- الإهدائات >> |
تقييم الضرر
لقد عم الضرر مناطق واسعة في العديد من المدن. و المقاطع التالية تلخص الضرر الناتج عن هذه الهزة مع تأكيدٍ خاص على نويبع حيث كان الضرر في أشده.
فلسطين
في ميناء إيلات، أدى "الطرق" بين الجناح القديم و الجناح المنشأ حديثاً في فندق سبورت هوتيل على شاطئ الخليج إلى حصول أضرار ملحوظة، و قد لوحظت الشقوق في جدران القواطع و بالقرب من فواصل التمدد في معظم المباني، كما لوحظ تصدع الأرض و تشقق سطوح الطرقات. و بالقرب من شاطئ الخليج حصلت ظاهرة التميع و فوران التربة، و وفقاً للمواصفة القائمة يجب أن تصمم المنشآت في إيلات لتتحمل حركة الأرض بشدة Viii إلى Ix و هذه المستويات أعلى من الشدة المقدرة لهذه الهزة في إيلات. و قد يكون هذا هو السبب لتدني الأضرار المسجلة في هذه المدينة. بنتيجة الهزة توفي شخص واحد بسبب نوبة قلبية و أصيب العديد بجروح. و قد شعر بالهزة إلى الشمال من إيلات و لكن لم تسجل أية أضرار.
الأردن
في مدينة العقبة، انهارت إحدى المنشآت المبنية بشكل سيئ، و قد بدت الشقوق و الأضرار غير الإنشائية على معظم المباني. كما سجلت أضرار إنشائية بسيطة في فواصل التمدد بفندق العقبة الذي أنشئ من عناصر مسبقة الصنع، كما تضررت بعض الآثار في مدينة إيلا التاريخية، و شعر الناس بالهزة في مدينة عمان و جوارها و لكن لم تسجل أضرار ملحوظة، و قد شوهدت أمواج مرتفعة على طول شاطئ الخليج بالقرب من مدينة العقبة.
المملكة العربية السعودية
في المملكة العربية السعودية، قتل شخص على الأقل و أصيب اثنان آخران بإصابات بسيطة. و قد كانت حالات الضرر ناتجةً إما عن ضعفٍ في التصميم أو سوءٍ في التنفيذ، و من بين هذه الحالات انهيار كامل في منشآت البيتون المسلح لمكتب الجمارك في الدورا، حيث نتج انهيار أحد ألواح السقف المصنوع من البيتون المسلح المسبق الصب بسبب سوء تثبيت الفاصل، و من بين الأضرار أيضاً تضرر الجوائز البيتونية المسلحة الحاملة لخزان الماء في المركز الرئيسي لحرس حدود مدينة حقل.
معظم المباني المتضررة لم تكن مصممة على الزلازل، بالرغم من أن مستوى الشدة الزلزالية للمنطقة تعتبر معادلة للمنطقة 2b وفقاً لكود البناء الموحد 1988 بما ينسجم مع تسارع وفقاً لمقياس ميركالي المعدل مقداره Viii أو عامل منطقة زلزالي Z=0.2 .
مصر
في مصر، كان الضرر شديداً و انتشر على مناطق واسعة بما فيها القاهرة التي تبعد مسافة 350 كم من المركز السطحي للزلزال، بالإضافة للمدن المتوضعة على طول قناة السويس، و شرم الشيخ، دهب، و نويبع في شبه جزيرة سيناء، و وفقاً للمصادر الرسمية المصرية فقد قتل خمسة أشخاص و أصيب أكثر من 38 آخرون، تضرر ما يقارب 50 منزلاً و تأثرت 33 مدرسة من بينها سبعة مدارس تضررت بشدة، كما تعرضت خمسة فنادق إلى أضرارٍ إنشائية بالإضافة إلى أضرار ملحوظة في 12 أثر إسلامي. و قد عانى ميناء نويبع و مرافقه أضراراً شديدةً.
في القاهرة، كانت الأضرار خفيفة نسبياً. و قد عانت بعض البيوت الحجرية و المدارس المنفذة بشكل سيئ من شقوق بدرجات مختلفة و ذلك في المدن على طول قناة السويس بما فيهم مدينة السويس و الإسماعيلية و بور سعيد.
في شرم الشيخ، 120 كم جنوب المركز السطحي للزلزال، عانى برج المراقبة في المطار من أضرارٍ طفيفة كما أصاب فندق مارينا-شرم أضرار بالغة عند فواصل التمدد.
في دهب، 40 كم جنوب المركز السطحي للزلزال، انهارت مدرسة المدينة و لم تسجل أية إصابات بسبب وقوع الزلزال في ساعات الصباح الباكر قبل توجه الطلاب إلى مدرستهم، و تضررت معظم أبنية المدينة و لكن بدون انهيارات. و من الجدير ذكره أن هذه المدينة مؤلفة من عدة مبانٍ متناثرة ذات طابقٍ واحدٍ على الأغلب.
انهيار فندق باراكودا المؤلف من ثلاثة طوابق في نويبع، مصر
مثال عن انهيار ناتج عن سوء نوعية التنفيذ
في نويبع، كانت الأضرار في المباني و المرافق شديدة، فقد انهار فندق باراكودا المؤلف من ثلاثة طوابق و المشيد عام 1985 بشكل تام كما هو مبين في الشكل 2.18 مؤدياً إلى مقتل أربعة أشخاص، و قد أشار التدقيق في حطام المبنى إلى انه لم يكن يملك جملة كافية لمقاومة القوى الأفقية في جميع الأعمدة التي وجهت مع عزوم عطالاتها الكبرى بنفس الاتجاه، مما أدى إلى حصول الانهيار في الاتجاه المعامد. بالإضافة إلى استخدام إسمنت دون المواصفات و نسبة الماء إلى الإسمنت المتدنية و كبر حجم حبات الرمل و سوء توضع قضبان التسليح في المقاطع البيتونية كما هو مبين في الشكل 2.19، و في نويبع أيضاً تعرضت ثلاثة فنادق أخرى إلى أضرارٍ محدودة: دولفين فيلاج، فندق كورال نويبع، و فندق هيلنان. ففي دولفين فيلاج انهار قسمان في أحد أجنحة الفندق بشكلٍ جزئي. و في فندق كورال نويبع سقطت عناصر تزينية حجرية عند مدخل الفندق مؤدية إلى مقتل شخصٍ واحد.
كما سجلت أضرار في القاعة الرئيسية و في المطبخ، وفي فندق هيلنان سجلت أضرار غير إنشائية في ردهة الفندق كما هو مبين في الشكل 2.21 و تضمنت هذه الأضرار الزجاج المتكسر و القطع الكريستالية المتساقطة من الثريا و الألواح الواقعة من السقف المستعار و تضرر رخام الإكساء و جدران القواطع الداخلية، كما تداعت أحجار تكسية جدران واجهة الفندق، بالإضافة إلى حصول أضرارٍ إنشائية عند اتصال الأعمدة-الجوائز في طابق الميزانين.
تضرر المدخل الرئيسي لفندق كورال نويبع
أضرار غير إنشائية في بهو فندق هيلنان في نويبع
أحد المباني الذي عانى أضراراً إنشائية هامة كان مؤلفاً من طابقين مع قبو بني ليستثمر كمقر لأحد الأطباء حيث استخدمت أعمدة قصيرة على طول محيط البناء لتسمح لضوء الشمس بالمرور إلى القبو، و قد انهارت جميع هذه الأعمدة القصيرة بسبب سوء تفاصيل تسليح القص و العدد المحدود للروابط و الشناجات بين الأعمدة إذ لم تكن الأعمدة قادرة على مقاومة قوى القص الزائدة المتولدة بنتيجة الزلزال.
انهيار مبنى مؤلف من طابقين مع قبو
انهيار الأعمدة القصيرة الخارجية في مبنى مؤلف من طابقين
بناء آخر عانى أضراراً غير إنشائية شديدة كان محطةَ كهربائية فرعية جديدة مؤلفة من ثلاثة طوابق حيث حصلت تشققات قطرية بالإضافة إلى انفصال بين جدران القواطع الحجرية الداخلية و الخارجية و الهيكل البيتوني المسلح، و قد تضرر هذا البناء بسبب المرونة الزائدة في الجملة المقاومة للقوى الأفقية. و من المدهش أنه لم تحدث أضرار في الهيكل البيتوني المسلح لهذا البناء.
أضرار غير إنشائية في الإكساء الحجري لواجهة محطة كهرباء فرعية
أضرار شائعة في حواجز الأسطح و الشرفات
يلاحظ انتشار الضرر في الجدران الحجرية و حواجز الأسطح بدرجات مختلفة في سائر أنحاء المدينة.
يتبع
في ميناء نويبع، تضرر مرسيان من أصل أربعة بشكل شديد. حيث أدى الدوران الملحوظ لجدران رصيف الميناء باتجاه البحر إلى انفصالٍ بين جوائز التغطية و الردم خلفها. لقد كان هبوط البلاطات متجاوزاً للحد. و انهيار هذين المرسيين كان ناتجاً عن نشوء ضغط الماء المسامي الزائد و الذي سبب ميلان و انفصال البلاطات البيتونية. و قد قال شهود أن ينابيع من الماء تدفقت من البلاطات حاملةً معها حبيباتٍ ناعمةٍ من الرمل. و استناداً إلى الدليل المتوفر و من فحص حبيبات الرمل المغطية للبلاطات ، يمكن الاستنتاج بحصول تميع تربةٍ و فوران رملٍ في مواد الردم.
أضرار المراسي في ميناء نويبع
الهبوط الكبير في بلاطات الميناء
عانت المرافق الأخرى في الميناء من أضرار متفاوتة. و انهارت الجدران الحجرية في العديد من الأماكن مثل الجدران الحجرية التزينية قي قاعة الوصول التي كانت مبنية من هياكل معدنية مستقلة عن المبنى و بدون أية عناصر إنشائية داعمة.
كما لوحظ خروج أحد الخزانات المعدنية الغير مثبتة جيداً من مكانه و حصول تحنيب في قشريته. و قد انتقل محول في المحطة الكهربائية الفرعية من موضعه مؤدياً إلى تضرر الأنابيب الواصلة إليه و مسبباً نقصاً في تزويد الطاقة الكهربائية.
على الطريق بين دهب و نويبع، عانى أحد المباني المصمم كمركز صحي من أضرارٍ شديدةٍ غير إنشائية. حيث لوحظ زجاج النوافذ المتكسر و جدران القواطع المتشققة و تبعثر المعدات الطبية في كامل البناء. كما كان الطريق الواصل بين دهب و نويبع مغلقاً في عدة مواقع بالحجارة المتساقطة من التلال المجاورة.
استناداً للأضرار المدروسة في نويبع، تظهر أن أسباب الضرر الرئيسة كانت كالتالي:
• فقدان الجملة الملائمة لمقاومة القوى الأفقية، و ذلك إما هذه الأبنية نفذت قبل تطبيق الكود الزلزالي المصري الأول الصادر عام 1994، أو أن هذه الأبنية صممت وفقاً لقوة قص قاعدي منخفضة محددة من قبل هذا الكود و تنسجم مع شدة قيمتها V (الكود المصري لحساب الحمولات و القوى في الأعمال الإنشاء و البناء، 1994).
• سوء التنفيذ بسبب استخدام نسبة ماء-إسمنت منخفضة، و قد لوحظ الحجم الكبير لحبات الرمل البحري و النوعية المتدنية للإسمنت في معظم الأبنية.
• عدم ضبط تفاصيل التسليح مثل استخدام نسبة منخفضة من فولاذ التسليح و استخدام الجوائز العميقة و الأعمدة القصيرة بدون تسليح قص ملائم.
• الأماكن غير المناسبة و سوء تنفيذ الأعمال في الأعمدة و الوصلات.
• تنفيذ جدران حجرية غير مسلحة، و حواجز و شرفات دون تأمين التدعيم الأفقي الملائم.
• في مرافق الميناء، إن استخدام المواد الناعمة غير المرصوصة كمواد ردم و نقص الفلاتر لإقلال ضغط الماء المسامي الزائد هم السببان الرئيسيان لانهيار المراسي.
الاستنتاجات
قدم زلزال العقبة 22 تشرين الثاني 1995 البرهان على أن المنطقة هي عبارة عن منطقة نشطة زلزالياً مميزة بالعديد من الزلازل القوية التي تحدث بفواصل زمنية ذات تكرار قصير نسبياً، و قد أظهر أن هذه الهزات قد تحدث بشكل مفاجئ و بدون تحذير على شكل ضربات أولى.
لقد كان الضرر الإنشائي الملحوظ ناتجاً بشكل رئيسي بسبب سوء التنفيذ و/أو التصميم الزلزالي القاصر.
الكودات الزلزالية في بعض الدول مثل مصر و المملكة العربية السعودية غير مناسبة و يجب أن تعدل لتأخذ بالاعتبار زلازل بشدات مرتفعة تحدث في المنطقة و قد بين هذا الزلزال أن العديد من المناطق في محيط الخليج عرضة لظاهرة التميع، و في ظل التوسع الحضري في هذه المنطقة يجب الانتباه إلى زيادة في الاحتياطات الكودية المناسبة و دراسة التميع المحتمل للتربة في مناطق الإنشاء.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)