* ….؟
* كان رمضان شهراً متميزاً، وكان الصحابة يهيئون أنفسهم له، فهو شهر عبادة.. فأيام الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يصلون التراويح ثمانى ركعات، ولما تولى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه جعلها عشرين ركعة لتكون العبادة بالغة المدى.. وقد سمى بعض الصالحين شهر رمضان بشهر القطيعة أى القطيعة مع البشر، فقد كان كل منهم ينعزل عن الآخرين وينفرد بنفسه وبربه للعبادة والتبتل لله سبحانه وتعالى.
* …..؟
* كانت مصر تستقبل شهر رمضان بحفاوة أكثر من الآن.. فالأثرياء فى المدن والريف كانوا يسهرون فى "الدواوير" وكل "دوار" فيه مقرئ يقرأ القرآن الكريم، ولا أحد يفطر فى بيته بل يأخذ صينية طعامه إلى دوار العائلة ليجتمع شملهم، وكان عابرو السبيل يجدون دائماً الموائد العامرة التى يفطرون عليها، والسهرات كانت دينية: قرآن وأحاديث وابتهالات.
* …..؟
* الآن لا يوجد التواصى والتقارب والتوادد، تلك المشاعر التى كانت توجد بين الناس وتوحدهم فى رمضان، فكل واحد الآن نائم فى بيته أو جالس أمام التليفزيون..!
* ….؟
* إننا لا نطلب من التليفزيون ألا يهتم بالترفيه، فليس من المعقول أن يغطى الناحية الدينية فقط طوال الإرسال، لكن لابد أن يوسع مساحة البرامج الدينية..وألا يكون الترفيه خارجاً أيضاً!!
* ……؟
* حتى زمان كانت توجد الملاهى، فى روض الفرج مثلاً، وكانت المقاهى غاصة بالناس، بالذات فى ليالى رمضان..!!
* ….؟
* لاشك أنه حدث خفوت شديد فى الأفراح التى كان الناس يستقبلون بها شهر رمضان، وفى المباهج التى كانوا يعايشون بها ذلك الشهر المعظم، عادات كثيرة بدأت تختفى وكانت مرتبطة بشهر رمضان، مع أن الأمم العريقة لا تفرط فى عاداتها الحميدة..!!

ملاحظة: بعد أن قرأت هذين الحوارين ألا تفكر مثلى فى ترديد شطرة الشعر العبقرية التى قالها عنترة العبسى: هل غادر الشعراءُ من مُتَرَدَمِ..؟!!