- الإهدائات >> |
البديل المر لإرتفاع أسعار الحديد
بلاسـتيك التسـليح يهدد أرواح المواطنين
تحقيق: عبير الضمراني
الاهالى يستخدمونة لأنه أرخص وأخف من الحديد
بينما يتحدث الجميع عن القرارات الوزارية الأخيرة التي أوقفت انطلاق صاروخ أسعار حديد التسليح, فإن بعض القري بمحافظة المنوفية شهدت ظاهرة غريبة, فهناك عدد من المواطنين لم يهتموا أساسا بمشكلة حديد التسليح وكأنها لا تعنيهم من قريب أو بعيد, بعد أن وجدوا بديلا له مصنوعا من البلاستيك يروجه أصحاب بعض المصانع الذين يؤكدون أن له نفس قوة التحمل, وأنه أرخص سعرا ولا خطورة من استخدامه بدلا من حديد التسليح, وللمزيد من الإقناع أكد مروجو بلاستيك التسليح أن الشخص الذي ابتكره حصل علي براءة اختراع من مصلحة التسجيل التجاري بوزارة التجارة والصناعة.. فما مدي صحة هذا الابتكار مع العلم بأن الجهة الموكول إليها مهمة منح براءات الاختراع هي أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا لوزارة البحث العلمي!
في هذا التحقيق, قمنا بجولة ميدانية لمقابلة الأهالي خاصة الذين يقومون بالبناء بهذا البلاستيك, واستعرضنا الفكرة مع مخترعها واتجهنا بعد ذلك الي المسئولين لنضع النقاط علي الحروف, ونعرف مدي قوة الاختراع أم أنه مغامرة قد يدفع ثمنها الأهالي الذين يجازفون باستخدامها قبل الترخيص لها من الجهات المختصة.
في البداية يقول يسري علام ـ أحد سكان أشمون بالمنوفية ـ انه لاحظ في الفترة الأخيرة في منطقة ساقية المنقدي التابع لمركز أشمون, أن بعض الأهالي يستخدمون في البناء أسياخا تشبه الخراطيم البلاستيكية في البناء, بدلا من حديد التسليح, وعندما سألت أحدهم قال إنه يعتزم بناء بيت بارتفاع خمسة أدوار بهذه الأسياخ التي تتميز بخفة وزنها, لأن طن البلاستيك يعادل نفس عدد الاسياخ في10 أطنان من حديد التسليح, وهو ما يكفي لبناء بيت من ثلاثة أدوار علي مساحة90 مترا, ولأنه يوفر كثيرا من المال فإن هناك اقبالا كبيرا من المواطنين علي هذه الأسياخ البلاستيكية لبناء منازلهم.
ويضيف يسري علام أنه مايزال مترددا في استخدامها لأنه أخذ عينة منها واشعل فيها النار فوجد أنها تشتعل بسرعة وتساءل ماذا يحدث لو شب حريق بالمنزل هل يشتعل بأكمله؟!
ويروي القصة أحمد قنديل حجاج ـ محام من سكان المنوفية ـ قائلا: لقد فوجئنا منذ عدة أشهر بأن بعض المواطنين يقومون ببناء بيوتهم التي قد تصل الي ثلاثة أدوار بمساحة100 متر, بأسياخ من البلاستيك الأسود بدلا من اسياخ حديد التسليح, وعندما سألناهم عنها قالوا إنها أرخص بكثير من الحديد وانهم اكتشفوها عن طريق شخص يدعي يوسف ابراهيم حصل علي براءة اختراع وأكد لهم أنهم يمكنهم البناء بها وبأي مساحة وبأي عدد من الأدوار, وأن هذا المخترع يقوم بتوريد الأسياخ والعمال أيضا من طرفه, كما يمنح ضمان60 عاما لسلامة المبني مما يعطيه مصداقية لدي الأهالي.
* المهندس الإنشائي حسن غريب من سكان أشمون, يقول إن البعض يقول إن هذه الأسياخ مصنوعة من مادة الكاربون فايبر المعترف بها في جهات كثيرة في العالم مثل أمريكا وألمانيا, والتي تستخدم في أعمال الترميمات الخرسانية في مصر منذ سنوات, ولكنها مرتفعة الثمن, ويتساءل: هل هذه الأسياخ البلاستيكية مصنوعة من هذه المادة بالفعل؟ وهل تصلح كبديل لأسياخ الحديد؟ وطالب بوقف استخدامها حتي تجتاز مرحلة الاختبارات وحتي يتم وضع كود للمهندسين لها في نقابة المهندسين, ومراجعة المباني التي أقيمت باستخدامها الذي انتشر لأنها ستوفر الكثير عن حديد التسليح خاصة بعد الارتفاع الجنوني في سعره.
أما م. صلاح شمس مهندس مدني وانشاءات في المنوفية, فيقول إن هذه المادة متوافرة في مصر علي هيئة شرائح بعرض20 سم لاستخدامها في سد شرخ في عمود أو كمرة خرسانية, فيتم لفها حوله بنوع من أنواع اللصق لتعطي قوة وصلابة للخرسانة, ربما أقوي من قبل ذلك.. ولكننا فوجئنا بأحد المقاولين يستخدم الاسياخ المصنوعة من البلاستيك ويقول انها من الكاربون فايبر, يتم تسليح الأسقف والكمرات والبلاطات والأعمدة بها, ولكن يتم تربيطها بكانات حديد عادية, وأنهم استخدموها بعد حصول أحد الأشخاص علي براءة الاختراع الخاصة بها وان هذه الأسياخ أخف بكثير من الحديد, ولكن لا يوجد ما يدل علي أنها بنفس قوة التحمل ويطالب بتقنين استعمال هذه المادة.
صاحب الاختراع
أما صاحب براءة الاختراع نفسه فهو يوسف ابراهيم أحمد المغربي, دبلوم صنايع قسم عمارة دفعة1953 يقول: حصلت علي براءة الاختراع من وزارة التجارة والصناعة, مصلحة التسجيل التجاري, ادارة التصميمات والنماذج الصناعية, بموجب قانون أحكام الملكية الفكرية رقم82 لسنة2002 نموذج رقم156 لسنة2004 في فبراير2004 قد حاز اختراعي علي حق الحماية القانونية لمدة عشر سنوات من تاريخ ايداعه وفقا لأحكام قانون حماية الملكية الفكرية, وهو عبارة عن بديل لحديد التسليح مصنوع من مادة البلاستيك وبجميع المقاسات والأحجام والألوان المختلفة وتم التسجيل برقم3105 بتاريخ2006/8/1, وهي تعد صلاحية للتشغيل وطرحه في السوق, فقد قال لي المسئولون في الوزارة انزل اشتغل والآن أقوم بالتصنيع في3 مصانع يمتلكها أصدقاء لي في القاهرة وشبرا الخمية ويستخدم الانتاج في البناء منذ عام في منوف وتلا واشمون والخطاطبة والهرم, وهناك اقبال شديد علي هذه الاسياخ لأنها بديل عن حديد التسليح وتعادله في الجودة فلا تتمدد ولا تنكمش ولها قوة تحمل عالية وهي أفضل منه لأنها لا تصدأ ولا يحدث بها بارومة, ولا تحترق لأنها بمجرد أن تتفاعل مع الأسمنت تنتهي خاصية الاشتعال.
وأضاف أنه يتم تصنيعها من مخلفات المصانع( الجراكن) ويمكن استخدامها في جميع مراحل البناء ولشدة الاقبال علي هذه الاسياخ البلاستيكية أبحث عن مستثمر يدعم المشروع.
قيد البحث
* طرحنا الأمر علي د. أميمة صلاح الدين رئيس جهاز التفتيش الفني علي أعمال البناء بوزارة الاسكان وكيل لجنة الاسكان بمجلس الشوري, فقالت: لقد اكتشفنا هذه الأسياخ البلاستيكية منذ عدة أيام وحصلنا علي عينات منها وهي الآن قيد البحث والاختبار, ولكن كان يجب قبل تصنيعها والبناء بها الحصول علي موافقة وزارة الاسكان لتحديد مطابقتها للمواصفات المصرية للصناعة, كما يجب أن تعتمدها هيئة المواصفات القياسية بعد اختبارها وتحديد مدي صلاحيتها ومجالات استخدامها.
وأكد أنه ليس معني أن يحصل شخص علي براءة اختراع أنه يمكن استخدامه فهيئة التوحيد القياسي يجب أن تتحقق من أن هذا المنتج له مواصفات معينة معتمدة يتحدد معها مجال نوعية الاستخدام وأن تقره في الكود المصري للانشاءات الخرسانية, الذي يحدد أسس التصميم واشتراطات التنفيذ لأعمال المباني في اطار قانون هندسي للبناء تصدره وزارة الاسكان, وتضع مواصفات مصرية تشمل هذا النوع من الاسياخ, لتحصل هذه المادة علي شهادة صلاحية من وزارة الاسكان لأنها الجهة الوحيدة المسئولة عن استخدام أي مادة في أعمال البناء, وهذه المادة لم ترد في الكود, كما يجب أن يتم تصنيع مواد البناء في مصانع معتمدة يمر عليها مفتشو وخبراء هيئة التوحيد القياسي لتقوم بعمل الاختبارات الدورية للمواد المصنعة لضمان صلاحيتها وسلامتها.
وتنبه د. أميمة صلاح الدين الي أن سعر مادة الكاربون فايبر ـ التي يعتقد البعض أن هذه الاسياخ مصنوعة منها ـ يفوق بكثير سعر حديدالتسليح, ونحن في مصر نستوردها من الخارج, ولكن هذه الاسياخ رخيصة الثمن لأنها مصنوعة من مواد رخيصة, وليس معني التوفير في السعر استخدام مواد قد تكون غير صالحة ولا تتحمل وبعد فترة زمنية تنهار المباني فوق رءوس المواطنين.
وتحذر من استخدام هذه الاسياخ وتطالب بوقف استخدامها فورا, لأنها ليست في الكود أو المواصفات, كما أن أكاديمية البحث العلمي هي الجهة الوحيدة المنوطة ببراءات الاختراع, وأكدت أن جهاز التفتيش سيقوم بحصر المباني التي تم انشاؤها بهذه الأسياخ البلاستيكية واختبار مدي سلامتها لحماية المواطنين, وتطالب الأهالي بالابلاغ فورا عن أي مبني يستخدم هذه الأسياخ والاتصال بجهاز التفتيش علي الأرقام التالية:023367186 ـ027629857
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)