في فيلم قصير تم تصويره بهاتف محمول، تظهر عملية تهريب السيارات من مصر إلى عبر الأنفاق، حيث تحاول جرافة أن تحفر الأرض لسحب جسم عبر نفق محفور بطريقة عشوائية على عمق مترين، وعرض لا يتعدى 3 أمتار، وسط جو شبه مظلم.ويبدأ العمال بإطلاق صيحات التشجيع لدى بدء انهيار السقف، وفجأة تظهر السيارة بمصابيحها الأمامية المضاءة وهي تتقدم.
يشير الفيلم إلى ما آلت إليه خصوصا منذ بدء الحصار الإسرائيلي، بحيث أصبحت الخبرة في مجال التهريب عبر الأنفاق تسمح بنقل سيارات جديدة إلى غزة.
يقول أحمد بهلول، صاحب معرض للسيارات في غزة وهو يقف بجانب سيارته: "كنت أريد سيارة جديدة، ولكن بسبب الحصار الإسرائيلي، لم يكن هذا ممكنا والسبيل الوحيد للحصول على السيارة هو عبر الأنفاق".
ويضيف أن: "ثمن السيارة كان مرتفعا، لكنها ضرورية على الرغم من أن كلفتها ارتفعت إلى 38 ألف دولار أمريكي، دفعت 10 آلاف منها إلى العمال والمخططين لعملية نقل السيارة عبر الأنفاق".
يشار إلى أنه في الماضي، كانت قطع السيارات يتم تفكيكها لتهريبها عبر أنفاق ضيقة، أما الآن، وبعد 3 أعوام من الحصار، تطورت الأنفاق، وأصبح عرضها يسمح بنقل السيارة بالكامل دون الحاجة إلى تفكيكها.
ولكن من يتجول في قطاع غزة يرى أن عددا كبيرا من السيارات هنا يتخطى عمرها عقدين أو ثلاثة، ما يجعل حدادي ودهاني السيارات يعملون بشكل مستمر على تصليح هياكل السيارات القديمة.
وقد أدت صعوبة إدخال السيارات إلى ازدهار سوق الدراجات النارية بسبب سهولة تهريبها عبر الأنفاق.
من جانبه، يشكو مروان الكيشاوي، وكيل شركة مرسيدس في غزة، أنه حصل على سيارة مرسيدس واحدة معروضة لديه منذ 7 أعوام، لكنه لا يستطيع أن يبيعها على الرغم من العروض المغرية التي يحصل عليها، لأن وقتها لن يبقى له شيئا يعرضه في واجهة شركته.
ويضيف الكيشاوي أنه لا يستطيع أن يأتي بسياراته إلى غزة عبر الأنفاق، لأن سيارات المرسيدس ذات قيمة عالية، كما أن شركة مرسيدس لن تسمح له بإدخال سياراتها بهذا الشكل.
وأشار وكيل السيارات إلى أنه قد اشترى شحنة كبيرة من السيارات قبل الحصار، وهو يدفع آلاف الدولارات من أجل إبقائها على الجانب المصري من الحدود دون التخلي عنها، لأن كلا من إسرائيل ومصر لن تسمح بإدخالها إلى قطاع غزة.
ويختم مروان كلامه بمرارة قائلا إنه لم يبع سيارة جديدة منذ 3 أعوام واليوم يتضاءل الأمل بإمكانية تغيير الوضع قريبا.
يذكر أن إسرائيل تحاصر قطاع غزة منذ 3 أعوام بحجة "وقف تهريب السلاح إلى غزة والضغط على حركة حماس التي تدير القطاع.