- الإهدائات >> |
منذ بضع سنوات وفقني الله إلي زيجة صالحة ، فزوجي ولله الحمد خلق قويم سوي الشخصية ، كريم الطبع ، باسم الوجه وقد بدأت حياتنا حلوة ندية ولا يعكر صفوها كدر .. ولكن سرعان ما تبدل الحال ..وقرن في بيوتكن
منقول لاهميتهوالكلام ليس عن لسانى
وتدخلت الكآبة والسأم لتأخذ مكانها البارز في بيتنا الدافئ .. لم أكن أنا السبب ، بل هو الذي أخذ يكثر من الخروج من البيت حتى أصبح بيتنا بالنسبة له محطة استراحة ، وأصبح شديد الحرص علي قضاء أوقات راحته وفراغه خارج المنزل إلا في حالات نادرة واعتراني السأم ولفني الحزن ، وعزفت عن الابتسام .. وأخيراً أصبحت أنافسه في هوايته .
تلك كانت كلمات خفيفة همست بها زوجة بتردد يصاحبه انكسار وألم .. ربما لا يعني هذا أمراً جللاً وخطباً عظيماً ، فالمشاكل والآلام التي تفوقه كثيرة لكن لو أمعنا النظر لوجدناه يستحق البحث والدراسة ، فليس هيناً افتقاد البيت لرجل يحمل بين أضلعه قلباً بالمحبة والمشاركة الحقة ، وليس مبهجاً تحمل المرأة للحياة حلوها ومرها .. وحيدة تائهة ، تقف مشاركة زوجها لها عند حد الاستماع لشريط أحداث اليوم وانفعالاته دون التجارب الصادق بسبب تأخر الوقت مساءً والإرهاق الذي يعتريه من خروج النهار .
إن حياة من هذا النوع تصيب المرأة بالخذلان وتشتت الفكر ، فيضعف الإنتاج أو يتوقف حتى لا يعود همها إلا إدارة حياة أسرتها اليومية كيفما كان .. لنَعُد إلي ما قبل النتيجة وننظر إلي المشكلة بعيون نساء تتساقط بينهن الحواجز ، ونبحث عن السبب بصدق وعزم جارف مُلِح علي العودة بالرجل إلي بيته بمحبة وشوق .
وحتى لا نكون ممن يلقي بأخطائه علي سواه ، نبحث عن السبب في ذات المرأة فنقول : أختي الزوجة المحبة .. أنت تبكين من إعراض زوجك عن بيته حتى أصبح هاجسك أنه لا يحب بيته .. هل أحببِتِه أنتِ أولاً ؟ هل تحبين بيتك حقاً ؟
لا تحسبي أختي أن بقاءك في منزلك مقترن ببقائه ، فإن خرج تبعتِه ، بل المرأة المُحبة لبيتها هي الملازمة له وقرن في بيوتكن تقضي السويعات في الاستعداد الجسدي والنفسي لصاحب البيت ، لا تكل ولا تمل مع الأيام محتسبة قرارها وصبرها قُربة لله ، أما إذا عاد الزوج ووجدها قد عادت لتوّها من الخارج فإنه ينظر إلي وجه قد أذبله جهد الخروج ولن يجد صدراً يتحمل إجهاده هو .. فينفر ..
إن خروج زوجك لا يبرر لك الخروج .. فالأصل خروجه والأصل بقاؤك .. إن التقيت معه في جلسة هادئة ما هي الأحاديث التي تدور بينكما ؟
حاولي أن تكوني صادقة مع نفسك هل يتعدى حديثك معه : لقد بهت لون السجاد ، كم هي سليطة اللسان هذه الخادمة ، أختي ستسافر هذا العام إلي .. منذ زمن لم نخرج إلي البحر ، للأسف إنك لا تحسن انتقاء أصدقائك ، لقد كثر الأطفال وكثرت احتياجاتهم ، كم أشتاق إلي أخي ، لماذا لا تحترم مشاعري ، طفل شقيقتك مزعج .. تمعني في نوعية أحاديثك ، إنها تدور في حلقة المشاريع المرهقة والطلبات والانتقاص منه ، والتذمر من أهله والمطالبة بمزيد من الحقوق ، أكل هذه الأحاديث المنفرة المملة الغارقة بعدم محبتك لبيتك ثم تطالبينه بمحبة البيت ؟
إليك هذا العلاج ، وابدئيه من اليوم .. ما رأيك باستبدال تلك الأحاديث بأحاديث مشتركة ومناقشات مثمرة تنصب علي اهتماماته هو بالدرجة الأولي ، حاولي وكرري المحاولة فالأمر يحتاج إلي تربية منك لنفسك ..
زوجك هذا الذي تشتكين من انصرافه عن بيته .. هل يجد هذا البيت معداً لاستقباله فعلاً ؟ لا أعني التنسيق والنظافة وطيب الرائحة علي أهميتها ، إنما أعني صاحبة البيت ذاتها هل تهيئ الهدوء وتهتم بالنفس فترتب أمر الصغار وتشطب المشاكل وتلغي المحادثات الهاتفية فور عودته ؟
هل تحسني أختي من الابتسام ومن ملاحقته بالطلبات والخدمة المتفانية المخلصة ؟
هل يعتريك الخجل والندم عندما يلمح منك تثاقلاً في إحضار ماء يشربه من يدك ؟
هل توكلين هذه المهمة لأحد صغارك ؟
هل تتوقعين منه الراحة في منزل يحسب نفسه فيه ضيفاً ثقيلاً ويشاركه فيه دائماً ضيوفك الذين يستقبلهم صباح مساء ؟ فأنت كريمة تفتحين أبواب بيتك وقلبك للجميع إلا هو الذي يجد أبواب قلبك دائماً موصدة فيدلف إلي غرفته ، وربما يغلبه النعاس وأنت لم تنته بعد من توديع آخر الضيوف الكرام الذين يعاودون الزيارة تلو الزيارة ، فلهن أحسن الكلام وأطيب الطعام وأجمل الثياب ، أما هو فله ما تجود به نفسك ويتبقى من وقتك .
معذرة أختي إن كان في الحديث قسوة ولكنها قسوة أخٍ ناصحٍ محب .. راجعي حساباتك وابحثي عن السبب الحقيقي في هروب زوجك من بيته .
وأخيراً أحبي بيتك يحبهُ هو .. وفقك الله .
وأخيراً أحبي بيتك يحبهُ هو .. وفقك الله .
الله يسعدك يارب ويسعد كل المسلمين:ور:
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)