- الإهدائات >> |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مر بجانبها و ابتسم و همس أحبك و مضى في طريقه ، و لكن
أصبح لهمسات ذلك الشاب على جدران قلبها صدىّ .........
و تسائلت ومن أنا ليقول لي أحبك ؟ و لكنها سرعان ما انتبهت
قبل أن تغرق في دوامة التسآؤلات و قررت أن تترك عنها هذا
الهراء فهو بالطبع كبقية الشباب يلعبون بعواطف الفتاة فتتعلق
به و يذهب إلى أخرى ليسمعها كلمة التخدير لتلهث ورائه بلا تعقل
قررت أن تسقط هذا الموضوع من بالها و تنسى ما سمعته .
فاطمة طالبة جامعية عليها تحقيق معدل جيد لكي تتمكن من إنهاء
دراستها الجامعية في سنتها الختامية لتصبح باحثة اجتماعية ،
لذا عليها الانتباه لدراستها أكثر ........
ذهبت فاطمة يوما لشراء بعض الكتب من مكتبة عامة فإذا بذلك
الشاب يتتبع أثرها أينما وطأت قدماها وجدته يلازمها .
تسائلت " أو هذا من فرط الحب أم كان بعواطفي لاعبا "
و تابعت شراء حوائجها و ذهبت لسيارتها فإذا به يركب سيارته التي
كانت بجانب سيارتها و يهمس لها " أنا أحبك، أرجوك حاولي فهمي "
أغلقت باب السيارة و ذهبت مسرعة و الخوف يملأ قلبها .
دخلت البيت و كانت أمها بانتظارها و بسرعة و بكلمات متقاطعة ألقت
السلام على أمها و لكن أمها احتضت الخوف الذي كان يسبق ابنتها
و سألتها " ما بالك يا ابنتي لم أنت مستعجلة "
" أهلا بك أمي لا لا لاشئ " أجابت فاطمة .
و لكن الأم تعرف ابنتها جيدا فبادرتها بالسؤال " فاطمة أخبريني أهناك
ما يقلقك " ردت فاطمة "أمي أخبرتك أنه لا شئ و لكن الجو شديد الحرارة
بالخارج لذا كنت أركض لاتحاشى لهيب الشمس " تركتها الام و هي غير مصدقة
و مضت فاطمة لغرفتها و استلقت على فراشها و الخوف يحتويها و صورة الشاب
تحوم حولها ..نعم لاشئ غير صورته ، لم تستطع فعل شئ فبالها مشغول ، من أين
جاء هذا ليدخل حياتها بلا سابق انذار ؟ ! و ماذا يريد منها ؟ و من هو من الأساس ؟
فإن كان يريد الزواج بها لم لا يأتي لخطبتها ؟ و بينما هي هكذا تتقاذفها التساؤلات
و تلفها الحيرة و إذا بجرس الهاتف يرن ، إنها ليلى صديقة فاطمة المقربة اتصلت بها
لتخبرها بأنها تنوي زيارتها هذا المساء ، رحبت بها فاطمة رغم سوء حالتها النفسية
و في الموعد المحدد حضرت ليلى و استقبلتها فاطمة بحفاوة بالغة و تبادلتها أطراف
الحديث لساعات و لكن ليلى لمست ما بصديقتها من ضيق و توتر و هدوء غير معهود
و سألتها " ما الخطب يا فاطمة ، لست على ما يرام كما يبدو ؟ " فأجابتها فاطمة
على الفور و كأنها كانت بانتظار هذا السؤال لتغرق بمسنقع دموع " نعم يا ليلى
فهناك من يتتبعني لا أعرفه ، يهمس لي كلما اقتربت أنفاسنا " أحبك "
أصبحت أخشى الخروج من المنزل و كأنه مطلع على جدول مواعيدي ،
ماذا أفعل انقذيني مما أنا فيه يا ليلي " .....
اجابتها ليلى " اهدئي يا فاطمة فهذا الذي تذكرينه إما أن يكون شخص يعرفك
معرفة جيدة كأن تعرفي أحد أقربائه أو من له بصلة أو أنه معجب بك و يحاول
أن يوقعك في شباكه و إياك أن تكوني صيدا سهلا ، و أين كان نوع هذا الشاب
يبقى في النهاية رجل و الرجال لا يؤمن غدرهم في معظم الأحوال و قد يتخذك جسرا
لاصطياد غيرك و أنت و غيرك تكونوا من قطيعه ، و إياك فكوني على حذر "
و بمجرد ان فرغت ليلى من كلامها حتى دارت الدنيا بفاطمة و أصبحت تسبح في عالم
لا تعرفه تتقاذفها التيارات ، خوفا من عواقب هذه المطاردة و قررت أن لا تخرج وحدها
أبدا و هو يحاول عبثا رؤيتها و ظل الحال كما هو عليه قرابة الثلاثة أشهر .
و في ليلة من الليالي و بينما هي تنوي الشروع في أداء بعض الركعات تهجدا و تقربا من
الله قبل أن تأوي إلى فراشها و إذا برسالة مجهولة الصاحب تفاجئها على هاتفها النقال
جاء نصها " أعجبني فيك كل شي و خوفك أكثر ، تأكدي سأظل أحبك ما حييت "
جاءت هذه الرسالة لتباغتها و تزرع الخوف من حولها بعد أن تحسنت حالهتا نسبياّ
ياله من موقف صعب ، تسارعت دقات قلبها فجلست و جسمها يرتجف ثم نهضت كي تصلي
و تتضرع لربها ليحفظها و يخرجها من هذا الأزق .
و مضت الايام و الرسائل تبعث بين الحين و الحين من مصدر أصبح قلبها يميل إليه
من رقة أحرفه و عقلها يحذرها من خطورة الإقدام بأي خطوة توافق مسار قلبها،
حاولت أن تسير حياتها بصورة طبيعية كما كانت فهي فتاة معروف عنها الخلق
الرفيع و التمسك بأمور دينها و المداومة على حضور الندوات و المحاضرات ،
و دورات تحفيظ القرآن الكريم ، و لكن الكثير من هذه الأمور قد أصبحت من الأماني
و ترجو عودتها لأنها قد تلاشت أو قل معدلها بشكل ملحوظ .
شاء الله أن يكون النجاح حليف فاطمة رغم الظروف التي حاصرتها و بحمدلله
أفرحت قلب والدتها التي كانت تنتظر نتيجتها بفارق الصبر .
و بعد التخرج توظفت في احدى وزارات الدولة و كان من عظيم المفاجئات أن الشاب
الذي قد شغفته حبا موظف فيها .. ظلت فترة و هي لا تعلم و هو كذلك ،
يراسلها كل ليلة و يتبع أخبارها التي انقطعت عنه منذ زمن من دون أي نتيجة تذكر
و هي هنا بجانبه ، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي فيه التقيا ، تصافحت الأعين و لكن
لهول الصدمة لم تسعفه قدماه ليذهب إليها و توقف بلا حراك و كأنه رأى شيئا
لم تعهده البشرية ... جر خطاه إليها و وقف أمامها يناظرها و مضت هي في طريقها
و العرق يتصبب منها ، و لكنها أصبحت على موعد للسير في نفس المكان و هو بانتظارها
ليمضي كل منهما في طريقه بعد أن يتخاطبا بلغة العيون البالغة ، و فاطمة تتضرع لربها
إن كان هذا الرجل صالحا أن يكون زوجا لها .
ولكن مشيئة الله كانت أقوى ، فقد فاضت روحه لبارئها في حادث أليم راح ضحيته هو
و صديقه الذي كان يرافقه ، و فاطمة تنتظر كل يوم مجيئه إلى أن عرفت الحقيقة فأصيبت
بانهيار عصبي و فقدت الوعي لفترة دون أن يعرف أحد عن الأسباب .
و بعد أن استعادت وعيها لزمت البيت و اعتزلت الزينة و كأنها بعدة زوجها و لكنها استسلمت
لقضاء ربها و قدره و قررت أن تجعله ذكرى العمر كما جعلها هو حياته و صدق بعهده حين قال :
" سأظل أحبك ما حييت "
" سأظل أحبك ما حييت "
حَولَ أَهدَابِ العَذَارَىقَلبِيَ الخَفَّاقُ طَارَاكَالفَرَاشَـاتِ الحَيَارَىمَا حَسِبنَ النَُورَ نَارَا
اذا لم يعمل مع هذا الفيديو فانت تحتاج الى Adobe Flash Player
حمل أحدث نسخة من هنا
http://get.adobe.com/flashplayer/
ما فيش احلى من كده يا جميلة تسلمى يا قمر
" سأظل أحبك ما حييت
مرسيه ياجماعه للمرور نورتو
:ق1::ق1:
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)