كررت واشنطن انتقادها للحكومة المصرية ودعتها الى احترام حرية التعبير، عقب الاضطرابات التي شهدتها القاهرة ونتج عنها اعتقال عشرات المحتجين المطالبين باصلاحات سياسية ودستورية.
فقد قال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي: لا بد ان يمارس جميع الناس حرياتهم الاساسية بحرية، ويجب ان يتمكن جميع المصريين من لعب دور حقيقي في عملية سياسية مفتوحة وشفافة .
الا ان القاهرة رفضت تلك الانتقادات واعتبرها تدخلا في شؤونها الداخلية، بعد اعراب واشنطن عن القلق.
وعلى الرغم من ان كراولي تجنب التعليق على الانتقادات الرسمية المصرية، لكنه قال ان الدفاع عن الحريات هو عنصر اساسي في سياستنا، كما انه في مصلحة مصر على المدى الطويل، ولهذا سنواصل الدفاع عن انتخابات حرة في مصر وسنستمر في ابلاغ رأينا هذا للحكومة المصرية .
وكان حسام زكي الناطق باسم الخارجية المصرية قد اعتبر ان الانتخابات هي شأن مصري داخلي.
وقال زكي ان ملاحظات (الولايات المتحدة) انتقلت، من دون مبرر واضح، من الحديث عن الاعتقالات الى مسألة سياسية مصرية داخلية في نمط غير مألوف لا تقبله مصر .
وكانت السلطات الامنية قد اعتقلت الثلاثاء 33 ناشطا من حركة 6 ابريل (نيسان) وسط القاهرة الا ان النائب العام افرج عنهم اليوم التالي بعد تحقيقات قصيرة.
وقال زكي المصريين لا يقبلون ان تتحدث حكومات اجنبية بالنيابة عنهم .
يشار الى ان الحكومة المصرية تعتبر حساسة للغاية حول التقارير الخارجية بشأن مطالب المعارضة باجراء اصلاحات سياسية تتيح انتخابات رئاسية شفافة العام المقبل.
وابرزت صحيفة الاهرام المسائي شبه الرسمية تصريحات الناطق باسم الخارجية المصرية على صفحتها الاولى في عددها ليوم الجمعة.
كما نشرت الصحيفة لقاءات مع عدد من نواب المعارضة واثنين من اساتذة الجامعة يدين فيها الجميع ما وصفوه بالتدخل الامريكي في الشؤون الداخلية الامريكية.
وقد نظمت مظاهرات الثلاثاء من قبل الحركة التي تدعم محمد البرادعي المرشح غير الرسمي للرئاسة المصرية والرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتأسست حركة 6 ابريل في العام 2008 بعد ان دعت الى اضراب عام احتجاجا على ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
وشهدت الحركة نشاطا منذ عدة أشهر لدعم مطالب البرادعي الذي دعا إلى اصلاح دستوري في مصر يتيح اجراء انتخابات رئاسية حرة وغير مقيدة العام المقبل.
كما أصبحت الحركة هي النواة الرئيسية للجمعية الوطنية من أجل التغيير التي تأسست لدعم البرادعي فور عودته إلى مصر في فبراير/ شباط الماضي.