخاصة أهل المستقبل فلكل شيء استثناء { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [النمل : 93]، فأهل المستقبل سيرون آيات من الله حتما، فالأجهزة التي خلقها الله لنا كشفت بعضاً من الغيب بإذن الله، كالمجرات والميكروبات وكرات الدم البيضاء والحمراء ووو......
2- سيدنا محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام رأوا الجنة والنار.
3- السيدة آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون رأت منزلها في الجنة قبل الموت بفترة.
4- لا يحتج أحد بعدم إمكانية رؤية الجنة، فلكل غيب ظرفه، ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ( الحديث القدسي ) وذلك لم يرد بالنسبة للنار فلا ينطبق عليها، بمعنى أننا لن نرى الجنة ولا حتى نتخيلها أما النار فسنراها ونسمعها، والله غيب عنا لا يمكن رؤيته إلا في الآخرة، الروح من أمر الله فلا يمكن رؤيتها إلا بعد الموت، الجنة أساس اختبار الثقلين ( الإنس والجن ) فلا يمكن رؤيتها إلا بعد الموت، أما النار فسوف يراها أولئك الذين يتفكرون في السماوات وما بها من نجوم " جهنمات " وباطن الأرض وما به من نار في الأساس هي جزء من الشمس، فالمؤمنون عندما يتفكرون في السماوات والأرض سيستعيذون من النار { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران : 191]، أما غير المؤمنين فلا يفرق عندهم { قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } [يونس : 101] والنذر جمع نذير، وجهنم نذير للبشر { إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ / نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } [المدّثر : 36]، تمعن في الايات السابقة، جهنم إحدى الكبر، وهي نذير للبشر.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)