- الإهدائات >> |
لا شك أن حقيقة كونك ولدت امرأة تضعك في مواقف كثيرة لا تُحسدي عليها خصوصا في منطقة من العالم غير إستراتيجيّة نسبيا
في ما يتعلق بحقوقك العامة والخاصة في كثير من الأحيان، لكن
وبغض النظر عن المواقع الجغرافيّة فهناك تجارب مشتركة بين جميع نساء الكون تؤاخيهن في مصابهن.
فيكفي مثلا أن يُفتح موضوع الحمل والمخاض في جلسة نسائيّة مهما اختلفت تركيبتها، لتسمعي تفاصيل تعتقدين لوهلة أنها تروي تفاصيل إصابة في معركة ترتجف من هولها الأبدان غير المجرّبة، أو أن تذكر إحداهن حماقة ارتكبها زوجها لينهال شلال من القصص المشابهة التي تبدو أقرب إلى مغامرات الأطفال منها إلى تصرفات الرجال وهكذا.
ومع فرضيّة أننا نتحدث عن امرأة اليوم التي لن تحمل وتضع أكثر من ثلاث إلى أربع مرّات في حياتها، وعلى تقدير أن زوجها لن يرتكب أكثر من عشرين حماقة في حياته الزوجيّة تستحق أن تُذكر، فلماذا تحتل هذه القصص مساحة أكبر من قصص التحرش التي نتعرض لها نحن النساء ونحن في الشارع مثلاً؟
نعم، التحرش الجنسيّ أو بتعبير ألطف المعاكسات، من أكثر المواقف حدوثاّ للمرأة في حياتها، مهما كان عمرها أو شكلها أو لباسها أو جنسيّتها أو البلد الذي هي فيه. فمن منا لم تطالها أصوات أو نظرات أو صفارات قطعان الذكور الشاردة؟ ومن منا لم تستشيط غضبا وهي تكظم غيظها من تعليقات تُقذف صوبها وتقتحم مساحتها الشخصيّة من سيارة عابرة؟ مع ذلك ومراعاة لبروتوكول المعاكسات الدوليّ نستمر في طريقنا ونتجاهل مطلقي التعليقات كأن شيئا لم يكن حتى لا نعطّل مجرى حياتنا أو ربما لكي لا نشبع غرور المعاكسين أو تجنباً للفضائح مع أننا الطرف الضحية!
وحتى أقرّب لكم الصورة أكثر سأستشهد بالمثال المصريّ؛ حيث إننا نفتقر لأرقام حقيقيّة عن واقع المعاكسات في الشارع الأردنيّ، فقد أظهرت دراسة للمركز المصريّ لحقوق المرأة أجريت العام الماضي أن 83% من النساء المصريات و98% من الأجنبيات قد تعرضن للتحرش في الشارع أو في وسائط النقل العامة هناك، حيث اعترف ما يقارب 63% من الرجال أنهم قاموا بمعاكسة نساء في حياتهن مع العلم بأن هؤلاء الرجال لم تختلف رغبتهن في التحرش بالنساء مهما اختلفت طبيعة لباسهن.
بالمقابل، لم تتقدم سوى 2,4 % من النساء بالشكوى للشرطة لأن الغالبية لا تعتقدن أن هناك جدوى من ذلك أو لأن المسؤولين يسخرون من المتقدمة بالشكوى!
المفارقة أننا نعيش في مجتمع محافظ إلى درجة القتل عند التعدي على شرفه، لكن على ما يبدو أن تقديرنا للأنثى ما زال محصوراً في مقولة: إنها شيطان نستعيذ من شرّه ونتلمس أسباب التقرب إليه.
ومع هذا، أدرك أنني أتكلم من موقع مريح بعض الشيء عن واقع نسائيّ ليس بسوء واقع مراهقات يتزوجن ويطلقن قبل أن يبلغن العشرين! فمن يتحمل مسؤوليّة تزويج هؤلاء الأطفال؟ وإلى من سيلجأن بعد أن سُلبن حياتهن قبل أن تبدأ؟
منقول
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)