- الإهدائات >> |
#- أدلة قرآنية أخرى
لقد أكدت الأحاديث أن النار هي مصدر الحرارة على الأرض، وقد علمنا تمام العلم أن الشمس هي مصدر الحرارة على الأرض، ليس علميا فقط، بل بالنص القرآني { وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً / مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً } [الإنسان : 12-13]
الزمهرير والنار من عذاب أهل جهنم
وما يقابل الشمس هو القمر أو الظلام أو الليل
أما مرادف الزمهرير فهو الحر أو النار
لكن تمعن أخي القارئ العزيز في استبدال الله النار بالشمس
فالله استبدل لفظ نار جهنم بالشمس
ألا يعني ذلك أن جهنم هي الشمس ؟
وهي لم تفنى ولكنها تحت الجنة يصل أهل الجنة من ضوئها وقليل من حرها للانتفاع
1- ويعضض ذلك ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل ( إن ضوء الجنة كضوء ما بعد الفجر قبل طلوع الشمس )، وهو عندما تكون الشمس غائبة تحت الأفق للناظر من على سطح الأرض، فالجنة ثمان درجات علا تعلو النار ( الشمس ) سبع دركات سفلى، وبالتالي يصل للجنة حرارة معتدلة لا هي شديدة كالظهيرة ولا قارصة كالليل، وسطوع ضوء معتدل لا هو شديد كالظهيرة يحتاج لنظارات شمسية ولا ظلمة كالليل الدامس يكون قبل شروق الشمس عندما تكون تحت الأفق.
2- لاحظ الآية { إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ / نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } [المدّثر : 35-36]، فسرت على أن جهنم هي إحدى الشدائد التي ستواجه الإنسان في المستقبل، ومن حيث ما سيواجه الإنسان من شدائد فإن جهنم ليست إحدى الشدائد، بل هي أشد الشدائد على الإطلاق، فهي أشد من يوم القيامة الذي هو بدوره أشد من عذاب القبر، وبالتالي فالمعنى هو أن جهنم هي إحدى جهنمات كثيرة لله في الكون في منظومات نجمية أخرى لخلائق أخرى غيرنا كثير يثابون ويجازون، حيث هناك مليارات مليارات مليارات الشموس في كون الله المترامي الأطراف..
3- لاحظ أيضاً الآية { قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }[يونس : 101]، لقد علمنا أن النار ( جهنم ) نذيرا للبشر، فما هي تلك النذر التي إذا نظرنا في السماوات والأرض رأيناها ؟ إذا نظرنا من ( خلال ما بعد ) السماوات ( الغلاف الجوي ) لرأينا مليارات من النجوم ( الشموس )، وإذا نظرنا في باطن الأرض لوجدناها ملتهبة حيث أصلها من الشمس.
ورغم ذلك لن تغني تلك النذر لمن يلتفت إليها ويفهم أن تلك النجوم ( الشموس ) ما هي إلا جهنمات.
4- ما هو السَموم ؟
سموم ليس بضم السين فتكون جمع سم، وإنما بفتح السين فهي جمع سم، بمعنى فتحة أو خرم أو مسام { فِي سَمِّ الْخِيَاطِ } [الأعراف : 40]، والمؤمنون في الجنة يحمدون الله على رحمته وعدم إدخالهم النار { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ } [الطور : 27]، وقد اتفق أغلب العلماء في معنى لفظ سموم ، فهي الريح الحار لنار الشمس التي تخترق مسام الجلد ( لاحظ واهتم بكلمة الشمس )، لقد أورد ذلك القرطبي وابن كثير عن عمرو بن دينار، وهي التي خلق الله منها الجان { وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ } [الحجر : 27]، هذا يعني أن الله خلق الإنسان من طين الأرض، وخلق الجان من نار جهنم، التي بها عذاب السموم، الذي هو رياح الشمس الحارة، التي خلق الله منها الجان، كل ذلك إنما يعني أن جهنم هي الشمس، وأن أحد أنواع عذابها هو الرياح شديدة الحرارة { وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ / فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ } [الواقعة : 42-43]،أجمع المفسرون على أنهم في رياح ملتهبة وماء شديد الغليان.
فكلمة سموم جعلتنا نربط تلك المعادلة، بالتوصيف العلمي ( ألفاظ علمية مستحدثة لم تكن موجودة على عهد الصحابة ) تكون هي آشعة الشمس القاتلة مثل الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب سرطان الجلد ( الجلد مكمن المسام في الجسد ) ولذلك لا نرى الجان لأنهم مخلوقين من آشعة.
ويقول الله عن رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ } [الأحقاف : 9]، بمعنى أن ما أتى به محمد جاء به من قبله من الرسل من توحيد لله وعبادته والنسك والمعتقدات والقصص الأساسية ( مع اختلافات بسيطة تبعا لظروف الرسالة والمكان والزمان )، هكذا أرى أن ما أطرحه الآن ( بأن جهنم هي الشمس ) ليست ببدعة عما ألمح إليه كبار علماء السلف عندما فسروا خلق الجان من نار السموم بمعنى رياح الشمس، وهي هي التي حمد المؤمنون الله بعدم إدخالهم فيها، هذا بخلاف ما أستند إليه من مطابقات علمية لا ينكرها أحد، بالإضافة لتلميحات وإشارات من الأحاديث النبوية الشريفة أيضاً.
5- ثم نلاحظ أيضا ما يلي:
{ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ... / كَلَّا وَالْقَمَرِ / وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ / وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ / إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ / نَذِيراً لِّلْبَشَرِ / لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } [المدّثر : 31-37]،
دائما ما يقرن الله العزيز الحكيم القمر بالليل والشمس بالنهار ويجمعهم بترتيبات مختلفة في آية أو عدة آيات متتابعة، والآية رقم 31 تتحدث عن النار، ثم القمر، فالليل مقرونا بالقمر، ثم بالنهار، وبدلا من أن يأتي لفظ الشمس صريحا كالعادة في كل مرة وجدنا أن الحديث عاد وتحدث عن النار كإحدى الكبر !! هذا يعني أن النار هي مصدر ضياء الصباح والتي نعلم أن تلك هي أحدى وظائف الشمس، يذكرنا ذلك ما أوضحته الأحاديث أن النار هي مصدر الحرارة على الأرض واكتشفنا أن الشمس هي مصدر الحرارة على الأرض.
إذن بنص الأحاديث النار هي مصدر الحرارة على الأرض، وبنص القرآن هي مصدر ضياء الصباح على الأرض، إنها الشمس بكل وضوح، وهي إحدى الشموس في الكون { إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ } [المدّثر : 35]. واضح
6- لاحظوا أيضاً أن ذكر الشمس يأتي على الأحياء، وذكر النار يأتي للأموات:
{ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً } [الكهف : 17]، هذا عن أحياء في الحياة الدنيا، أما الأموات الذين يعاينون النار في قبورهم { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } [غافر : 46]، ملحوظة: الجميع يرى النار في قبره ويعاينها وتعرض عليه، وما فرعون وآله إلا لشدة تميز عذابهم عن غيرهم، ولكن لماذا العرض صباح مساء ؟ لأنه مع الشروق والغروب.
لذلك نفهم لماذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن الموتى أثناء شروق وظهيرة وغروب الشمس، ما دخل الشمس بالموتى ؟الجواب أنها جهنم، حيث علموا بذلك بمجرد موتهم، { لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } [قـ : 22]، إنها رحمة ورأفة بالميت الذي علم أن الشمس هي جهنم، حتى ينزل قبره ثم حسابه على الله، فعن عقبة بن عامر الجهمي قال ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا، حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف للغروب حتى تغرب، ورد بمسند الإمام أحمد بن حنبل والسنن الكبرى.
7- ولاحظ أيضاً الآيات التالية { وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ / وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } [التكوير : 12-13]، { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ / وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } [الشعراء : 90-91]، { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ } [قـ : 31]،وأيضا { وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى }[النازعات : 36]،
الجنة والنار من الغيبيات ( أو كانت قبل أن يرينا الله آياته الآن في الآفاق )، وقد اختلف العلماء في معاني ومقاصد كلمتي ( أزلفت وبرزت )، لكن لماذا دائما يطلق على الجنة لفظ أزلفت وعلى النار لفظ سعرت و برزت ولا يتعادلان في التوصيف حيث كلاهما غيب ؟ إذن ذلك لا يعني الظهور وإنما حدوث تغير في الرؤيا، قد يقول قائل لأن الجنة عالية فتدنو والنار سفلى فترتفع، أما عن الجنة فالاقتصار على التقرب من أعلى لأسفل فقط يسمى في اللغة العربية دنو أو تدلى بدليل الآية { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى } [النجم : 8]، والتزلف هو التقرب مع التهيأ والتحسن والتزين والتجمل ونول الرضا .... إلخ . بدليل الآية { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } [سبأ : 37]، أيضاً { وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ }[سبأ : 37]، فالجنة تظهر مع التزين وذلك تعبيران مدمجان في لفظ ( زلف )، وأما تسعير وبروز النار فلا يقتصر المعنى على الارتفاع من الأسفل إلى الأعلى لأن ذلك يطلق عليه رقي بدليل الآية { أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء } [الإسراء : 93]، وإنما يعني شيئا حمي عليه وظهر وكبر واتضح وبرز أياً كان الاتجاه فنقول برز المسمار ( الدسر ) من الجدار فنقول برز النشع من السقف..إلخ، ويعني شيئا ظاهراً بصورة مصغرة ثم برز بمعنى كبر ظهوره أو اتضحت معالمه أو تم التمكن منه أو أصبح في المتناول أو انكشف تماما فالآية تقول { يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } [إبراهيم : 48]، بمعنى انتهى إمهالهم، فذلك نوع من أنواع البروز بعد أن كانوا أحرارا في تصرفاتهم، أو برزت المعرفة والعلوم بمعنى كانت متواجدة بنسب صغيرة ثم ما لبست أن كبرت واستفحلت، فالبروز هو استفحال أمر كان صغيراً، سواء في الظهور، أو السيطرة، أو المعرفة..الخ.
وذلك يعني أننا نرى النار ولكن بصورة خفيفة وهي الشمس، أما يوم القيامة فسوف تبرز بروزا واضحا على هيئتها الخطيرة ونعاين معالمها المخفية المخيفة، { وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [الأنعام : 27]، { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً } [الكهف : 100]،أيضاً { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ } [الأحقاف : 20]، وأما الجنة التي تعلو النار فتدنو للمسلمين وتقرب لهم.
8- { إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً }[النبأ : 21]، بمعنى أن جهنم الآن ترصدنا، أي مطلعة علينا، فهي موجودة الآن وليس كما يدعي البعض أنها ستخلق يوم القيامة قرينة أخرى على أنها الشمس.
قد يسأل سائل لماذا لا نرى الجنة كما رأينا النار ( الشمس )، الجواب هو أن الجنة لفظا تعني ( المخفية / المغشاة / المغطاة ) وهي من عائلة لفظ ( جَنَّ )، لذلك سميت الكائنات الذكية المكلفة التي تعيش معنا ولا نراها بالجان، وفي الآية { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ } [الأنعام : 76]،بمعنى فلما غطاه الليل، وقد أطلق لفظ الجنة عرفا على الحدائق المبهجة وأصبحت في اللغة جنينة جنات ...إلخ، أما من حيث الأصل في التوصيف فلاحظ أن الله لم يسم النار بجنة، بمعنى أنها غير مخفية في الأساس، وإنما آية عظمى من الله سيكشفها بنهاية الزمان كحجة أخيرة دامغة { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ } [فصلت : 53]، أم الجنة فهي أصل الاختبار. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( قَالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } ) صحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي وابن ماجه ومسند أحمد، لاحظوا معي أن الله لم يقل ذلك على النار، بمعنى أن هناك أعين رأتها وسمعت ما بها وخطرت على قلوبهم، وذلك نفهمه إذا علمنا أنها الشمس وقد عاينا بعضها بالتليسكوبات.
مشكور
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)