- الإهدائات >> |
يشكو كثير من الناس من ضيق أرزاقهم وقلة دخلهم، وربما إفلاسهم فجأة في بعض الأحيان، ويعزون هذا إلى ما يطلق عليه (سحر تعطيل ال)، وعلى عكس هذا يصنع البعض ما يطلق عليه (سحر جلب ال)، وهذين النوع من السحر يثيران فتنة لدى معظم الناس، وخطورته تكمن في تأثيره على عقيدة البسطاء، فمن الثابت أن ال بيد الله وحده، ولا أحد يستطيع أن يمنع أحد أو يجلب له لم يكتبه الله له، قال تعالى: (وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) [النحل: 71]، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [العنكبوت: 17]، قال تعالى: (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) [الملك: 21].
إن ال مقدر عند الله تعالى، فتارة يبسطه وتارة يضيقه، والبعض يحصل ال بعمل ، والبعض الآخر يحصله بعمل محرم، أو بعمل مشبوه، فلو حصل ه بعمل أو بعمل محرم لأتاه ه غير منقوص، والحساب عند الله يوم القيامة كل حسب وسيلة تحصيل ال، فمن حصله من حله كان خيرًا له، ومن حصله من حرام كان شرًا عليه، قال تعالى: (فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) [الفجر: 15: 16]، إذًا فال لا يأتي على وتيرة واحدة، فتارة يزيد وتارة ينقص، وعليه فقد جعل الله لزيادة ال ونقصانه أسبابًا، فقد يحرم العبد ال بالذنب يصيبه فيصير بحاجة للاستغفار لإدرار ال، قال تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) [هود: 52]، ولكن قد يقدر الله تعطيل شخص ما، فيكون السحر سبب في تعطيل ال، لقوله تعالى: (وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ) [البقرة: 102]، ولا يستطيع أحد منع ال عن أحد، وإلا فلو منع ال عن مخلوق ما لمات من حينه، فالأنفاس والحياة ، والذكاء والعلم ، ولكن هذا النوع من السحر يكون سببًا في وقوع قدر الله بضيق فلان وليس منعه، فلنتنبه إلى هذا المعنى الدقيق، لإدراك هذا الفارق الجوهري.
هذا ما أعلم والله تعالى أعلى وأعلم
تمام
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)