أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان مفتشي الامم المتحدة يعكفون على تحليل مزيد من الادلة التي تم الحصول عليها من محطة أبحاث نووية في العاصمة السورية دمشق، حيث عثر على اثار يورانيوم لم يقدم تفسير لوجودها. ولكن الوكالة قالت ان سوريا لا تزال تمنع الوصول للمتابعة الى موقع في الصحراء قالت تقارير مخابرات أمريكية انه كان موقعا لمفاعل نووي صممته كوريا الشمالية كان قيد الانشاء بهدف انتاج وقود يستخدم في صنع أسلحة ذرية قبل أن يدمر في قصف اسرائيلي في عام 2007.
وكانت الوكالة ومقرها فيينا قالت في يونيو/حزيران 2009 ان جزئيات يورانيوم معالج ظهرت في عينات أخذها المفتشون من مفاعل الابحاث في دمشق، وانها تبحث عما اذا كانت هناك صلة باثار أخذت من الموقع الذي تعرض للقصف في دير الزور.
وقالت الوكالة انها أجرت مراجعة للتحقق من قائمة الموجودات في مفاعل الابحاث في دمشق في يوليو/تموز 2009 بجمع عينات بيئية لما قالت سوريا انه مصدر جزئيات اليورانيوم.
ويجري الان تحليل العينات، ومن المتوقع أن تكون النتائج جاهزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2009.
وقال محللون أمريكيون ان النتائج التي توصلت اليها الوكالة أثارت تساؤلا عما اذا كانت سوريا استخدمت قدرا من اليورانيوم الطبيعي الذي كان موجها للمفاعل المزعوم في دير الزور لاجراء تجارب قابلة للتطبيق لمعرفة كيفية فصل البلوتونيوم من الوقود النووي المستنفد.
والموقع النووي الوحيد المعلن في سوريا هو مفاعل الابحاث في دمشق، ولا توجد لديها قدرة معروفة لتوليد الطاقة النووية كما هو الحال مع ايران.
وقالت سوريا ان اثار اليورانيوم في دير الزور جاءت مع الذخيرة الاسرائيلية التي استخدمت في القصف، وأن الموقع الذي استهدفته اسرائيل كان مبنى عسكريا تقليديا.
وتنفي دمشق أنها تخفي أي شيء عن الوكالة الدولية. ولكن الوكالة تقول ان سوريا تحجب وثائق، وتمنع المفتشين من الوصول الى الموقع للحصول على ما يحتاجون لتوضيح الامر.
واشتكت دمشق من اساءة معالجة ملفها.
ولكن الوكالة قالت في وقت سابق من هذا العام ان المفتشين عثروا على اثار لليورانيوم في عينات التربة التي تم جمعها من موقع دير الزور في يونيو 2008 تكفي لتشكل نتيجة "مهمة".
واكتشفوا في وقت لاحق جزئيات يورانيوم مماثلة "مصنعة" في عينات اختبار في مفاعل الابحاث في دمشق الذي تعرفه الوكالة الدولية وتقوم بتفتيشه بشكل منتظم.
وقال تقرير الوكالة الجمعة ان سوريا مازالت ترفض طلبات الوكالة للعودة لزيارة دير الزور والقاء نظرة على ثلاثة مواقع عسكرية جرى تغيير معالمها بعد أن طلبت الوكالة تفتيشها. وتبرر سوريا رفضها استنادا الى اعتبارات تتعلق بأمنها القومي.
وقال التقرير "ومع هذا لا توجد قيود في اتفاقيات منع الانتشار النووي الشاملة (بين الوكالة الدولية والدول الاعضاء) فيما يتعلق بوصول الوكالة الى المعلومات والانشطة والمواقع لمجرد أنها قد تكون مرتبطة بأنشطة عسكرية."
وقال محمد البرادعي المدير العام للوكالة ان المزاعم خطيرة ولابد من ايضاحها. لكنه أيضا وجه اللوم للولايات المتحدة واسرائيل لتقاعسهما عن ابلاغ الوكالة الدولية عن الموقع قبل قصفه وتحويله الى أنقاض قائلا ان هذا جعل البحث عن الحقيقة في غاية الصعوبة.
وقال تقرير ان البرادعي حث دولا من بينها اسرائيل قد يكون لديها "معلومات لها صلة بالتحقق الذي تجريه الوكالة بما في ذلك المعلومات التي ربما قادتها الى استنتاج أن المنشأة التي تثور حولها شكوك كانت مفاعلا نوويا أن تجعل هذه النعلومات متاحة للوكالة."
وتريد الوكالة قبل أي شيء فحص المعدات والانقاض التي نقلت من دير الزور قبل أن يصل المفتشون الى الموقع.
وقال التقرير ان سوريا أبلغت الوكالة أنه تم التخلص بالفعل من الانقاض وبالتالي يتعذر تلبية طلب الوكالة الذي قدم أصلا بعد مرور عام على قصف الموقع.




شبيك لبيك