- الإهدائات >> |
أجَلْ، إنَّ ذا يومٌ لمن يفتدي مصرا
فمصرُ هي المحرابُ والجنةُ الكبرى
نعم ... فقد حان الوقت لكي نبحث عن أمة قد غابت .. وعن بلد عظيم قد غُيِّب بفعل فاعل..
وآن الأوان لكي نقرأ الواقع المخيف الذي وصلت إليه أم الدنيا.. ونبحث عن هويتنا المصرية التي طالما كانت لنا فخرا وسببا في المِراس والريادة.
**************
(مقدمة)
"فين مصر يا أستاذ فاروق؟"
سؤال طرحه أحد الأشقاء العرب مؤخرا على الشاعر فاروق جويدة في مؤتمر أو ندوة أدبية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
ومع كل ما يحمله هذا السؤال من أسى وحسرة على أيام قد مضت، وعلى أجيال من المصريين كانت فخرا لكل عربي في شتى أوجه الحياة،
إلا أنه أبرز العديد من التساؤلات.
حقا كما سُئل جويدة: أين مصر؟
أين أم كلثوم وشوقي والباز وعباس العقاد ومحمد صديق المنشاوي؟
أين جاد الحق وعبد الحليم محمود والشعراوي وعلماء الأزهر المعتدلين الوسطيين؟
أين العيش الودود بين المسلمين والمسيحيين؟
أين قبول الآخر ونبذ التعصب لدين أو ملة أو طائفة أو فكر أو حتى لفريق لكرة القدم؟
أين الرضا بالقضاء؟
وأين روح التحدي التي صنع بها المصريون من بلادهم مقبرة للغزاة؟
أين النيل العظيم؟ وأين ماءه العذب الذي كان سببا في حياتنا؟
كانت مصر الحديثة مضربا للمثل في الوسطية وفي الإبداع والعمل الدؤوب وفي ملاحقة ركب الحضارة
وكانت منارا للعلوم والثقافة والتدين. كانت بلدا حرة رغم الاحتلال وفساد الحكم .. وكانت بلدا غنيا بأبنائه رغم الفقر.
كان المصريون يعيشون مسلمون ومسيحيون بل ويهود .. متحابين تجمعهم وحدة الوطن والانتماء، فلم يقتتلوا أو يتحاربوا بسبب اختلاف الدين.
وكانوا مثالا يحتذى لتعايش أصحاب الأصول المختلفة بمحبة وصفاء.
فكانت مصر مهجرا للأوروبيين ورعايا الدول الكبرى الذين يأتون إليها من إيطاليا واليونان وإسبانيا وغيرها للعمل فيها،
فعاش فيها هؤلاء كأبنائها دون أن يعانوا تعصبا من أهلها أو شعورا بالغربة.
احتضنت مصر أبناءها ومعها هؤلاء .. ولكلٍّ طبائعه وعاداته، فتجاوروا في سلام ووئام ومحبة.
كانت المساجد ملأى بالمصلين في أوقات الصلوات الخمس،
وكان رمضان يأتي على مصر وكأنه لا يأتي إلا من أجلها.
روحانيات رائعة تغمر القاصي والداني وقرآن يُتلى ورجال ونساءٌ يقومون الليل ويدعون بالخير لكل الدنيا
متزامنة كل هذه الأشياء مع فوازير رمضان والمسلسلات والمرح .. دون أن يستمع أحد لمَن يجعر ويصرخ: أيها الفاسقون التليفزيون حرام !
عرف الناس دينهم. فمارسوه بصدق وشفافية وبلا أغراض بل خالصا لوجه الله، فبارك الله لهم وارتاح بالـُهم وصَفَتْ سرائرهم
وعرفوا دنياهم فاجتهدوا. طلبوا العلم التجريبي كما يطلبون علوم الدين.
حفظوا كتاب الله فحفظهم، وحصَّلوا العلوم فنبغوا.
صلوا الفرض وأدوا الزكاة وصاموا رمضان وحَجوا البيت، وشهدوا بحق ألاّ إله إلا الله.
وكذلك، أنشدوا وغنوا ونظموا الشعر.
انكبّوا على الأبحاث العلمية ودرسوا وتتلمذوا على أيدي عباقرة من شتى بقاع الأرض.
صنعوا السينما وكانوا روادا لها. وألفوا الكتب الخالدة،
فتفوقوا على أنفسهم في الأدب والعلم والفنون.
نبغوا في علم الحديث وفي تفسير القرآن، ولم يُكفروا أحدا بجهالة ولم يرموا أحدا بالانحراف وسوء العقيدة.
احتضنوا أشقاءهم من المحيط إلى الخليج. أحبُّوهم فبادلهم الأخوة حبا بحب، فصارت مصر لهم هي الدنيا وما فيها.
رضوا بقليلهم، فبارك الله لهم فيه. وقاتلوا المعتدين فقط، دون غيرهم، فنصرهم الله.
أتقنوا العمل ففازوا. وتحابوا فرَضيَ الله عنهم.
نبذوا الفتن .. واجتازوا المحن .. وكانوا يضحكون إذا اشتدت ويلات الزمن ..
طلبوا العلم .. وسجدوا لله شكرا على نعمائه .. وكتبوا الأشعار وغنوا قائلين:
نحن نجتازُ موقفا تعثرُ الآراءُ فيه .. وعثرةُ الرأي تُردي
فقِفوا فيه وقفة الحزم وارمُوا جانبيه .. بعزمةِ المستعدِّ
نعم .. هؤلاء هم المصريون..
وكيف لا؟
وقد عاش قبلهم في هذه الأرض فراعنة ما زالتْ علومهم تبهر العالم بأسره حتى اليوم،
ولم يتسنَّ للعالم أجمع إدراك ما انطوت عليه البرديات أو ما كُتِب على الأحجار.
وعاش قبلهم فيها صالحون من السلف الصالح علموا أهلها الدين الحق. كالشافعي وغيره من أئمة المسلمين.
كانوا يتناصحون بحب ومودة .. وكانوا يدعون إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
كانوا يحبون البساطة لا التعقيد.
وكانوا معتدلين ينبذون التشدد والتعصب.
كانوا يحبون مصر
ويبذلون من أجلها ومن أجل رفعتها المال والعمر والنفس
يدافعون عن هويتهم ويفخرون بأنهم أبناء النيل
حَكمهم طغاة وجبابرة
وعاشوا تحت وطأة الاحتلال سنوات وسنوات ..
ولم يجعلهم ذلك ينسلخون من حب مصر والذود عنها وعن هويتها.
سعوا إلى لقمة العيش بكد وتعب... وعانوا الفقر والجوع كثيرا
ولم يجعلهم ذلك يكرهون بلادهم ويتعاملون مع هويتها وانتمائهم لها بلا مبالاة ويأس وضجر لمجرد أنهم فقراء.
لم ينساقوا وراء فكر دخيل أو صوت يناديهم بأن يكُفُّوا عما يفعلون.
نبذوا الحرب .. ودعوا إلى السلام.. ورفضوا التشدد .. ولم تعطل مسيرتهم اتهامات بالعلمنة أو الليبرالية أو الانحلال أو العمالة والخيانة.
لم يكرهوا بلدهم لأن فيها كاباريهات وخمارات
بل أحبوها لأن فيها مساجد وكنائس وحسن معاملة.
ولم يستمعوا لمن ينتقد مصر لأن بها أفلاما خليعة وسينما كافرة ..
لعلمهم بأنه من يفعل ذلك فإنما يفعله لأنه يتمنى أن يكون في بلده دارا واحدة للسينما.
أو يكون من أبناء جلدته يوسف وهبي أو فاتن حمامة أو سعاد حسني أو فطين عبد الوهاب أو بديع خيري أو اسماعيل ياسين.
لم يستسلموا لمن جاءهم يرتدي لباس التقوى صارخا:
هبوا أيها المصريون وارفضوا الانحلال والعلمانية وثوروا على الحكومة الكافرة التي تقتلكم وتجوعكم.
بل حافـَظوا على هويتهم وافتخروا بها ..
وعلموا أن بعضهم لا يعجبه تلك التعددية والوسطية التي تجمع بين صلاح الأمر والدين وبين العمل والإبداع والتفوق والخلق الحسن.
لم يستسلموا بالوقوع بين مطرقة التشدد الديني وسندان الانحلال الخلقي..
ولم يقعوا في حيرة الاختيار الصعب بين الدنيا والآخرة.
فعملوا لدنياهم كأنهم يعيشون أبدا، وعملوا لآخرتهم كأنهم يموتون غدا.
لم ينسوا نصيبهم من الدنيا .. ولم يفرطوا في تعاليم دينهم الحنيف الذي يأمر بالوسطية واعتصام الجمع بحبل الله وعدم التفرق.
لم يتعارض إبداعهم الفني والأدبي وحبهم للغناء الراقي والسينما المبهرة الهادفة والأدب والشعر، مع تمسكهم بتعاليم الدين واتخاذها أسلوب حياة لهم.
كانوا أمة وسطا .. فعاشوا في سلام وهدوء .. ورضَوا بحالهم .. فشعروا بالاستغناء في عز الفقر .
أطلقوا العنان للفكر المتحضر .. والعمل والإنتاج .. وحب الحياة والتمسك بالأمل في غد أفضل ؛
فصارت بهم مصر في طليعة الأمم.
ثم ماذا حدث؟
كلنا يعرف ماذا حدث
وما وصلنا اليه
دعونا نتعرى تمام لنصل الى الحقيقه والى حل لهذا الوضع
دعونا نتحور عسى ان نلتقى فى نقطة منها نصلح الاخطاء
منقول
شكرااااااااااااااااااااا ياميسى على الموضوع وفعلا كلنا لازم ندور على مصر جوانا
التعديل الأخير تم بواسطة M@GO ; 09-07-2008 الساعة 02:58 PM
شكرا ميسى ع النقل
بس كل حاجة جميلة " كان" فى الماضى ومعظم وليس الكل السيء فى الحاضر
وانا بقرا الموضوع جات فى بالى اغنية مش فاكره بتاعت مين بس هى بتقول (قول للزمان ارجع يازمان)
مش عارفه ليه جت فى بالى بس بتهيألى هى ماشية كويس اوى مع التوبيك...
وربنا يسهل ونقدر نرجع زمان...او على الاقل نحاول تقلده...
ميرسى ليكى ياميسى على التوبيك
وانا بقرا الموضوع جات فى بالى اغنية مش فاكره بتاعت مين بس هى بتقول (قول للزمان ارجع يازمان)
مش عارفه ليه جت فى بالى بس بتهيألى هى ماشية كويس اوى مع التوبيك...
وربنا يسهل ونقدر نرجع زمان...او على الاقل نحاول تقلده...
ميرسى ليكى ياميسى على التوبيك
شكرا يا ميسى على الموضوع
وربنا يخليك لمصر
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)