- الإهدائات >> |
علمتني الحياه ان ابكي
وحيداا..لكي لا اسبب الحزن لمن حولي
وان اكتب الم شكواي واحتفظ بها..لنفسي
الجزء الخامس
ماشى ياجماعة محدش حتى يبل ريقى بنص كلمة ولا يقول رايو فى القصة
غير احمد اخويا وحب على العموم شكرا ياجماعة
ماشى ماشى
على العموم
انا حعمل خير وارمية البحر ;)
وتكملة شوية اجزاء من القصة اهى
اتجهت سلمى الى عملها الجديد وقلبها منقبض ومشاعرها متوجسه من المستقبل
كانت تسأل نفسها ...هل ما فعلته صواب أم خطأ
كان آلان بتصرفاته الغريبه يمثل لها بؤره كبيره من التوجس والخطرتشعرها دائما بالقلق
دخلت سلمى الى المكتب فوجدت سيده جميله تجلس على طرف المكتب وتهز ساقها وهى تتحدث الى الشاب الجالس على الكرسى واضعا قدميه فوق المكتب باستهتار
عندما شاهداها.....كانت ردود أفعالهما متفاوته بشكل ملحوظ
انتفض الشاب واقفا يعدل من هندامه بارتباك ويرحب بسلمى باحترام.....أما السيده فأطلت من عينيها نظره شديدة العداء
قدم الشاب نفسه الى سلمى قائلا : أنا تاكى
ظهر على وجهها التساؤل من غرابة الإسم
فأردف بخجل :آ.. تقى الدين
قالت بدهشه : عربى ؟؟
تساءلت فى نفسها : تقى الدين........تاكى!!!!!
أكمل التعارف : وهذه جانيت
لم ترد جانيت تحية سلمى وأدارت وجهها
لم تتوقف سلمى طويلا أمام هذا الموقف العدائى الغريب لجانيت ....واندمجت فى عملها بإخلاص ونشاط من أول يوم
كمااستلم آلان وظيفته الجديده وفى نفس المكان الذى تعمل فيه سلمى التى كانت دهشتها شديده عندما وجدته يجلس الى المكتب المجاور لها...لكنها لم تعلق كعادتها
وقت الإستراحه دخلت سلمى قاعة الطعام متأخره كعادتها
وبنظره واحده من على الباب عرفت أين ستجلس
اتجهت مباشرة الى المائده التى تجلس عليها جانيت وحيده
و التى ما ان رأت سلمى حتى حملت طعامها وتركت المائده على الفور
شعرت سلمى بالدهشه من هذه المعامله العدائيه التى لا مبرر لها ..... لكنها ظلت جالسه تتناول طعامها ..حتى جاء آلان وجلس معها وهو يبتسم
قالت سلمى بصوت خافت وبجديه شديده مغلفه بالصرامه :
سيد آلان ....أكره أن أسبب لك أى احراج فى هذا المكان بالذات.....لكنك تعرف جيدا عاداتى
أرجوك.....اذا لم تغادر المنضده ...سأغادرها أنا على الفور
ظهر على وجهه الإستياء الشديد ..لكنه قام على الفور
بعد دقائق جاء تاكى وجلس اليها وسألها : هل أزعجك ؟؟؟
سلمى : لا ...لم يزعجنى اطلاقا
تاكى : اذا ضايقك أحدأرجوكىأخبرينىأستطيع تقديم المساعده
شكرته سلمى واستأذنت على الفور لتنهى بعض الأعمال
رحلت تاركه وراءها الكثير من الحيره والدهشه فى عقله
أما آلان ......فكان يراقبها من بعيد بكثير من الضيق الذى تحول تدريجيا لدهشه عظيمه
أنهى طعامه واتجه للمكتب بسرعه
اندهشت سلمى عندما وجدته يضع على مكتبها قدحا من القهوه وهو يقول : قهوتك .......لم تتناوليها
تجاهلت سلمى متعمده أن تعلق على الموقف وانهمكت فى عملها
سألها قبل أن يقتله الفضول :
كيف تصرفت بهذه الطريقه مع تاكى ...رغم أنه .....مسلم
قالت ببساطه وهى تكمل عملها : سيد آلان .أنا لست عنصريه ولعلك لاحظت أن لى صديقات كثيرات غير مسلمات
لكن لى مبدأ لا أغيره ...فأنا لا علاقات لى مع أى رجل خارج نطاق العمل ابدا.....أى رجل مهما كان
لم تلاحظ سلمى ابتسامه الإعجاب التى أطلت بقوه من عينيه ...حيث كانت عينيها مركزه على شاشة الكمبيوتر
فى اليوم التالى ......اتجهت سلمى فى الصباح الى المكتب
فوجدت جانيت تقف عند مكتبها وتضع ورقه كبيره على الحائط ثم عادت وجلست الى مكتبها
وقفت سلمى تقرأ ما كتب على الورقه
(الى الجحيم أيها الإرهابيون.لا نريد مسلمون.ارحلوا من هنا)
دخل تاكى فوجدها تتأمل الورقه..التفتت سلمى الى جانيت ورمتها بنظره قويه ثم التفتت الى تاكى الذى طأطأ رأسه بخجل وارتباك
نزعت سلمى الورقه ومزقتها بغضب وألقتها فى سلة المهملات
دخل آلان فى نفس الوقت ..ولاحظ أن الجو مفعم بالتوتر
سألها : ماذا تفعلين؟؟
قالت بصوت عالى لتسمعها جانيت : لا شئ ....أنظف مكتبى من بعض الأوراق الباليه
ضربت جانيت المكتب بقبضتها وغادرت المكان بعصبيه
قال تاكى لسلمى : أعتذر عما حدث ...لكن لو عرفتى ظروفها سوف تلتمسين لها العذر.....فزوجها كان ضابط فى الجيش الأمريكى قتل فى حرب الخليج الأولى
وبعد موته اضطرت لترك أمريكا والعوده الى فرنسا
سلمى بسخريه مريره : شئ مؤسف ....لكن حظها طيب لأن لها صديق مخلص .....ووفى ...مثلك
بلع تاكى ريقه بصعوبه وخفض رأسه بخجل شديد متجنبا نظرة اللوم والعتاب الشديد اللتى رمته بها
وحاول قدر ما يستطيع أن يبلع الإهانه المستتره وراء كلماتها
أما آلان فراقب الموقف لكنه لم يعلق
.................................................. .
زفر آلان بضيق شديد وهو يلقى بملف على المكتب
سألته سلمى باهتمام : لم يوافقوا على الشروط ؟؟؟؟
آلان بضيق : نعم....المشكله أكبر مما ظننت
اذا ضاعت هذه الصفقه ....فسيفقد السيد فرانسوا عشرة ملايين ....ومعها ثقته فىّ
ثم أردف بغضب : اللعنه ......مجهود أربعة أسابيع ومحاورات ومداولات......يضيع فى لحظه.....
صمتت سلمى ولم ترد
فى نفس اليوم ...فى المطعم.......
تعجب آلان عندما انتهى وقت الراحه ولم تأتى سلمى للمطعم
وعندما عاد الى المكتب لم يجدها أيضا : عجبا!أين ذهبت ؟
فجأه ..وعلى غير عادته دخل السيد فرانسوا ...ومن وراءه جانيت وفى عينيها نظرة تشفى
فرانسوا بحزم : أين سلمى ؟؟؟
آلان : آ...فى الحمام
فرانسوا بغضب : انها ليست فى الشركه كلها...عندما تأتى فلتحضرا أنتما الإثنان الى مكتبى
التفت عائدا الى مكتبه وفى الطريق قابل سلمى
فقال بغضب : أين ذهبت وتركت عملك ؟؟
قالت بهدوء: كلفنى السيد آلان بمهمه عمل
مدت يدها اليه بالملف
عرفه على الفور ....خطفه منها وأخذ يتصفحه بسرعه
ظهرت على وجهه علامات الدهشه عندما وجده موقع بالموافقه على اتمام الصفقه وبشروط لم يكن يتوقعها
قال بدهشه كبيره: كيف أقنعتيهم بهذه الشروط ؟؟؟
نظر الى آلان ثم ابتسم : انتما...ورائى
تركوا وراءهم جانيت وهى تكاد أن تحترق من الغيظ
دخل فرانسوا مكتبه وخلفه سلمى وآلان وقال لسلمى بحماس : كيف فعلتيها ؟؟
قالت : لم أفعل شيئا .فقط قام السيد آلان بتعديل بعض الشروط
قال فرانسوا لآلان وهو يتأمل الملف : الشروط التى وضعتها جيده
نظر اليه عندما لم يتلق رد ...فوجده يتأمل سلمى
فرانسوا : آلان !!!!!!!
أجفل وهو يقول : نعم .....
رفع فرانسوا حاجبه وهو ينظر اليه فى صمت ...ثم ابتسم و قال :
حسنا ......سأصرف لكما مكافأه مجزيه
ابتسمت سلمى وقالت : عفوا سيدى ...
نظر اليها بتساؤل
قالت : أظن أنك ستضطر لصرف الكثير من المال للحفله التى ستقيمها للعملاء بمناسبة اتمام الصفقه
دهش فرانسوا قليلا .......ثم ضحك ضحكه عاليه جدا
حسنا ...سأقيم الحفله...وسأصرف المكافأه
ما رأيك أن تشرفى على تنظيمها بنفسك
اختفت ابتسامتها وقالت بجديه: عفوا سيدى ..لكن لا خبره لدى بهذه الأمور
هز رأسه وقال : حسنا ...كما تريدين
عندما خرجت التفت الى آلان وقال بخبره : لم تكن تعرف...أليس كذلك؟
أجاب بصدق : نعم ...لقد تفاجأت تماما
الأب : عجبا ...من أين أتيت بهذه الفتاه ؟؟؟
ابتسم آلان ولم يرد
>>>>>>>>> يتبع >>>>>>>>>>
الجزء السادس
فى منزل فرانسوا ديزيه أقيم حفل كبير بمناسبة اتمام الصفقه
وقف آلان والقلق بادى فى ملامحه وهو ينظر باستمرار الى الباب
اقترب منه الأب وقال بضيق : ماذا دهاك ..هل أرسل وراءك مخبر خاص ليتتبعك وانت فى الحفل؟؟؟
يجب أن تبقى الى جانبى
آلان بضيق : لم تأتى بعد ...
الأب بثقه : ولن تأتى أبدا
آلان بغضب: لم أنت متأكد هكذا؟؟؟
أمسك كأسا من الخمر وقال وهو يرشف رشفه : من أجل هذا
آلان : يمكنها أن تأتى ولا تشرب
الأب : لكنها لن تأتى
آلان : لقد وعدتنى
الأب بتساؤل: كيف ؟؟
آلان : قالت عندما يكون القمر بدرا ستأتى
نظر اليه بدهشه شديده ثم أطلق ضحكته العاليه الساخره المميزه
آلان بغضب : لماذا تضحك ؟؟
الأب بسخريه: انظر من النافذه وستعرف
عندما فتح آلان الستائر ...أصيب بالإحباط
لقد كان القمر هلالا لم يكتمل
اقترب منه الأب وقال : هذه الفتاه فى منتهى الذكاء لقد أرادت التخلص من الحاحك
مازال لديك الكثير لتتعلمه ..يجب أن تصدق من هم أكثر منك خبره....ان لى تعاملات كثيره مع بعض الدول التى تستخدم التقويم القمرى
زفر آلان وأغلق الستائر بضيق شديد
تركه الأب وأخذ يدور فى الحفل مرحبا بضيوفه الكثيرين
اقترب منه أحد المساهمين فى الشركه
وقال بمرح مصطنع : أخيرا ....عاد الشبل الصغير الى عرين الأسد
فرانسوا بلا مبالاه : هذا هو الوضع الطبيعى
قال الرجل بلهجه ذات معنى : سمعت أنه هذه الأيام على علاقه بفتاه جديده
فرانسوا متجاهلا المغزى من وراء كلماته قائلا بابتسامه دبلوماسيه: انه شاب جذاب......
الرجل بلهجه محذره: لكنها فتاه................... مسلمه ......
فرانسوا ببرود شديد : وما الفارق ؟؟؟
الرجل : الفارق كبير جدا...وانت تعلم ذلك
تحولت لهجته الى التحذير : لقد سمعت أنه مغرم بها
فرانسوا بغضب : هل تراقبونه ؟؟؟ ....حتى ابنى ؟؟؟
اسمعنى جيدا ..أخرج ابنى من هذه اللعبه القذره والا....
الرجل بصوت يشبه فحيح الثعبان : لا تغضب يا عزيزى ....
ان مستقبل شركات ديزيه يعنينا .........كما تعلم
وهو ليس بعيد عن اللعبه كما تتصور ....أنت بنفسك الذى أدخلته فيها
انصحه ان يبتعدعنها فالأمرخطيروانا لا أحب لأحد أن يتأذى
راقبه فرانسوا وهو يبتعد محاولا باستماته السيطره على غضبه .....قذف ببقايا كأسه على فمه جرعه واحده
ثم عاد بعد أن هدأ قليلا لتحية ضيوفه
..................................
اقتربت الأم من آلان الذى ترك الحفل ووقف فى الشرفه شاردا وقالت : آلان ..لقد بحثت عنك فى كل مكان ......ماذا تفعل هنا
تنهد لينفض عنه الضيق : كيف حالك يا أمى
الأم بحنان : ما بك يا عزيزى ....لست كعادتك أبدا
صمت ولم يرد...فأكملت : ان والدك قلق عليك بشده...
من هذه الفتاه التى عينتها فى الشركه ؟؟
ابتسم بسخريه وقال: هل أصبحت سلمى حديث الساعه ؟؟
ابتسمت بحنان : اسمها سلمى ؟؟ هز رأسه موافقا
الأم : هل هى جميله ؟؟
ألان ينظر اليها وفى عينيه نظره غريبه : نعم ...آ..أقصد لا
آ.. نعم جميله ..لكن جمالها مختلف تماما ...انه من نوع غريب .....لا تراه العين ..ولكن يراه القلب بوضوح
لا أعرف كيف أصفه لكى ..ولكن ..ولكن ..
أ تعرفين ...انها تذكرنى بأميرات قصص الأطفال
انها مثل سنو وايت أو......
تقاطعه الأم بدهشه شديده : آلان ..!!!!!
لم أرك هكذا من قبل ....تتكلم وكأنك مازلت صبى فى الحادية عشر.......هل أثرت فيك الى هذه الدرجه ؟؟؟؟
ابتسم وقال بصدق : لا أعرف
قالت : هيا ...والدك يريدك ....ولنكمل حديثنا فيما بعد
...........................................
فى اليوم التالى فى المكتب.........
آلان بضيق : لماذا لم تأتى للحفل ؟؟
سلمى وهى تمارس عملها دون أن تنظر اليه : لا أحب الحفلات
آلان : لكن الحفله كانت من أجلك
سلمى : لا ......بل من أجل الصفقه
آلان : لكنك السبب فى نجاح هذه الصفقه
سلمى : لقد كنت أقوم بعملى ...وانتهى دورى
قاطعهما دخول جانيت العاصف
وضعت على مكتب سلمى جريده مفتوحه على خبر معين
عرفته سلمى من أول وهله ..فلقد قرأته فى الصباح الباكر
(خطف صحفيان فرنسيان فى العراق )
أزاحت سلمى الجريده بغضب واستياء وهى تشيح بوجهها..
جانيت بكراهيه شديده : هل أنت سعيده الآن
سلمى بهدوء : هذه الأخبار لا تسعد أحدا
جانيت بحقد : ارحلوا من هنا ...لا نريدكم
سلمى بتحدى : عن من تتكلمين سيده جانيت ؟؟
أنا مثلك تماما و...
قاطعتها جانيت بغضب : لا ..لست مثلى ..أنتم سفاحون .مجرمون...تحبون الدماء....يجب أن تخجلى من نفسك
قالت سلمى بسخريه مستفزه : وكيف أخجل ؟؟؟
أخلع ملابسى !!! أشرب الخمر !!أغير اسمى !! أتخلى عن هويتى !!حتى أرضيكم ؟؟؟
احمر وجه تاكى الذى كان واقف ..وشعر أن سلمى تقصده هو
أكملت سلمى بتحدى ساخر :
لست أنا من يجب أن يخجل أيتها السيده ...فأنا لم أحتل أرضا وأشرد شعبا بأكمله لأحصل على بضعة أصوات فى الإنتخابات
أنا لم أقتل الآلاف وأحاصر وأجيع الملايين من أجل بضعة براميل من الزيت
نظرت اليها باستخفاف وأكدت : لست أنا من يجب أن يخجل
فمنذ زمن بعيد جدا فى العراق لم يحدث أبدا أن مس أى من الرعايا الأجانب أى أذى .....
لم يحدث هذا الا فى عهد الإحتلال الأمريكىالميمون
غادرت جانيت المكان بغضب هادر بعد أن فشلت تماما فى الرد على سلمى
أما تاكى فقد ابتلع ريقه وشعر بالفخر والإعجاب لسلمى
أما آلان فلم يحول عينيه عنها وهى تجلس على مكتبها ببطء وتحاول امساك بعض الأوراق ...لكنها تفشل ..فقد كانت يديها ترتعشان بشده من أثر الإنفعال
اقترب منها وقال بتعاطف : هل انت بخير؟؟
لم تعجبها لهجته فنظرت اليه بحده .. وغادرت الغرفه بصمت
كان لسلمى تأثير طاغى على كل من حولها
فقد طلبت جانيت نقلها من المكتب بعد أن استحال وجودها مع سلمى فى مكان واحد
أما تاكى ... فقد أحب اسمه الحقيقى (تقى الدين ) لأن سلمى كانت تصر أن تدعوه به
وكان يتأثر بشده كلما سمعها تتحدث يوميا مع أمها بكل هذا القدر من الحنان والحب فى هاتفها الخلوى
يوما..سألها بعد أن أنهت المكالمه : سلمى ...أريد أن أسألك سؤال ؟
قالت : اسأل ..أسمعك جيدا
تردد قليلا وهو ينظر لآلان المنهمك فى عمله :
آ....آ...لقد تركت أبواى فى المغرب منذ خمس سنوات
آ ...وحتى الآن ..لم أكلمهما ...ولا يعرفان عنى شيئا
آ....فهل أنا آثم؟؟
نظرت اليه بتعجب طويلا ...مما جعله يخفض عينيه فى خجل
فقالت بهدوء ...ان خمس سنوات مده طويله
لماذا لم تخبرهما بمكانك ؟؟
تاكى : آ ..أردت أن أكون حرا...لا أريد أى شئ يقيدنى
سلمى بهدوء : ليس معنى أن نحطم قيودنا ..أن نحطم معها قلوب الآخرين
اذا ما أردت الحقيقه ..فنحن القيد الحقيقى فى أعناقهم
لقد تخلوا عن الكثير من حريتهم لرعايتنا والإنفاق علينا ونحن صغار ضعفاء...وبعد أن كبرنا.....لا يستطيعون الإستمتاع بحريتهم من كثرة القلق علينا والإهتمام لأمرنا
وفى ظل السعار المجنون للبحث عن الحريه ...نسينا حتى أن نشكرهم أو نقول لهم كلمة حب
أردفت منهيه الحوار :
لو أن كل أب وأم فضلوا حريتهم على أبنائهم...لكانت الملاجئ ودور الرعايه ملئ بأمثالنا
عندما قالت سلمى تلك الكلمات لم تكن تعلم وقتها ما يمكن أن تفعله من تأثير
فلأول مره منذ خمس سنوات ...يتصل تقى الدين بوالديه ويعرفهما مكانه ويعدهما بزياره قريبه
أما آلان الذى استمع للحوار بصمت المتأمل...... فقد تحولت مشاعره تجاه أبيه وأمه تماما
لقد امتلأ قلبه بمشاعر جديده عليه .....لم يحسها من قبل
وأخيرا..............
عاد الصقر الشارد الى أحضان أبيه وأمه
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
فى المركز الإسلامى فى باريس
جلست سلمى صامته مطأطأه الرأس فى مكتب الشيخ اسماعيل ...الذى حاول أن يستوعب القصه التى تحكيها سلمى ويرتبها فى رأسه
كان يهز رأسه وهو غير مصدق ...وأخذ يكرر الإسم ببطء
آلان .............فرانسوا............. ديزيه
لم أتوقع أن يكون الأمر بهذه الخطوره.....يا الهى....
آلان.فرانسوا ديزيه ؟؟؟؟؟
انه فتنه شديده وابتلاء عظيم
نظرت اليه بتساؤل أشبه بالإستنكار
قال : لا يا ابنتى ...لا تفهمى كلامى بصوره خاطئه
اننى أعرفك جيدا منذ أن كنت صغيره
لقد كنت دائما العضو المتألق النشط فى هذا المركز
وكم هدى الله على يديك الكثيرات
لكن ظروفك القاسيه ومرض أمك ضيق كثيرا من نشاطك
وأنا أعلم تماما أن الحرام أبعد ما يكون عن جوارحك
وأن تقوى الله تسرى فى دمائك ..........لكنى أخاف على قلبك الغض البرئ لا أريد لأى شئ أن يجرحه
ان آلان ديزيه ليس شابا غنيا مدللا فقط.......
لقد اختارته اللوموند فى استفتاءها السنوى واحدا من ضمن أكثر عشرة شباب جاذبيه فى فرنسا كلها
وهو بطل فرنسا للتنس لخمسة أعوام متتاليه قبل اعتزاله
أضيفى لهذا ما يتمتع به من أخلاق حميده كما ذكرت
تنهد بعمق : ان الأمر شديد الخطوره على كليكما
وليس هذا هو الخطر الوحيد
والده ...فرانسوا ديزيه
كما سمعت ...هو شخصيه شديدة الشراسه على خصومه ومنافسيه....لا أعرف ما الذى يمكن أن يفعله اذا ما شعر بأى خطر يتهدد ابنه الوحيد
يجب أن تبتعدى عنهم يا سلمى
قالت بهزيمه : لو تركت العمل ...فلن أجد غيره ..وأنا بحاجه الى المال
قال : لماذا لا تتصلى بأهلك ...أهل أبيك أو أمك ؟؟
قالت : أهل أمى ...لا أعرف منهم أحد ..لقد غادر جدى الجزائر بعد زواجه مباشرة .....وأمى تربت وعاشت هنا لا تعرف أحد من أهلها ...وليس لها اخوه أو أخوات
وأهل أبى قاطعوه بعد أن أسلم وغير اسمه ...لا أعتقد أنهم سوف يتقبلونى
لم يدرى بماذا يجيبها لكنه قال بأسى:
بعد هذا القانون الجديد ...أصبح الأمر شديد الصعوبه على الجميع ...والفئه الأشد معاناه هم طالبات المدارس والجامعات .فليس باستطاعتهن ترك الدراسه ولا خلع حجابهن
حسبنا الله ونعم الوكيل
أدركت سلمى أنها لن تصل الى حل
قامت ذاهبه ...فاستوقفها .: سلمى .....
هل لديك مانع أن تتزوجى ؟؟؟
أعرف شابا صالحا وممتازا يمكن أن يكون مناسبا لكى
سلمى بصدق : أتمنى ذلك ....ولكن .....
أخشى ألا أستطيع القيام بواجبى تجاهه ...ان أمى مرضها طويل وقد يستغرق أعواما وهى تحتاجنى بشده
أنا أنهى عملى وأقضى بقية اليوم فى المشفى بجوارها
لا أظن أن أحدا يمكنه أن يتحمل ذلك
أسقط فى يد الشيخ وقال بإشفاق : ليت عندى عمل يناسبك ...لكن هناك حالات أسوأ منك بكثير
كل ما أملكه هو أن أدعو الله لكى أن يحميك و يقيك شر الفتن
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
>>>>>>>>> يتبع >>>>>>>>>>>
ونشوفكم بعد الفاصل
الجزء السابع
انا أسف ياجماعة على التاخير
بعد هذا اللقاء ..تغيرت تصرفات سلمى بدرجه كبيره
وأصبحت تعامل آلان بجفاء شديد ومقصود...وتتعمد الا تحادثه ولا تنظر اليه ابدا
وساعد على هذا أن مرض أمها دخل فى مرحله شديدة الحساسيه والخطوره ....مرحلة الغيبوبه
فألقى ذلك بظلاله الكئيبه على ملامحها وتصرفاتها بوضوح
أما آلان ..فقد كاد يجن من هذا التغيير الغريب والمفاجئ فى تصرفاتها تجاهه.....كان يشعر بفراغ رهيب
ويفتقد بشده أحاديثها وكلماتها التى تمس أوتار قلبه وتحرك مشاعره
حاول أكثر من مره أن يعرف سر تغيرها....لكنها كانت تصده بعنف
أياما طويله عاشها فى معاناه شديده....لكنه فى النهايه اتخذ قرارا مجنونا .......أكثر القرارات جنونا فى حياته كلها
وفى منزل والده الكبير جلس يتناول الطعام مع والديه
وفجأه ....................
فجر فى وجوههم القنبله التى زلزلت أركان البيت الكبير
آلان : لقد قررت الزواج من سلمى
الأب بصدمه : ماذا قلت ؟؟؟؟
هل جننت ؟؟؟
آلان ببرود : لا ولكنى سأتزوج سلمى
الأب : تتزوج من مسلمه ؟؟؟ لا شك أنك فقدت عقلك
لو فعلتها سأطردك من المنزل ....وأحرمك من مالى
آلان : لا يهمنى ....سأتزوج من مالى الخاص الذى جنيته من لعبة التنس
الأب وهو يكاد أن يفقد عقله : أيها الأحمق المجنون
ألا تفكر فى عواقب تصرفاتك ؟؟؟؟لماذا تتصرف وكأنك وحدك فى الحياه ....لا تراعى الآخرين
آلان : وما دخل الآخرين بزواجى من سلمى
الأب منفعلا : لن تنضج أبدا .......اذهب الى الجحيم ....ولتحترق بعيدا عنى
آلان : لماذا تعترض على زواجى من سلمى؟؟؟
الأب وهو فى ذروة انفعاله : لأننى لا أريد أن أراك مسجى فى تابوت........هناك أشياء كثيره فى الحياه لا تعرفها ...أو ترفض أن تعرفها و......
قاطعه آلان : لا أريد أن أعرف أى شئ ....كل ما أعرفه أننى أحبها .........وسأتزوجها
التفت اليه بغضب وضاقت عيناه : ومن أدراك أنها ستوافق؟؟
.......................................
لم تستطع سلمى أن تنطق .........لقد ألجمها الذهول تماما
وهى تستمع غير مصدقه لآلان وهو يقول :
سأبنى لك بيتا جميلا يطل على نهر السين له حديقه غناء تسكن أشجارها الطيور
والدتك ستعيش معنا ...سيكون الدور الأرضى بأكمله ملكا لها
ستخضع للعلاج فى أكبر مشفى فى باريس
سيكون لك عملك الخاص أيما كان
سأحترم دينك ومعتقداتك وسيكون لك مطلق الحريه فى ممارسة طقوسك وعباداتك
سأكتب لك عقدا بهذا وأسجله عند المحامى واذا خالفت أى شرط سأدفع لك غرامه ماليه كبيره
لاتدرى لم فى هذه اللحظه بالذات دق صوت الشيخ اسماعيل وحديثه عن الفتنه فى عقلها مثل جرس الإنذار
سألته بغرابه : أتفعل كل هذا ........من أجلى.........أنا ؟؟؟
قال بحماس : بل وأكثر منه بكثير .....فقط اطلبى ماشئت
لم تعرف كيف ترد عليه ولا ماذا تقول وكيف تشرح له
فهو لن يفهم.......... واذا فهم فلن يقتنع
ولم يعد الجفاء ولا المعامله السيئه تجدى معه نفعا
فكرت طويلا وبعمق ........ثم قالت : أنت لا تيأس أبدا ؟؟
هز رأسه بالرفض وهو يبتسم
قالت وهى تفكر : هل قرأت قصة عروس البحر ؟؟
آلان بدهشه : ماذا ؟؟
قالت : عروس البحر...قصة الأطفال الكلاسيكيه الشهيره
آلان : نعم ..ولكن لم تسألين ؟؟
سلمى : انها قصه أسطوريه تحكى عن الحب المستحيل بين اثنين من عالمين مختلفين ....أمير انسان وعروس البحر
ابتسم لوصفها شديد الذكاء
قال : لكن عروس البحر خرجت من عالمها وفضلت العيش مع حبيبها فى عالمه لتنهل من نبع الحب والسعاده
سلمى بدهشه : عن أى سعاده تتكلم !!!!
يبدو أنك لم تقرأ القصه لنهايتها
لقد ضحت عروس البحر بكل شئ وتخلت عن عالمها ودفعت ثمنا غاليا لتدخل عالم البشر....فى سبيل ما تسميه حبا
لكنه فى الحقيقه ....كان وهما كبيرا
فالأمير الذى أحبها كعروس للبحر ...لم يحبها كإنسانه ...بل لم يعرفها اطلاقا...بعد أن تركت أجمل ما فيها
وعندما اكتشفت أنها كانت تجرى طوال حياتها وراء وهم ....لم تستطع أبدا أن تعود كما كانت
وقضت نحبها ضحيه للوهم الكبير
وصلته الرساله بكل معانيها....وأذهله ذكائها وتحليلها الدقيق للقصه واسقاطها على واقعهما
أراد أن يحاول معها من جديد : لكننا بشر ...وأنا لا أخرجك من عالمك ...بالعكس ...أنا أمنحك حريتك كامله مع أى ضمان تطلبينه لإستمرار هذه الحريه
تنهدت بعمق وقالت : لكن دينى لا يسمح لى بالزواج الا من شخص مثلى...يؤمن بما أأمن به ...ولا أستطيع مخالفته
آلان : حتى من أجل الحب ؟؟
سلمى : هناك أشياء أغلى من الحب..بل أغلى من الحياه نفسها
قال فى محاوله يائسه : لكن مدى علمى أنه يسمح للرجال بالزواج من سيدات لسن مسلمات.......وأيضا بالزواج من أربع سيدات
التفتت اليه بدهشه واشفاق وسألته باستنكار شديد :
هل هذه هى كل معلوماتك عن الإسلام ؟؟؟
زفر بعمق وسألها بعد تفكير عميق :
ماذا ....لو ترك الأمير عالمه وذهب وراء عروس البحر؟؟
سألته بذهول : ماذا ؟؟
آلان بصدق شديد : أقول أننى على استعداد للتضحيه بأى شئ وكل شئ فى الحياه و الذهاب وراءك الى الجحيم
سوف أعتنق الإسلام من أجلك ....من أجلك أنت
......................من أجل سلمى
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
يتبع>>>>>>>>>>
الجزء الثامن
بهتت سلمى تماما ...وساد صمت طويييييييييل بلعت ريقها وقالت : عفوا ...مع كل احترامى وتقديرى... لكنى أرفض عرضك الكريم نظر اليها طويلا ....ثم قال باستسلام يائس: اذا.......... فالمشكله فى أنا ... للأسف لم أدرك ذلك من البدايه أعدك أننى لن أزعجك بعد الآن ........ خرج بهدوء ولم يزيد كلمه.................... فى اليوم التالى ............. أنهت سلمى صلاتها وحدها بعد انصراف العاملين بالشركه أخذت حاجياتها وهمت بالإنصراف أجفلت عندما وجدت شبحا يقف هناك خارج باب المكتب فى الظلام تبينت وجهه عندما دخل من الباب اقترب منها بخطوات مهزوزه ...كان يبدو أنه سكران آلان : عفوا يا آنسه ....هل أزعجتك ؟؟ لا بأس ......فقد جرحتى كبريائى.... وطعنتينى فى رجولتى طعنه نجلاء قال بتوسل : ما هذه القسوه يا سلمى ...انها ليست من طباعك ثم صرخ بعنف : هل قد فؤادك من الصخر ؟؟؟ لماذا لا تشعرين بقلبى وهو يحترق ؟؟؟ يمكنك بكلمه واحده أن تشفى كل آلامى خفضت رأسها بألم وقالت بحزن : سيد آلان ...أرجوك اننى أقدرك وأحترمك كثيرا أتوسل اليك ....لا تجعل هذا الإحترام يتحول الى شئ آخر نظر اليها طويلا ...........ثم رحل وهو يترنح .. رحل وتركها وراءه تجتر الألم .........والندم ............................................ فى مكتب الشيخ اسماعيل كانت سلمى تحاول أن تكفكف دموعها الغزيره وهى تنتحب بألم شديد قالت من بين دموعها : يؤلمنى كثيرا رؤيته على هذه الحاله لقد آلمته كثيرا انه لم يؤذينى أبدا ....بل العكس ...لقد أنقذنى أكثر من مره منحنى كل شئ بلا مقابل.....ليتنى رفضت العمل من البدايه الشيخ اسماعيل : لماذا رفضت طلبه ؟؟لا أستطيع أن أفهم وجهه نظرك سلمى : لقد أرعبتنى كلماته سأذهب وراءك الى الجحيم..سأعتنق الإسلام من أجلك من أجل سلمى انه لا يريد الإسلام ولا يريد أن يعرفه يريد أن يسلم فقط من أجل أن يصل الىّ الشيخ اسماعيل : أليست هذه فرصه جيده ليقترب من الإسلام ويعرفه ؟؟ سلمى : وماذا لو لم يسلم حقيقة ؟؟سنعيش أنا وهو فى عذاب حقيقى....ان الإسلام به أوامر وتكليفات ....لايقدر عليها الا من دخل الإيمان قلبه...وملأ جوارحه وماذا بعد أن يهدأ الحب ...ماذا لوفكر أن يترك الإسلام ويرتد ماذا سأفعل وقتها ؟؟ بعد كل تلك الأعوام التى قضيتها أحاول أن أبذل قصارى جهدى لنصرة الإسلام ...لا أستطيع أن أتخيل أن أصبح أداه للطعن فى الإسلام ...وفتنه لغير المسلمين ليس هناك أى ضمانات لأى شئ فالقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء الضمان الوحيد هو أن يؤمن بقلبه وأن يحب الإسلام للإسلام لا لأى شئ آخر نظر اليها الشيخ اسماعيل بإشفاق شديد ...لقد حدث ما توقعه تماما....لقد جرح فؤادها البرئ وكلمات العالم ...لا تستطيع أن تخفف من جراحها وبعد أسبوع واحد فقط ......... رحلت أمها عن الحياه .......رحلت مودعه كل آلامها رحلت بين ذراعى سلمى التى غسلت وجهها الدموع رحلت وهى تدعو لسلمى ....التى باتت وحيده تماما فى هذا العالم الكبير بعدها بثلاثة أيام .... ذهبت سلمى الى السيد فرانسوا وقدمت استقالتها وعندما سألها عن السبب قالت : لقد زالت كل الأسباب التى من أجلها كنت أحتاج بشده للعمل....والآن لا داعى لبقائى هنا أرجوك ...أبلغ السيد آلان شدة أسفى واعتذارى لقد تسببت له فى كثير من الألم أرجوك....... لا تخبره انى رحلت الا بعد مده طويله ... حتى لا يبحث عنى.........أتمنى له كل الخير ....... قدر السيد فرانسوا ما فعلته سلمى وتفهمه ...واحترمها كثيرا ومنحها مكافأه مجزيه...مع كثير من الإمتنان لإخلاصها للشركه .......................ورحلت سلمى................ أما آلان ....فقد هرب بآلامه الى كوخ العائله فى الشمال ليعيش وسط الثلوج ...علها تطفئ نيران قلبه المشتعله..لكن بلا جدوى وبعد ثلاثة أشهر ... استبد به الشوق لرؤياها ...وفشل تماما فى مقاومة شوقه وحنينه اليها عاد للشركه فوجدها قد تركت العمل...وجن جنونه عندما عرف أن أمها قد رحلت عن الحياه لقد فقدها الى الأبد........... أخذ يدور فى المنزل كالمجنون وأمه تحاول أن تهدئ من روعه وهى تقول : سنبحث عنها فى كل مكان .ستجدها يا بنى قال بانفعال : لقد رحلت يا أمى ...رحلت... انها الآن فى هذا العلم الواسع ..وحيده تماما ...بلا أحد يرعاها ...بلا عمل ...بلا مال ..لا أصدق ....أكاد أجن ... لا أستطيع أن أتصورها وحيده فى هذا العالم المتوحش برقتها وطهارتها أخذ يضرب يده ورأسه فى الحائط وهو يصرخ : لقد كنت جبانا....جبانا ...لقد تخليت عنها وتركتها وحيده لمجرد أنها رفضت الزواج منى لم أعد أريد منها أى شئ ...لم أعد أريد أن أتزوجها أريد فقط أن أحميها ...أحمى براءتها وطهارتها لكنى أنانى....جبان....رعديد ....تركتها وهربت حاولت أمه أن تهدئه بلا جدوى الأب بغضب : اسمع أيها الشاب الأحمق المجنون ..لم أعد أطيق طيشك وجنونك اذا لم تكف عن هذا الجنون فسأطردك شر طرده آلان بغضب هادر : كما طردتها من الشركه؟ الأب بانفعال : من قال لك أننى أطرد العاملين فى شركاتى من أجل خلافات شخصيه ؟؟ لو كان هذا هو أسلوبى ..لأفلست منذ زمن بعيد لقد كانت الفتاه أكثر عقلا منك ..وغادرت الشركه بمحض ارادتها وسارت فى طريقها الصحيح كف عن حمقك وجنونك والتفت لحياتك خرج آلان يبحث عنها فى هذا العالم الكبير معتمدا على أمواله الطائله التى اكتسبها من لعبة التنس التى تسمى بلعبة الأمراء ذهب الى أحد معارف أمه يعمل فى الشرطه وفى نفس اليوم عرف منه المفاجأه التى أحزنته كثيرا.. لقد تزوجت سلمى...تزوجت ورحلت عن فرنسا كلها تلقى النبأ بشئ من الحزن والتفهم فهو يعرف أن هذه هى النتيجه الطبيعيه الملائمه لشخصية سلمى وظروفها الصعبه سأله : ممن تزوجت ؟؟ قال بشئ من التردد لم يرتاح له آلان : من ......آ.......آ ......الجزائرى .....عبد القادر عيسى ثم أردف بلهجه ذات معنى : أحد المنتمين لتنظيم القاعده أصيب آلان بصدمه شديده...... سأله بعد أن تمالك نفسه : ...وأين ذهبت ؟؟ قال : الى الجزائر عاد آلان بسرعه الى المنزل ليجمع أغراضه فالتقاه والده وعرف الى أين ينوى الذهاب...حاول أن يمنعه آلان بجنون : سأذهب وراءها الى الجحيم الأب : الا تفهم...لقد تزوجت من ارهابى ....انها ارهابيه قذره تطاير الشرر من عينى آلان وقال صارخا : لا تسبها ليس هناك على وجه الأرض من هو أطهر منها انها لا تعلم انه ارهابى ..لا شك أنه خدعها الأب : أيها المجنون ..لقد فقدت عقلك تماما ..ماذا ستفعل؟؟ آلان : سأنقذها منه وأعيدها الى فرنسا الأب : لو ذهبت وراءها ..فسأقتلك ...سأقتلك بيدى هاتين لم يستطع أحد أن يمنع ذلك الإعصار الرهيب الثائر حتى الأب القوى العنيد...هزم أمامه سافر آلان الى الجزائر ...وعن طريق المال استطاع أن يعرف مكان سلمى لقد غادرت الجزائر فى نفس يوم وصولها مع زوجها غادرتها الى ................... .........................العراق ....... يتبع>>>>>>>>>>>>>>>
التاسع
لم يستطع آلان أن يتحمل الخبر ....فارتمى على اقرب مقعد يحاول التغلب على الصدمه لم يكن يتحمل فكرة وجودها هناك وسط الحرب والنار فزاد اصراره الرهيب على انقاذها....حتى لو لم تتزوجه لم تعد قضيته الزواج منها ...بل انقاذها انقاذ كل شئ جميل فى هذه الحياه اتصل بأحد أصدقاء والده برتبه جنرال بالجيش الأمريكى ليدبر له وسيله لدخول العراق أبدى الرجل استعداده لتقديم المساعده فى خلال اسبوع سافر آلان لأمريكا وعن طريق المال ...استطاع أن يدبر له الجنرال مكانا على متن طائره ناقله للأسلحه والمعدات الحربيه هبطت الطائره فى القاعده الحربيه فى قطر ومن هناك دخل الى العراق بمساعدة أمواله ...وبتوصيه من الجنرال صديق والده ...الذى أرسله الى الجنرال ديفيد هاريس دخل آلان العراق مع وحدة مدرعات مرتديا ملابس الجيش الأمريكى قضى معهم عدة أيام حتى استطاع الوصول للجنرال ديفيد هاريس....وهناك ...طلب منه المساعده فى البحث عن سلمى قضى آلان أسابيع طويله يحترق ...منتظرا نتيجة البحث وفى النهايه ...التقى الجنرال ديفيد هاريس مره أخرى الذى قال له : سلمى قبض عليها هى وزوجها وهى الآن أسيره فى أحد السجون العراقيه تلقى آلان النبأ بذهول تام لم يدرى لحظتها ماذا يفعل رجا الجنرال ديفيد هاريس أن يساعده فى اخراجها من هناك ليعيدها الى فرنسا أرسله الجنرال هاريس الى الكلونيل سميث ...قائد وحدة مشاه فى نفس المحافظه التى يقع فيها السجن الذى تقبع به سلمى أسيره قضى ثلاثة أيام مع المجموعه التى أرسله معها الجنرال هاريس ....حتى وصل الى وحدة المشاه التى يرءسها الكلونيل سميث الذى صدمه بأبشع صدمه فى حياته كلها لقد وصلت متأخرا ............متأخرا جدا........ فمنذ شهرين ........نسف السجن ولم ينجو منه أحد >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> لم يستطع آلان أن ينطق من هول الصدمه الرهيبه أكمل سميث نسف السجن ....نسفه الإرهابيون...لقد كان بالسجن أكثر من 75 امرأه ارهابيه سجينه ....كنا نستعد لتقديمهن للمحاكمه وأنت تعلم أن المسلمون لا يطيقون أن تسقط امرأه فى الأسر أردف بأسى عميق : يعتقدون أننا وحوش ...لكننا ما تركنا ديارنا وجئنا الى هنا الا لنساعدهم حاولوا اقتحامه...وعندما فشلوا....فجروه بالقنابل مات الجميع ...حتى جنودنا الذين كانوا يتولون الحراسه هناك نظر آلان بمنتهى الحسره والألم الى حوائط السجن البعيد المحترقه والمهدمه سمع دوى شديد لطلقات النار بدأ الهجوم على وحدة المشاه ...أمر الكلونيل سميث جنوده بالإنسحاب فورا الى مكان آمن ركبوا السيارات وانطلقوا بسرعه....لكن آلان قفز من السياره يجرى باتجاه السجن البعيد نادى عليه أحد الجنود : عد الى هنا أوقفه الكلونيل بإشاره من يده وفى عينيه نظره شيطانيه : دعه قال الجندى : لكنه ابن فرانسوا ديزيه....وهو رجل غنى وربما...... ابتسم الكلونيل بخبث : لكن قيمته أكبر وهو ميت انطلق آلان يجرى باتجاه السجن والرصاص يدوى من حوله حتى أصيب اصابه بالغه وسقط أرضا حاول أن يكمل طريقه الى السجن زحفا..........أخذ ينزف بشده حتى فقد وعيه....وغاب عمن حوله... فتح آلان عينيه ببطء.... وجد نفسه فى غرفه..... ليس بها سوى سرير دافئ ينام عليه وأمامه يقف رجل يغطى رأسه ووجهه بالسواد ولا يظهر منه سوى العينين عرفه على الفور......فهو واحد من الإرهابيين الذين يظهرون على شاشة التلفاز فى نشرات الأخبار آلان : أين أنا ؟؟؟ الرجل بصوت عميق قائلا بالفرنسيه : أنت فى أمان ما الذى أتى بك الى هنا ؟؟ أنت فرنسى ....ما الذى جعلك تنضم للجيش الأمريكى؟؟؟ صمت آلان ولم يرد قال فى هدوء : ألا تجيب؟؟ ثم سأله : من سلمى هذه التى كنت تناديها وانت نائم؟؟ أجاب آلان بكل كراهية الدنيا : انها احدى ضحايا تلك اليدين القذره والقلوب المتوحشه ضاقت عينا الرجل وهو يسأله باستنكار : من تقصد ؟؟ صرخ بغضب وهو يرتعش من الإنفعال : أنتم ..... أنتم أيها المجرمون الإرهابيون ..يا من تأكلون لحومكم وتشربون دماء أبناءكم ............قتلتموها ...... ثم أردف بصوت متحشرج وهو يرتعش بشده ودموعه تسيل على وجهه : قتلتموها بلا رحمه ....وهى لم تفعل شيئا ...وهى مسلمه مثلكم قال الرجل باستنكار شديد : من وضع فى رأسك أننا نقتل نساءنا؟؟؟ لقد رأيت وحشيتكم واجرامكم بعينى رأيت ما فعلتموه بالسجن الرجل : انتظر....هل تظن أننا فجرنا السجن ؟؟؟ قال بانهيار : نعم أنتم ...أنتم أيها المتوحشون الساديون قتلتم 75 امرأه من نساءكم تنهد الرجل بعمق : لوكنا نسفنا السجن .....لكانت على الأقل ظهرت آثار قنابلنا............لكانت بقيت على الأقل بعض الحوائط مقامه آلان : ماذا تقصد قال بمراره شديده : لقد نسف السجن من فوق.......... بالطائرات ....... دكوه دكا بصواريخهم ...حتى اشتعلت فيه النيران واحترق تماما لم يعد هناك أى شئ ....ليس هناك جدار واحد واقف مكانه لا زنزانات ...لا أبواب ....لا أحجار حتى الجثث تفحمت تماما ولم يبقى منها الا .......رماد نظر اليه آلان برعب شديد : لا....لا أصدق قال الرجل بحزن أليم : كيف لنا أن ننسفه و...و....وابنتى ...وطفلتها ......هناك قال آلان : ولكن....ولكن ..كيف...كيف يقتلون جنودهم ....حرس السجن ....؟؟؟ الرجل بصوت يقطرغضبا و غلا : ومن قال لك أن حرس السجن كانوا موجودين؟؟؟ عقد آلان حاجبيه بشده فى تساؤل تفصح عنه عيناه أكمل الرجل بغضب مخيف : لقد قمنا بأسر أحد حراس السجن ..واعترف لنا بكل ما حدث صدرت الأوامر لجميع حراس السجن بالإنسحاب واخلاء السجن قبل الساعه الثانية عشر وقبل انسحابهم.................. قاموا بــ...... بــ .... خفض رأسه وحاول أن يسيطر على انفعاله الشديد قاموا باغتصاب كل الأسرى من النساء ثم أغلقوا كل الزنزانات على من فيها...وتركوهم ورحلوا وفى الموعد المحدد......... قاموا بقذف السجن بالصواريخ جحظت عينا آلان بشده ...وفقد القدره على الكلام أكمل الرجل بكل الألم المشتعل فى أعماقه : لم يبق فيه حجر واحد مكانه خضع آلان أسبوعا كاملا للعلاج ...وبدأت جراح جسده تندمل واستعاد القدره على الكلام لكن عقله لم يستوعب كل ما حدث بعد دخل عليه نفس الرجل وسأله ألن تخبرنى لم جئت الى هنا ؟؟وما سبب وجودك مع قوات الإحتلال؟؟ ومن سلمى هذه التى تصرخ باسمها كلما أغمضت عينك ؟؟ بدأ يحكى القصه بدموع عينيه ودماء قلبه الجريح قصة سلمى...الزهره التى تنثرعبيرها لمن حولها وبعد أن انتهى......... تنهد الرجل بأسى شديد وقال بألم : وكأنك تصف زينب ثم قال بصوت تملؤه الدموع : ان الحياه أقسى بكثير من أن تستوعب أمثالهما لقد فقدت أسرتى واحدا وراء الآخر وزينب وطفلتها كانا آخر شمعه تضئ حياتى آلان : ولماذا تتمسك بالحياه اذا قال فى عزيمه ماضيه : حتى أحمى ألف زينب وألف سلمى وحتى أنتقم لهما قال بلهجه آمره : استعد ...سترحل غدا الى وطنك قال آلان بدهشه : ماذا !!!...ألن تقتلنى ؟؟ الرجل : ولماذا عالجتك اذا ؟؟ آلان : ألن تأسرنى ؟؟؟ألن تطلب فديه ؟؟ ألم تحتجزنى لهذا السبب؟؟ نظر الرجل اليه وقال فى هدوء : اسمع يا سيد آلان ... أنا لست لصا أو متسولا أنا مجاهد ........صاحب قضيه.......أسعى فقط الى الحريه آلان بشك : لماذا تخطفون الصحفيين اذا؟؟ الرجل : أنا لا أقر مبدأ الخطف لكن هناك جماعات أخرى تتخذ من الخطف سبيل لتحقيق مكاسب سياسه أو استراتيجيه وأنا لاأستطيع أن ألومهم ...فهم يواجهون قوه أكبر منهم بكثير وفى الحرب لا تستطيع أن تلوم أحد أما أنا فلا حاجة لى فى أموالك ...كما أنك لست هدفا سياسيا أو استراتيجيا سأتركك تذهب...... ثم فكر قليلا وقال : ...........من أجل سلمى.... فى اليوم التالى ........ دخل الرجل حجرة آلان الذى كان مستعد وجالس على طرف الفراش الرجل : هل أنت مستعد للذهاب الآن ؟؟ آلان : أريد أولا أن أذهب الى هناك نظر اليه الرجل بتساؤل : الى أين ؟؟ آلان : الى............الى السجن الرجل : لا المنطقه هناك خطره آلان بحزم : لن أغادر قبل أن أذهب الى هناك الرجل بهدوء : هل تستطيع تحمل الموقف ؟؟ قال : نعم الرجل : قبل أن نغادر أريد أن أسألك سؤال .... اذا كنت قد دخلت العراق عن طريق قوات الإحتلال ....فلماذا كانوا يريدون قتلك ؟؟ نظر اليه آلان بدهشه شديده فأردف : الرصاصات التى أصابتك ليست من أسلحتنا..... انها من أسلحه أمريكيه أكمل بسخريه مريره : نيران صديقه نزع آلان العصابه التى وضعها له الرجل حتى يبقى مكان المقاومه سرى من على عينيه ونظرالى السجن الذى لم يعد سجن فلا حوائط......ولا أبواب............كل شئ أصبح حطاما... كل شئ محترق سار آلان وسط الأطلال بخطوات بطيئه وهو يتأمل الجدران المهدمه والأحجار المحترقه والأبواب المنصهره والحفر العميقه فى الأرض التى خلفتها القذائف الصاروخيه فجأه شعر بشئ تحت قدميه رفع قدمه ونظر ...لم يجد شئ ...مجرد تراب لا .....بل رماد ...خلفته الجثث المتفحمه فقط رماد ............هو كل ما تبقى من البشروعظام مفتته لا جسم....لا لحم............. مجرد رماد أغرقته الدموع وأبى عقله الا أن يتخيل مصرعها الوحشى الأليم نظر الى الرماد والعظم المفتت....لا يعرف أيها رماد سلمى؟؟؟ انحنى على الأرض ببطء وجثا على ركبتيه وقبض بيديه على الرماد ودموعه كالطوفان...ثم رفع يديه الى السماء وهو قابض على الرماد.....وصرخ صرخه مزلزله هزت الأرض ونثرت الرماد فى الهواء ســـــــــــــــــــــــل ـــــــــــــــمـــــــــ ـــــ ــى ثم سقط على وجه >>>>>>>>>>>>>>>>>يتبع>>>>>>>>>>>
فاصل ونعود
الجزء العاشر
سورى ياجماعة على التاخر بس انا كنت بجد عاوز أشوف القصة عجبتكم بجد وبصراحة انا نفسى ان القصة دى تثبت لانها بجد تحفة وناااااااااااادرة جدا المهم نكمل أحداث القصة ونقول أكشن تاااااااااااااااااااااانى مرة والجزء العاشر ........بعد شهرين..... كان آلان ينطلق بسيارته فى شوارع نيويورك من حانه الى أخرى .........وغرق حتى النخاع فى الخمر والمجون والمخدرات فى محاوله يائسه لنسيان المأساه التى مرت به أما النوم ........... فهو عدوه الأول فكلما أغمض عينيه ...يرى مصرعها من جديد ولم يعد الى وطنه حتى لا يذكره أى شئ بها أصبحت الحياه بالنسبة اليه جحيما بعد أن رأى أشد وجوهها قبحا كان يقود السياره بجنون ويسير فى أشد شوارع نيويورك خطوره وكأنما يقدم دعوه صريحه لملك الموت ليقبض روحه ويحيلها الى رماد كما استحالت سلمى.......لكن أمنيته لم تتحقق وفى احدى الليالى................. كان يسير بالسياره على غير هدى ومعه احدى فتيات الليل فجأه لمح شيئا جعله يتوقف ويعود للخلف توقف أمام مبنى كبيرونزل من السياره وحاول اقتحام المبنى وهو فى حالة سكر شديد.......حاولت الفتاه منعه ...لكنه دفعها بعنف فسقطت على الأرض اقتحم الباب الخارجى وتجاوز الحديقه الصغيره حتى وصل الى الباب الداخلى حاول الحارس الشاب منعه لكنه دفعه ودخل وهو يصرخ : أنتم ..يامن تبيعون الوهم للبشر يامن ترسلونهم الى الجنه المزعومه .....لقد ماتت سلمى..... لقد ماتت سلمى..... ظل يصرخ ...حتى جاء رجل كهل يلبس منامه وساعد الحارس على ادخاله الى مكتب كبير كان يترنح بشده وهو يصرخ : سلمى ..حبيبتى ...هل وجدتى الجنه؟؟...وأخذ يقذف بأى شئ تصل اليه يداه والحارس والرجل لا يستطيعان السيطرة عليه حتى كادت يده أن تصل الى المصحف ..لكن يد الرجل أوقفته بقسوه وهو يقول : كفى توقف آلان قليلا نظر الرجل الى الحارس : حسن ..ساعدنى لننقله للحمام أدخلاه الحمام وهو يهذى ملء الرجل حوض الإستحمام بالماء...وغطس رأسه عدة مرات ...حتى بدأ يفيق ...ويهدأ نظر الرجل الى الحارس : حسن .....أحضر ابريقا كبيرا من القهوه المركزه ولا تدع أحدا يدخل علينا نظر اليه حسن بتردد من لا يريد الإنصراف فقال له : اذهب أنت ...أستطيع تدبر أمرى جلس آلان فى مكتب الشيخ أسامه مدير المركز الإسلامى بنيويورك جلس شاردا وحول رقبته المنشفه....كان يتأمل الكتاب المقدس الموضوع على المكتب بعنايه ....لكنه لم يمد يده اليه وتذكر يوم أن حاول أن يمسك كتاب سلمى المقدس بدافع الفضول .....لكن يدها كانت الأسبق اليه فأخذته ووضعته فى درج المكتب بعنايه استفاق من ذكرياته على صوت الرجل وهو يقدم له كوب القهوه : تفضل سيد آلان آلان : أتعرفنى ؟؟ الرجل ببساطه : بالطبع ...آلان ديزيه....بطل فرنسا للتنس خمسة أعوام على التوالى ثم هز رأسه بأسف : ياللخساره ...سيحزن طارق كثيرا اذا رآك على هذه الحاله آلان بتساؤل : طارق؟؟؟ الشيخ أسامه : ابنى الصغيرفى الثانية عشر ...يحب التنس كثيرا...يضع صورتك فى ألبوم مع لندل وأجاسى وسامبراس آلان : هل يلعب التنس ؟؟ قال الشيخ أسامه وهو يتجه الى درج مكتبه ويخرج منه صوره : حصل على كأس مدرسته...وبعض الجوائز الأخرى تناول آلان الصوره ونظر الى الصبى الجميل الذى يحمل كأس ويبتسم بسعاده وقال : عيناه تشبهان عينا سلمى نظر اليه الشيخ بإشفاق وقال فى نفسه : انه يرى سلمى فى كل شئ حوله أغمض آلان عينيه بحزن وهو يقول : فيهما نفس البراءه والطهاره قال الشيخ : أخبرنى .لم أتيت الى هنا فى هذه الساعه من الليل قال : لا أعرف بالضبط بدا مشوش تماما وعينيه زائغه وحزينه لقد...لقد أردت أن أجد اجابه الشيخ : اسأل ما شئت آلان : هل ......هل ..وجدت سلمى ..النعيم الأبدى؟؟ فوجئ الشيخ بالسؤال : ماذا ؟؟ آلان : الجنه ...جنة الخالدين ...هل وجدتها؟؟ فكر الشيخ قليلا ثم قال : لا أدرى آلان : اذا كنت لا تدرى ...فمن يجيبنىاذا ؟؟ قال الشيخ : حقا لا أدرى...فأنا حتى لا أعرف من هى سلمى؟ استمع الشيخ الى قصة سلمى باهتمام...وعندما انتهى آلان سأله بدهشه : هل كنت تبكى سلمى كل هذا الوقت ؟؟ تعالى معى ...أريد أن أريك شيئا... اصطحبه الى القاعه الكبيره ...فتح الباب وأضاء النور وقال : انظر ...هذا معرض للصور الفوتوغرافيه انه يحكى للبشر أحوال المسلمين فى كل بلاد الدنيا تجول آلان فى أرجاء المعرض ..وأخذ يتأمل الصور بإمعان كانت مقسمه الى مجموعات كتب تحتها عناوين وتحت العناوين كتبت أرقام القتلى بالمئات والآلاف المسلمون فى فلسطين.....المسلمون فى الشيشان المسلمون فى إندونيسيا....فى الفلبين....فى البوسنه......فى العراق... توقف قليلا أمام صور العراق وأخذ يفكر.. لأول مره يدرك حجم المأساه عن قرب قبل الآن كان ينظر للأمر من بعيد وفى نشرات الأخبار كان يسمع أخبارهم وكأنه يسمع خبرا عن احدى فصائل الحيوانات المهدده بالإنقراض لم يكن عقله يدرك وقتها أن هؤلاء بشر مثله يتألمون .. ولديهم أطفال وزوجات وناس يحبونهم ويتعذبون لفقدهم تذكر لحظتها المجاهد الذى قابله فى العراق ...أبو زينب لم يدرى ماذا يقول...فالأمر أكبر من أى كلام قال الشيخ أسامه بمراره شديده : أنت تبكى انسانه واحده وأنا أبكى أمه بأثرها أسبل آلان جفنيه فى ألم وهم بالخروج ..لكنه تذكر شيئا .. فالتفت الى الشيخ وقال : لم تجب على سؤالى .. هل وجدت سلمى الجنه؟؟.......النعيم الأبدى ؟؟ قال الشيخ بعد تفكير : سأجيبك اذا ما جاوبتنى ... هل تؤمن بوجود النعيم الأبدى ؟؟ صمت آلان قليلا .ثم قال بحيره شديده : فى الماضى ...لم أكن أصدق ...بل كنت رافضا للفكره كلها لكن ....الآن...!!!!! لم أعد متأكدا الشيخ : حسنا ....سأجيبك .. اذا لم تكن تؤمن بالنعيم الأبدى...ولا وجود للجنه فى عقلك فإن سلمى ليست هناك....وهذا هو ما يسبب لك كل هذا الألم والعذاب لقد عاشت حياتها تمنح الآخرين السعاده ولم تنعم بها بالعكس ...لم تجن الا الشقاء ثم ماتت موته مروعه وتحولت الى رماد ...وهذه هى النهايه أغلق آلان عينيه بألم شديد..وظهر على وجهه التأثر لكنه قال: ومن وجهه نظر سلمى؟أعنى من وجهه نظركم؟ الشيخ : من وجهه نظرنا أن كل هؤلاء البشر.آلاف.. ملايين. لم يموتوا هباءا وأنهم سوف ينالون مكافأتهم هناك فى النعيم الأبدى...فى الجنه ..كل على قدر اخلاصه وعمله وصبره على ما أصابه من شقاء فى الدنيا ....................................... مضى آلان وقتا طويلا هائما على وجهه يفكر فى كلمات الشيخ أسامه ويسترجع كل ما مر به وترك حياة المجون والمخدرات التى لم تستطع اطفاء النيران المستعره فى قلبه وبعد عدة أسابيع ...عاد الى الشيخ أسامه وطلب منه طلبا غريبا آلان : هل تحتاج الى مدرب تنس محترف ........لطارق ؟؟ توطدت صداقه متينه بين آلان والصبى الجميل طارق الذى أحبه حبا كبيرا أما آلان ...فقد كانت أكثر اللحظات التى يشعر فيها بالراحه عندما يكون مع طارق الذى يذكره دوما بسلمى يوما .....سأله طارق على استحياء : آلان.آ..لماذا.لا تصبح مسلما؟ آلان : هل تود أن أكون مسلما ؟؟ طارق بلهفه : نعم ...أتمنى ذلك بشده آلان : لماذا ؟؟ خفض طارق عينيه وقال بتردد : لأننى أحبك كثيرا ...ولا أريدك أن.....أن....تدخل النار ثم قال برجاء : أرجوك كن مسلما.........ليس من أجلى ........................بل من أجل سلمى حتى يجمعك الله بها فى الجنه نظر آلان بمنتهى الحب الى عينى طارق اللتان تحملان صدق وبراءة الدنيا ولأول مره منذ زمن طويل ......يبتسم >>>>>>>>>>>>>> >>>>> يتبع >>>>>> >>>>>>>>>>>>>
الجزء الحادى عشر
دق الجرس فى منزل السيد فرانسوا ديزيه
فتحت السيده ديزيه الباب وأخذت تتأمل الطارق لثوانى
ثم صرخت صرخه مدويه
....آلااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااا ا ن
ثم ارتمت على الأرض فاقده الوعى
جزع آلان بشده وحملها بسرعه لأقرب أريكه
جاء الأب مسرعا على صوتها ...وأخذ يتأمل ذلك القادم بذهول شديد
بدأت الأم تستفيق من اغماءتها تدريجيا وهى لا تكاد تصدق ما يحدث
كانت تبكى وتنتحب وتتحسس وجهه بحب وهى تقول : آلان حبيبى ....أنت هنا حقا؟؟؟؟.......لا.........هذا حلم بالتأكيد
لا شك أننى أحلم
بدأ الوضع يهدأ تدريجيا......... وبدأ آلان يسمع من والديه :
ظننا أنك قضيت نحبك فى العراق ......قتلك الإرهابيون
آلان بحيره : لكن ....لكن ...من أخبركم بذلك ؟؟؟؟لا أفهم؟
الأب : صديقى الجنرال..... حضر الى هنا وقدم تعازيه
وأخبرنى أن الجنرال ديفيد هاريس أكد له مصرعك بعد أن رآك الكلونيل سميث تسقط أمامه برصاص الإرهابيين ولم يستطع انقاذك منهم
أخذ آلان يسترجع ما حدث له فى العراق وتذكركلمات المجاهد أبو زينب (نيران صديقه)
ولأول مره يلاحظ أنهم لم يحاولوا حتى انقاذه عندما أصيب رغم أنه لم يبتعد كثيرا عن السياره
لماذا أنت صامت هكذا ؟؟؟
أيقظته كلمات والده من ذكرياته
آلان : هه......نعم.....آ....لا أدرى ما أقول ...
الأب : ما الذى حدث هناك ؟
صمت آلان ولم يجيب
الأم وهى تنتحب : لقد كان الأمر شديد القسوه ...لم أشعر بألم كهذا فى حياتى كلها ...لقد أقمنا لك جنازه كبيره
ودفنا تابوت وضعنا فيه الزهور والميداليات وذكرياتك الجميله
دمعت عينا آلان عندما تذكر أنه كان من الممكن أن يكون فى هذا التابوت
احتضن أمه بشده وسالت دموعه الغزيره :
سامحينى يا أمى ....لن أسبب لكى أى ألم بعد الآن ...لقد عدت من أجلك
تحسست وجهه بحنان وهى تقول : آلان حبيبى ...لقد تغيرت كثيرا ...لم أعرفك من البدايه
ما هذه اللحيه والنظاره....أين خصلات شعرك الناعم التى كانت تتراقص على جبينك ؟؟ما هذه القسوه ؟؟؟ أربع سنوات ولا أعلم عنك شيئا؟؟ولا حتى تليفون ؟؟
كان الأب يتأمله مليا وفى عينيه نظره مستريبه ...أخذت تتحول تدريجيا الى الغضب ....قال وهو يضغط أسنانه :
لقد فعلتها ؟؟
نظر اليه آلان وهو يمسح دموعه التى يراها والديه لأول مره فى حياتهما وهز رأسه بالإيجاب
تركه الأب بغضب وذهب الى غرفته
............................................
دخلت الأم غرفة ابنها الذى كان يجلس على الأرض مسندا ظهره للحائط .......مغمضا عينيه و محتضنا مصحفه بعد أن أنهى قراءة ورده القرآنى اليومى
جلست بجانبه على الأرض وقالت : آلان ...
قال برفق دون أن يفتح عينيه : أبو بكر يا أمى... أبو بكر
قالت : هذا الإسم لا أعرفه ..انه ثقيل على لسانى ولا أعرف كيف أنطقه
أحب آلان كثيرا لقد اخترته بنفسى وانت وليد
فتح عينيه وابتسم بحنان : قولى ما شئت يا أمى ....فأنا أحب منك كل شئ
الأم بحنان حزين : آلان لقد تغيرت كثيرا...انك حبيس غرفتك منذ مده طويله .....وأنت الذى لم تكن تطيق الجلوس فى المنزل أكثر من ساعه ...حتى أن والدك أطلق عليك ... الصقر الشارد
تنهد بعمق وقال : لقد أدركت أننى أخسر كثيرا بالبعد عنك يا أمى
الأم : يؤلمنى كثيرا انك وحيد تماما يا عزيزى
آلان الذى لم يكن يستطيع الحياه يوم واحد بدون رفقة فتاه و
قطعت كلامها عندما أشاح بوجهه وأغلق عينيه بألم واشمئزاز
قال بحسره : آآآآآآه يا أمى...لو تعرفين كم أنا نادم على تلك الأيام......أتمنى من كل قلبى أن يغفر لى الله ما قد سلف
قالت بحب : آلان ...عزيزى...أريدك أن تستمع الى كلامى
يجب أن تذهب الى طبيب نفسى
آلان بدهشه : لماذا يا أمى ؟؟
الأم : انك لا تنام يا عزيزى ...واذا نمت قليلا .... أسمع صراخك الأليم ..انك تتألم يا آلان.وأنا لا أتحمل أن أراك هكذا
آلان : لا تقلقى يا أمى .أنا بخير.لقد تقبلت الأمر وتعايشت معه
ربما تكون هذه هى احدى الضرائب التى يجب أن أدفعها لأكفر بها عما فعلته فى الماضى
تنهدت الأم باستسلام ...ثم قالت بعد صمت : آلان ..والدك يحتاجك معه فى العمل ...يجب أن تذهب اليه
آلان : لكنه يرفض ذلك بشده ...انه غاضب يا أمى
الأم : لا تلومه يا عزيزى ...سوف يأخذ وقتا طويلا ليتقبل ذلك التغيير الذى حدث لك
انه بحاجه اليك ...فلا تخذله
.................................................. .
دخل أبو بكر مكتب والده المنهمك دائما فى عمله والقى عليه التحيه
الأب دون أن يرفع عينيه : ما الذى أتى بك ؟؟
أبو بكر : أتيت لأساعدك
الأب باحتقار : لست بحاجه لمثلك ليساعدنى
أبو بكر : كنت فى الماضى تتمنى ذلك ....فماذا حدث ؟؟
أصبحت مسلم ؟؟غيرت اسمى؟؟ لكنى مازلت نفس الإنسان
أحمل نفس العقل ...نفس القلب ..نفس الدماء..أنا ابنك..
فما الذى تغير؟؟
الأب بغضب : ارحل من هنا
أبو بكر : لقد أتيت من أجلك يا أبى ...وها أنت تطردنى !!
الأب : فى الماضى ..كان وجودك هنا ممكنا ......لكن الآن ... أصبح مستحيل
أبو بكر بغضب : لماذا ؟؟ لأننى مسلم وشركائك الذين فرضوا عليك شراكـ ........
قاطعه بغضب وبصوت منخفض : اخفض صوتك ...
مازلت كما أنت ...لم تتغير...أحمق ...متهور ...
ترى الأمور بعينيك أنت فقط
قال بسخريه : عجبا ....لقد عشت زمنا طويلا وأنا أعتقد أن فرانسوا ديزيه لا يخشى انسانا..لكن ....بعد رحلتى الأخيره
بدأت أرى أشياء كثيره لم أكن أراها من قبل
لقد نضجت يا أبى ...لم أعد ذلك الفتى المدلل...ولا الصقر الشارد كما كنت تدعونى
أصبحت رجلا ..وأستطيع تحمل تبعات أفعالى وقراراتى
وأنا هنا من أجلك ....من أجلك أنت فقط ...فهل ستقبلنى؟؟
نظر اليه الأب بصمت طويلا ...ثم تنهد بعمق وقال :
اذهب الى مكتبك .....ولكن .......لتأخذ حذرك جيدا
.................................................. .
دخل دانى الى أحد المكاتب فى شركة ديزيه وتحدث الى السكرتيره : عفوا.لقد وصلنى ذلك الخطاب من شركات ديزيه
قالت بثقه : تفضل .....نائب المدير ينتظرك
دخل فوجد أبو بكر جالس على مكتبه ....دعاه للجلوس
قال له دانى وهو يتفحصه : آلان !!!! آلان ...صديقى القديم
قال أبو بكر بجديه : لم أرسل لك خطاب رسمى من الشركه لنعيد روابط صداقتنا القديمه........... فنحن لم نكن أبدا أصدقاء حقيقيين
دانى بتوجس : لماذا اذا .....
أبو بكر مباشرة : لقد قررت تعيينك فى منصب كبير فى احدى شركات ديزيه
ذهل دانى تماما وقال بارتباك : آلان ..آ ...آ..أشكرك كثيرا
أبو بكر : أعلم تماما أن العمل فى شركات ديزيه هو حلم حياتك ...ثم أردف بلهجه مختلفه : وهو سبب ما تدعوه بصداقتنا القديمه
بهت دانى وارتبك بشده : لماذا....لماذا...
أبو بكر : لقد فعلت هذا لسببين : أولا ...لأننى مدين لك بالكثير
دانى باندفاع : بكم ؟؟...آ ..آ ..
أبو بكر باستهزاء : انه شئ أغلى بكثير من المال
فأنت أحد الأسباب التى ساعدتنى لأصبح أبو بكر
ومن خلال صداقتنا المزعومه استطعت اختيار طريقى الذى يجب أن أسير فيه
بلع دانى ريقه بصعوبه وهو يستمع فى صمت
أبو بكر : السبب الثانى ..هو أننى أردت أن أبر بقسم أقسمه انسان عزيز على قلبى يوما ما
دانى : لم أفهم
أبو بكر منهيا الحوار : تفضل ...استلم وظيفتك
مد دانى يده ليصافحه ...نظر أبو بكر ليده باحتقار شديد...
ثم رفع يده مشيرا الى الباب وقال :
تفضل ...استلم وظيفتك
.................................................. ......
دخل أبو بكر الى مكتب والده الغاضب بناء على استدعائه له
الأب بقلق : لماذا لم تنجز الصفقه التى كلفتك بها ؟؟
قال بجديه : الشروط ليست فى صالحنا
الأب : الشركاء غاضبون جدا
رفع كتفيه كعادته بلا مبالاه : فليغضبوا ....انه عمل يا أبى
وهذه شركتك ....أنت تملك غالبية أسهم الشركه
وانت لا تحب الخساره
الأب : ولأنه عمل فلابد أن تنجز هذه الصفقه كما تعودنا
أبو بكر بهدوء : لقد جاءنى عرض أفضل بكثير
الأب بدهشه : عرض ؟؟؟؟ممن ؟؟
أبو بكر : من شركه سعوديه
الأب : وما أدراهم أن هناك صفقه ؟؟أنت ...أليس كذلك
أبو بكر ببساطه : سوف يدفعون مبلغا أكبر بكثير
الأب : هناك أشياء كثيره غير المال
قاطعهما دخول أحد المساهمين بالشركه
الرجل : لماذا لم تتمم الصفقه حتى الآن كما اتفقنا ؟
الأب بارتباك : تأخرنا فى دراسة الشروط....سنتصل بالشركه وننجز الصفقه
أبو بكر بتحدى : لا......
ينظر اليه الإثنان فى وقت واحد...فيكمل ..
لقد جاءنى عرض آخر بشروط أفضل بكثير
الرجل بحنق : اننا نتعامل مع هذه الشركه منذ زمن طويل ... وهذه الصفقه لن يأخذها غيرهم
أبو بكر ببرود : حسنا ....فلتقل لهم أن يعدلوا الشروط
الرجل بانفعال : لا ...سننجزها بالشروط القديمه
نظر اليه باستفزاز وقال بسخريه : لماذا ؟؟
لأن ابن عمك أحد المساهمين فى هذه الشركه ؟؟
الرجل بذهول : ماذا؟......عقد الأب حاجبيه لكنه لم يتكلم
أكمل فى سخريه أشد : لا تتعجب ؟فأنا أعرف عنكم كل شئ
أخبر أقاربك أن هذا عمل ...واذا لم يتم تعديل الشروط كما قلت ...فليودع ابن عمك هذه الصفقه الى الأبد
الرجل بغضب : لا ..لن تستطيع أن تفعلها ..أحذرك أن ..
نظر اليه أبو بكر نظره مخيفه وقال بصرامه شديده :
يجب أن تدرك جيدا مع من تتحدث
أنا انسان غير قابل للتهديد
الصفقه ستذهب للشركه السعوديه
نظر اليه الرجل نظرة وعيد وقال : ستندم كثيرا على اليوم الذى خرجت فيه من العراق سالما
وستندم أكثر لأنك عدت الى هنا
خرج الرجل كالعاصفه.....
نظر الأب الى ابنه باعجاب حذر وابتسم بتردد وقال :
لقد فتحت أبواب الجحيم
هز آلان كتفيه بلا مبالاه ومط شفتيه و قال :
لا يهمنى ......لنعد الى العمل
>>>>>>>>>>>>>>>>> يتبع<<<<<<<<<<<<<<<<
النهااااااااااااااااايةادى ياجماعة أخر اجزاء القصة الجميلة
الان والنهاااااااااااااااااااا ااية
أكشن
سار أبو بكر بخطوات سريعه غاضبه ووراءه مدير فرع الشركه فى مرسيليا وقال بغضب : سأحاسب المسؤل عن هذا الإهمال حسابا عسيرا ..لقد أمرت أن تكون الطائره جاهزه فى الموعد المحدد
المدير بارتباك: معذره سيدى لقد أصابها عطل فنى مفاجئ و
أبو بكر : لقد اتصلت من ساعتين وأبلغتكم بموعد مغادرتى
المدير : عفوا سيدى ..سأتصل بشركة طيران وأحـ.....
أبو بكر بغضب : لا سأستقل القطار
المدير : ولكن .....
أبو بكر منهيا الحوار : اتصل بباريس وأبلغهم أننى سأتأخر
وأرسل لهم العقود التى تم الإتفاق عليها بالفاكس
استسلم المدير للأمر ..وقفز أبو بكر فى القطار
وبمجرد أن دخل القطار ....اتصل بأمه على هاتفه الخلوى
أبو بكر : نعم يا أمى ....لا لن أستطيع الحضور على الغداء
غادرت مرسيليا الآن ......أنا فى القطار .......
سأخبرك عندما أراكى .....لا.....لم أنس ما وعدتك به ... سأذهب غدا للمركز الإسلامى وهم سوف يتولون الأمر
سأحضر لكى هديه جميله .....وداعا يا أمى
أغلق الهاتف وظل رأسه مشغول بما سوف يفعله فى المركز الإسلامى....ماذا سيقول لهم
أنه يريد انسانه متدينه ...على خلق......لا يهم الجمال ...فقط أن تحب أمه وتبرها .............فهو لا يرغب فى الزواج الا من أجل أمه .....فقط يريدها أن تفرح بزواجه وأحفاده عندما يأذن الله.......تذكر كلام الشيخ أسامه ( أبو طارق ) عندما كان يرفض العوده الى باريس :
أفضل جهاد لك ..هو برك لأبويك وأفضل ما تقدمه للإسلام هو رعايتك لهما ..وتصحيح صورة الإسلام فى محيطك
.........................................
أمضى أبو بكر أكثر من نصف المسافه متنقلا بين عربات القطار بملل منتظرا ساعة الوصول الى باريس
وصل الى عربة الطعام.....جلس يتناول طعامه ويراجع بعض الأعمال
سمع صوتا شديد الألفه لأذنيه يقول : سيد.... آلان ديزيه ؟؟
اتسعت عيناه بشده ورفع عينيه ببطء وكأنه يخشى النظر الى وجه صاحب الصوت
أو بالتحديد....صاحبة الصوت
صرخ قلبه صرخه مدويه جرت فى عروقه مع دماءه لتهز كل كيانه وتصل الى شفتيه لتسمعها أذناه كالهمس
سلمى !!!!!!!!!!!!
قال غير مصدق : سلمى !!!!!
آ...آ....أنت حقا سلمى ؟؟
قالت سلمى كعادتها المباشره : لقد كنت أجلس فى العربه الأخرى ورأيتك تدخل الى المطعم ....فأتيت لأشكرك وأعتذر منك على رحيلى بهذه الطريقه المفاجأه
ظل آلان ينظر اليها غير مصدق وهو يردد : سلمى!!
قالت : أعتذر ان كنت قد أزعجتك ...شكرا لك ثانية
همت بالرحيل ....هب واقفا فجأه ...فانسكب كوب القهوه على المنضده من حركته المفاجأه وهو يهتف : انتظرى
التفت الناس على صوته ...وشعرت سلمى بالإحراج
فخفض صوته وهو يقول : أرجوكى انتظرى
قالت بإحراج : عذرا ...هناك من ينتظرنى و...
قاطعها بلهفه : أتوسل اليك لا ترحلى الآن ...أريد أن أعرف يجب أن أفهم
أرجوكى ..فقط خمس دقائق
لأول مره تضطر سلمى لكسر احدى قواعدها الثابته
لكن منظر آلان وحيرته وارتباكه وذهوله جعلها تجلس
ومرت خمس دقائق ...ثم عشر دقائق ...ثم...خمسة عشر دقيقه....وهو صامت يحاول أن يتمالك نفسه من المفاجأه
أخيرا بدأ يتحدث : ماذا حدث ...ماذا فعلتى بعد أن غادرتى الشركه...أين ذهبتى ؟؟؟ أرجوكى...أخبرينى
قالت : لقد تزوجت
هز رأسه بعصبيه : نعم ..نعم ...عبد القادر عيسى الجزائرى
نظرت اليه بدهشه شديده : عفوا ؟؟؟ماذا قلت
قال : عبد القادر عيسى ...زوجك
قالت بدهشه : اسمه ليس عبد القادر عيسى
انه محمد عبد الله .....من المغرب
اسند رأسه الذى كاد أن ينفجر بين يديه وهزه بقوه محاولا استجماع أفكاره
أكملت : بعد أن تزوجنا ...ذهبت للعيش معه فى مرسيليا فهو يملك شركه صغيره لنقل البضائع ...عشت هناك سبع سنوات لم أذهب خلالها الى باريس أبدا
بدأ مخه يعود للعمل تدريجيا بعد أن توقف من أثر المفاجأه
بدأت أحداث وذكريات سبع سنوات ماضيه تعود الى رأسه
ولكن بشكل معكوس هذه المره
لقد اتضح كل شئ الآن ....لأول مره يرى الحقيقه كامله أمام عينيه ...
لقد سقط ضحيه لأبشع خدعه يمكن أن يسقط فيها انسان
تحالف عليه الجميع ليمنعوه من الذهاب وراءها
بداية من أمه ...وأبيه ..وانتهاءا بالكلونيل سميث
سقط فى شبكه كبيره للغايه ومحكمه للغايه
وضعوا على عينيه عصابه سوداء واقتادوه الى حيث يريدون
أوهموه أنها ذهبت للعراق فى حين أنها لم تغادر فرنسا أبدا
لكن ماذا كانوا يريدون من هذه اللعبه ...
لماذا فعلوا كل هذا؟؟
بدأ يستعيد ذكرياته بداية من رفض أبيه لذهابه وراء سلمى وخوف أمه .....وتحذيرات شركاء أبيه فى الشركه وتهديداتهم الجليه والخفيه ..ومحاولة ..قتله فى العراق
وخبر مصرعه الكاذب
كل هذا يؤدى به الى طريق واحد لا غير
بدأت اللعبه من أبيه أولا و بضغط شديد من شركائه ...وكان المطلوب هو اثناءه عن فكرة اللحاق بها وادخال الخوف والكراهيه فى قلبه تجاهها
لكن........... وياللعجب ...خابت توقعات جميع اللاعبين
كسر الحصان الحاجز وخرج من مضمار السباق
وسار فى طريقه برغم أنوفهم جميعا........
بل و ربما دفعوه دفعا فى هذا الطريق دون أن يدروا
ولم يجد شركاء أبيه فى الشركه بدا من التوصيه بقتله بعد أن انقلبت خطتهم ضدهم
لكن ...لماذا.....لماذا......الآن فقط فهم
حتى لا يحدث ما حدث......حتى لا يصبح آلان ........أبو بكر
حتى لا يعود اليهم ويفعل ما يفعله بهم الآن
يااااااااااااااا الــــــــــلــــــــــــ ه
ما هذا العالم الذى نعيش فيه؟؟
لقد عاش سبع سنوات يسأل نفسه ...لماذا حدث هذا؟؟
ولم يسأل نفسه مره واحده فقط ...هل حدث هذا حقا ؟؟
لكن........ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
لقد خسر جميع المتراهنين ووصل الحصان الى خط النهايه
بدأ يضحك .....ويعلو ضحكه...... ويشتد......... ويشتد
وسلمى فى ذهول من تصرفاته الغريبه
وقفت مغادره ...فقال باعتذار وهو يقف بدوره :
عذرا ....لم أقصد ....لكن الأمر غريب حقا ...بل أغرب من الخيال لقد كنـــ .....
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
قاطعهما شاب يحمل طفله جميله وهو يمد يده اليه ليسلم عليه : سيد آلان ؟؟
قالت سلمى : زوجى ...محمد عبد الله
سلم عليه وهو لا يدرى ماذا يقول
قال الشاب : اسمح لى أن أشكرك لكل ما فعلته من أجل سلمى
لقد أخبرتنى بكل شئ...أنت...انسان كريم للغايه سيد آلان
أجاب وهو يصافحه :....آ...... أبو بكر
ظهرت الدهشه الشديده على وجهيهما ..
محمد بسعادة : حقا ...!!!!!
نظر الى سلمى وهو سعيد : لقد استجاب الله لدعائك يا سلمى
ثم نظر الى أبو بكر : لقد كانت تدعو الله كثيرا فى كل صلاه أن ينعم عليك بالإسلام....كانت تقول دائما أن انسان مثلك نصر كبير للإسلام
أبو بكر فى شجن حزين : ان الحياه غريبه حقا
محمد : اسمح لنا ...فلقد جاءت محطتنا
أبو بكر : لحظه ..
أخرج من جيبه بطاقه صغيره وقال :
فى أى وقت وأى مكان اذا أردتما أى شئ أنتما أو أى انسان من طرفكما فلتقدما هذه البطاقه الى أى شركه من شركات ديزيه فى أى مكان فى العالم ..........وسوف يجاب طلبكما على الفور مهما كان
محمد وهو يتناول البطاقه بدهشه : شكرا سيد أبو بكر .....
أن ما قالته سلمى عنك ...أقل بكثير من الواقع
أبو بكر : لا تشكرنى....يعلم الله من المدين للآخر بالشكر
ودعهما أبوبكر حتى خرجا من القطار
أخذ ينظر اليهما من النافذه بشجن حزين وهما يبتعدان ومعهما طفلاهما
تنهد بأسى ودموعه تملأ عينيه وقال لنفسه:
قدر الله وما شاء فعل
لقد أصبحت سلمى أما لطفلين وزوجه لرجل فاضل
الحــــــمـــــد لـــــــــلــــــــــــــ ه
برغم حزنه الشديد واحساسه أنه يفقدها مجددا
الا أنه كان يشعر براحه كبيره وكأن كل ما مر به كان كابوسا واستفاق منه
شئ غريب ...لقد تغير كثيرا ....لم تعد مشاعره تتحرك بتلك الصوره المتفجره السابقه
أصبح أكثر قدره على الصبر وتفهم الأمور والتحكم بمشاعره
تذكر كلماتها :
هناك أشياء أغلى من الحب..بل أغلى من الحياه نفسها
تنهد مره أخرى لينفض عن نفسه الحزن
واستعاد رباطة جأشه بسرعه
ادار رأسه وبدت فى عينيه نظره شديدة الدهاء وهو يقول :
لقد بدأ الآن......... الجهاد الحقيقى
لقد بدأت اللعبه الحقيقيه مع الثعابين
أناعائد اليكم
ولنر .............من سيربح فى النهايه
تمت بحمد الله وفضله
مستنيى رأيكم
؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
القصة جميلة جدا جدا جدا للغاية وبسببها اتأخرت ع الكلية بس ولا يهمك شكرا كتير لو عندك قصص تانية جميلة كدة منتظرين
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)