انظر الى شيخ كبير متاملا متدبرا
..كيف كان شبابا يطوي الارض اذا مشى صار يمشي رويدا يتكاعلى عصا وخطاه ثقيلة تتوجس عثرات الطريق ..
كان الشيخ يحسب ان العمر طويلا ولكنه مضى سريعا ..لم يستشعر بقرب الموت حتى وهن العظم منه وشاخ البدن وراى كثيرا من اقرانه قد غادروا هذه الدنيا واحدا تلو الاخر ...حينذاك استشعر بالرحيل ولامحال اللحاق بهم . وتراه يحاسب نفسه على ما فرط من خير ومن عمل صالح لان زاد المسلم ليس طعام وانما التقوى ولابد من زاد لطريق طويل وشاق فتراه يعمل جاهدا بجسده الكليل وعمره القليل المتبقي ان يعوض ما فاته من عمل صالح وخير ولكن هيهات هيهات لقد ضاعت منه فرصة الشباب والحيوية والقوة والنشاط.
واسال نفسي مرارا هل ساكون مثل هذا الشيخ ومثل حاله بعد سنين ان شاء الله وامد بعمري ممن اكلتهم الدنيا لحما ورمتهم عظما.
ان هذا ما يزيدني هما وهمة في ابتغاء الاخرة ويزيدني اناة وتجملا في طلب الدنيا.
فعلينا ان نعتبر ونتعظ من شيوخنا كيف كانوا شبابا مثلنا وسنكون شيوخا مثلهم ان ابقانا الله فلنتعظ منهم ونرى كيف هذه الدنيا ادبرت عنهم ولم يبق لهم منها ولن ياخذوا منها الا ما قدموا من عمل صالح وما عند الله خير للابرار.
اعتبروا ياشباب الاسلام واغتنموا شبابكم قبل هرمكم بالطاعة والعبادة وتزودوا ليوم تشخص فيه الابصار وان خير الزاد التقوى.