أكد ان هناك 3 سيناريوهات تنتظر المشهد السياسي المصري خلال الفترة المقبلة وهي سيناريو التوريث السياسي بان يتم الدفع بجمال مبارك وسيناريو الفيتو علي التوريث من داخل مؤسسات النظام من خلال ترشح احد المستقلين ويتم اجبار نواب الحزب الوطني علي دعمه وتأييده وسيكون له مخرج دستوري وذلك من خلال دعمه عبر مؤسسات واجهزة والسيناريو الثالث هو سيناريو البرادعي مضيفا ان الاخير لديه رغبة حقيقة في التغيير وليس الترشيح في حد ذاته هو رجل من خارج المشهد ولا يريد االدخول في تفاصيل المشهد الذي يراه معوق للاصلاح السياسي.واشار الشوبكي في حواره الخاص لمصراوي انه لا يتوقع ترشيح الرئيس مبارك لانتخابات 2011 مؤكدا ان الوضع الحالي هو الاسوأ في تاريخ مصر منذ نشأة الدولة المصرية الحديثة علي يد محمد علي وفيما يلي الجزء الاول من الحوار :
ماهي قراءتك للمشهد السياسي الذي تشهده مصر الفترة المقبلة خاصة واننا مقبلين علي زخم سياسي هائل سواء بالانتخابات النيابية والرئاسية ؟
- المشكلة السياسية في المشهد السياسي المصري في الفترة الاخيرة انه شهد حالة جمود وتكلس وازمة شرعية تتمثل في هناك خلقت قوي سياسية رسمية حصلت علي احزاب قانونية منذ اعلان الرئيس السادات سنة 1976 وتزايد عدد الاحزاب الشرعيية حتي وصلت الي 24 حزب .. انت امام قوي حزبية لا تعتبر بشكل كامل عن القوي الشعبية.
وأحد مفارقات النظام السياسي المصري ان احزاب المعارضة في الانتخابات التشريعية الاخيرة حصلت علي 9 مقاعد بينما الاخوان المسلمين 88 وهم تنظيم غير قانوني اي 10 اضعاف احزاب المعارضة وكان على النظام السياسي ان يعرف ان هناك ازمة حقيقية في التمثيل الشرعي في مصر.
لكن تجاهل هذا الوضع ادي الي تعمق الأزمة.. أي أن الشرعي اصبح غير قادر علي استقطاب الجانب الاكبر من الحراك السياسي الذي تشهده مصر سواء الاخوان المسلمين اوحركة كفاية وباقي حركات الاحتجاج السياسي وحركات الاحتجاج الاجتماعي المتصاعدة بالاضافة الي البرادعي الذي لا يزال حتي الان خارج المعادلة الحزبية واصبح اكثر الفاعليين السياسيين والاجتماعيين خارج الاحزاب الرسمية والقوي الشرعية وهذه مشكلة يتحملها النظام السياسي تالذي يجب ان يجتهد كي تكون الشرعية هي الملاذ للجميع.
كان علي النظام ان يطور من نفسه وخطابها السياسي والاعلامي ولكنها حاصرت الاحزاب في المقارات وتعاملت بعنف بين اي تواصل بين الاحزاب والقوي السياسية والاجتماعية .
هل تصف تلك الحالة بالمكابرة السياسية ام خوف من تلك الاحزاب ؟
اراها خوفا سياسيا وعدم ثقة في النظام السياسي ولو ان النظام لديه رؤية سياسية فكان عليه أن يؤمن ضرورة ان تعبر الاحزاب السياسية عن قوي اجتماعية الا ان هذا الوسيط السياسي والنقابي فصلته الحكومة عن القوي الاجتماعية فاصبحت في العراء تتحرك بشكل عفوي وتظن الحكومة انها أمنت الوضع السياسي الا ان احداث المحلة كشفت لنا عن اننا في اشد الحاجة الي وسيط سياسي ونقابي بين الدولة والمحتجين وخطورة الفصل ان يتحول الاحتجاج الاجتماعي الي فوضي وعشوائية وعنف خاصة وان الاحزاب السياسية اصبحت لا تعبر عن قوي اجتماعية واصبحت القوي الاجتماعية الجديدة بدون وسيط سياسي قادر علي ترشيدها وعقلنتها بسبب الطبيعة غير السياسية للنظام الذي تعامل مع الموضوع بصفته ملفا امنيا وأضعف القوي الاجتماعية بغياب السياسي واضعف الاحزاب السياسية بغياب الاجتماعي وأصبح المشهد السياسي مجرد احتجاجات اجتماعية تعاني من التبعثر واحتجاجات اجتماعية في مسار والقوي والاحزاب السياسية في مثار ثالث والاخوان المسلمين مسار رابع إلى ان جاء البرادعي واحدث حراك في الساحة السياسية.
وعلي الرغم من وجود قيادات حزبية محترمة مثل حمدين صباحي وسامح عاشور وايمن نور ومنير فخري عبد النور وعلي الدين هلال الا ان انطباعات الناس عن المشهد السياسي في مصر شديدة السلبية بسبب ما فعلته الحكومة في الاحزاب السياسية من انهاك وحصار كذلك ما تعرضت له حركة كفاية لذا اصبح المشهد السياسي مهزوم واصبح المجتمع يبحث عن الرجل خارج المشهد او المنظومة مثل اوباما في التجربة الامريكية ففي ظل ازمات بوش بحث الامريكيون في ان يكون البطل من خارج المشهد ولم يدخل في التفاصيل او مستنقع الخلافات والمشاكل لذا اصبح البرادعي في ظل بعض المصريون المخلص مما منحه شعبية وقاعدة عريضة.
لذا وصفته في احدي مقالاتك بانه البديل المنطقي المعتدل ؟
نعم لاننا في الوضع الحالي امام بديلين الاول بديل لا يغير في جوهر الخيارات السياسية والاستراتيجية لمصر اي ان مصر دولة مصنفة كدولة اعتدال ولها علاقات خاصة مع امريكا مثلما فعل الاتراك والكوريين تتطور في الاقتصاد والسياسة او بديل راديكالي وتعلن مصر الجهاد علي اسرائيل وتقطع علاقتها مع امريكا الامبريالية.
ومصر لا تحتمل الخيار الثاني لاننا مجتمع ملئ بالمشاكل والاحباطات الاجتماعية والكوارث ولا تستطيع ان تتفاعل نقديا مع المنظومة العالمية ونعاني من انهيار اقتصادي بالاضافة الي تفشي الامية والتخلف لذا اصبح ضروريا العمل علي تحسن الاداء بحيث لا تصطدم مع المنظومة العامة وهو البديل المنطقي والمعتدل داخل منظومة الاعتدال.
والبرادعي لديه فرصة ان يكون مؤثرا وان يطور للافضل بشرط الا يعتمد علي السياسات القديمة او نفس الوجوه وطريقة التفكير القديمة وان يستطيع ان يعمق اعتماده علي الشباب وان ينجح في تحييد اجنحة ومؤسسات داخل الدولة المصرية مثل الاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية وهدف البرادعي ليس هدم النظام بل اصلاح النظام ولابد من اتاحة بدائل اخري بدلا من خياري التمديد والتوريث والبرادعي لديه القدرة من خلال خبراته ان يسعي ان يكون له تواصل وتحييد لبعض مؤسسات الدولة واتوقع مزيدا من الازمات السياسية والاجتماعية ولا اتوقع ترشح الرئيس مبارك لانتخابات 2011 وهو توقع وليس يقينا.
هل تتوقع ان يرشح البرادعي نفسه للانتخابات رغم عدم اعلانه رسميا عن ذلك ؟
البرادعي لديه رغبة حقيقة في التغيير وليس الترشيح في حد ذاته هو رجل من خارج المشهد ولا يريد االدخول في تفاصيل المشهد الذي يراه معوق للاصلاح السياسي واري موقفه صحيح لان هو الاصح لان القيود المفروضة حاليا صعبة لانها تهمش دور المستقلين وتجعله مستحيلا كما اضعفت من دور الاحزاب اي ان الحياة السياسية الشرعية استقطبت 90% من الناس وليس هناك داعي للمستقلين ولكن لا يحدث ذلك فأنت أمام خلل حقيقي أنك انهيت دور الاحزاب والمستقلين وصنعت ازمة حقيقية لذا اصبح موقف البرادعي صحيحا.
هل سيستجيب الحكم لرغبة البرادعي في تعديل الدستور؟
لن يحدث ذلك الا اذا حدثت تغيرات درامتيكية داخل المجتمع المصري ومزيد من الاحتجاجات الاجتماعية ومزيد من الفوضي والعشوائية في القرارات وعدم قدرة الرئيس مبارك علي ممارسة مهام منصبه سوف يفتح ذلك الباب والمجال امام تغييرات عميقة داخل النظام.
هل تتوقع ثورة برتقالية سلمية ؟
اراهن علي ثورة برتقالية غير مسيسة بسبب تراكم الاحتجاجات الاجتماعية التي عجزت الحكومة في التعامل معها الا بالمسكنات ولن تستطيع التعامل معها في الفترة المقبلة في ظل تصاعد الحراك السياسي الذي ازداد مع عودة البرادعي وسوف يقع الحكم في وضع حرج بالغ.
والثورة البرتقالية ورقة حاسمة في تغيير معادلات الحكم في مصر وما يميز البرادعي عن باقي المعارضين ان لديه مصداقية و قبول عند بعض التيارات داخل النظام واذا استطاع استثمارها من الممكن ان يحدث تغيير سياسي امن في مصر ولم تحدث ثورات هدمت النظام السابق الا قليل جدا مثل الثورة الايرانية او الفرنسية الغالبية الساحقة من حالات التغيير نحو الديمقراطية سواء في اوروبا او امريكا الجنوبية، فقد كانت احتجاجات سياسية لم تقض علي القديم ولم تنهي النظام بالكامل . فهي تقوم علي التفاوض وورقة الضغط بين قوي اصلاحية داخل النظام وتيارات اصلاحية خارج النظام حتي يصلون الي نقطة وسط ..صحيح لا يوجد تيار اصلاحي داخل النظام بل اشخاص اصلاحيون ولكن داخل مؤسسات الدولة بالتأكيد يوجد اصلاحيون ولا يقصد بالاصلاحي هنا ايمانه بالديمقراطية ومنظومة وقيم حقوق الانسان ولكن شهوره بوجود الفساد وسوء الادارة وانهيار الخدمات ولا يمكن ان تستمر البلد ببهذا الوضع اي انه لم يهدم احد النظام علي طريقة الثورة الايرانية او طريقة بلدان اوروبا الشرقية كانت ترتيبات وضغوط من اجل اصلاح النظام وتقليل المخاطر وانك لن تهدم المعبد علي ما فيه.

سبق وان وصفت الوضع الحالي بانه الاسوأ في تاريخ مصر منذ نشأة الدولة المصرية الحديثة علي يد محمد علي؟
مصر منذ دستور 1923 لم تكن تعيش ديمقراطية كاملة بل تأرجح بين الانظمة لم يوجد نظام ديمقراطي كامل منذ محمد علي القضية انه في الثلاثينات والاربعينات مستوي من الاداء في الدولة المصرية من خدمات للمواطنين يوجد حد أدني من الكفاءة والاداء طول الوقت كمان يعلو فترة من الفترة ايام عبد الناصر ثم تراجع في عهد السادات ثم انهار في عهد مبارك وكان الشئ الوحيد الذي يعوض غياب الديمقراطية وجود مؤسسات بالدولة تخدم الناس بالاضافة الي محاربة الغلاء والفساد وجودة التعليم والضرب بيد من حديد تجاه المفسدين في الوقت نفسه ورغم انك لم تخض حربا منذ 37 عاما فانك فشلت في حل مشكلة رغيف الخبز وانابيب البوتجاز وما يزيد عن الف شخص يموت غرقا في كارثة العبارة والدويقة فضلا عن تهريب المسئولين عن تلك الجرائم وتدهور تام في الصحة والتعليم والخدمات والفشل في معالجة الازمة المرورية كلها اسباب ناتجة عن العشوائية والانهيار الكامل في اداء الخدمات وسوء الادارة مما يؤكد اننا نعيش انهيار كاملا في جهاز الدولة هو الاسوأ في تاريخ مصر.
ما هي السيناريوهات المستقبلية المتوقع حدوثها خلال الفترة المقبلة؟
توجد 3 سيناريوهات هي سيناريو التوريث السياسي بان يتم الدفع بجمال مبارك وسيناريو الفيتو علي التوريث من داخل مؤسسات النظام من خلال ترشح احد المستقلين ويتم اجبار نواب الحزب الوطني علي دعمه وتأييده وسيكون له مخرج دستوري وذلك من خلال دعمه من خلال مؤسسات واجهزة.
والسيناريو الثالث هو سيناريو البرادعي الذي عليه ان يمتلك مزيد من الضغوط الشعبية التي لا تعيد انتاج تجارب الفشل وتحييد بعض الموسسات داخل الدولة.
ومن ناحيتي اري ان مشروع التوريث تراجع لكنه لم ينتهي والبدائل الاخري لا نستطيع حسمها او تحديد الارجح منها لانه مرتبط بالتفاعلات خلال الفترة المقبلة لانها علي علاقة بجهد البشر والنجاح الذي من الممكن حدوثه فالتوريث خسر معركة الرأي العام ولكنه يرغب في تحييد اجهزة الدولة المختلفة كذلك فان البرادعي هلي يستطيع ان ينجح في مهمته المستقبلية.
الجزء الثاني من الحوار : علاقة مصر بالولايات المتحدة بعد مرور 400 يوما علي تولي اوباما الحكم ..ومستقبل الاخوان المسلمين ودورهم السياسي وعلاقتهم بالنظام خلال الفترة المقبلة واسباب التوتر في العلاقات بين المسلميين والمسيحيين ؟.