آثار إعلان الرئيس الفلسطينى "أبو مازن" بأنه لا يرغب فى الترشح فى انتخابات الرئاسة التى دعا لإجرائها فى 24 يناير 2010 ، ردود فعل واسعة وذلك فى ظل تعبيره عن خيبة أمله من "محاباة" واشنطن لإسرائيل فيما يتعلق باستئناف عملية السلام دون وقف الاستيطان فى الأراضى المحتلة .وقال مساعدون للرئيس الفلسطينى - تعليقا على قراراه - إنه شعر بالإحباط عندما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن عرض إسرائيل بتقييد الأنشطة الاستيطانية "غير مسبوق" وطالبت عباس باستئناف محادثات السلام دون المطالبة بالمزيد.
وبالرغم من ذلك ، يقول المراقبون والمحللون السياسيون، إن عباس مازال يرى أنه من الممكن التوصل إلى سلام مع إسرائيل ، إذا ضغطت القوى الكبرى عليها كى تقبل قيام دولة فلسطينية على الأراضى التى احتلتها فى حرب عام 1967 وتكون القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة.
وقد جددت اللجنة المركزية لحركة فتح - فى بيان لها - تمسكها بأبو مازن الذى يظل مرشحها الوحيد للرئاسة، وأوضحت الحركة "أن أبو مازن هو القادر الوحيد على العبور بشعبنا فى هذه المرحلة بثوابتنا الوطنية لاستكمال مشروعنا الوطنى بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس"، وقالت "تلتف من حوله بقوة خاصة فى هذه المرحلة المفصلية التى تمر بها القضية الفلسطينية" .
وعقدت الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية اجتماعا طارئا فى مقر حزب الشعب، تدارست فيه إعلان محمود عباس "أبو مازن" بأنه لا يرغب فى الترشح فى انتخابات الرئاسة وتداعياته، وتبنت موقف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير .
وتعليقا على بعض الآراء التى تقول إن الرئيس عباس يناور بهذا القرار ، أكد صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية أن عباس لا يناور ولا يساوم وما دفعه إلى هذا القرار هو لحظة صدق حقيقية وأن قراره غير مسبوق فى تاريخ صناع القرار العرب ، وأنه لا يستطيع توقع الخيارات الآن ، لكنى لا أستثنى أى خيار والرئيس ترك كل الخيارات (لم يحدد أيا منها) مفتوحة .
وفسر عريقات المقرب من أبو مازن وخلفه فى رئاسة دائرة المفاوضات، أسباب قرار أبو مازن بقوله "بعد 18 سنة من التفاوض وجد الرئيس نفسه لا يزال يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان ورفع الحواجز ووقف الإجراءات الأحادية فى القدس المحتلة والتراجع الأمريكى فى موضوع وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات واستمرار انقلاب حماس الذى ظل الأمريكيون والإسرائيليون يستخدمونه كسيف مسلط على رقابنا فى كل لقاء واجتماع".
وأوضح حسام خضر أحد أبرز قادة فتح فى مدينة نابلس والنائب السابق "إذا أصر عباس على عدم خوض انتخابات الرئاسة فهذا يعنى فشل نهج السلام وسيشكل صفعة لكل مروجى عقيدة السلام، باعتبار أبو مازن هو رائدها الأساسى منذ أكثر من 30 سنة مما قد يؤدى إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة تحرق حسب رأيه الأخضر واليابس، وتدفع الشعب الفلسطيني للجوء إلى المقاومة كأقصر الطرق لتحقيق الحرية والسيادة والاستقلال.

والسؤال الذى يطرح نفسه على الساحة الدولية الآن.. إذا أصر الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" على عدم خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة من سيكون الرئيس القادم؟ .

والشخصيات التى من المرجح أن ترشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية فى حالة عدم ترشح عباس لانتخابات الرئاسة هى ، مروان البرغوثى (52) عاما زعيم تنظيم فتح فى الضفة الغربية وأمين سر فتح سابقا، والذى يقضى أربعة مؤبدات متراكمة فى السجن الإسرائيلى ، ويعتبر زعيما شابا، ديناميا وشعبيا ولكن دون تجربة فى الحكم .
والشخصية الثانية ، هى محمد دحلان - 53 عاما- من زعماء فتح فى غزة، اعتبر فى الماضى أحد "فتيان ياسر عرفات" ، عمل رئيسا للأمن الوقائى فى غزة وشارك فى المفاوضات بين السلطة وإسرائيل ويتكلم العبرية.
والشخصية الثالية أبوماهر غنيم - 72 عاما- عضو اللجنة المركزية لفتح ومن قدامى الحركة، رفض العودة إلى المناطق لرفضه إتفاقية أوسلو، وعاد إلى الضفة هذا العام فقط، قبل نحو سنة ونصف انتخب ليكون رقم 2 لأبومازن ، لكنه لم ينجح فى البروز كزعيم .
وهناك ناصر القدوة - 60 عاما- من كبار فتح ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات ، وجبريل الرجوب - 56 عاما- من كبار فتح وقضى فى السجن الإسرائيلى 17 سنة ويتكلم العبرية بطلاقة، ويعتبر ذات قوة ونفوذ كبيرين فى الميدان بفضل منصبه كرئيس اتحاد الرياضة الفلسطينية، وكان فى الماضى رئيس جهاز الأمن الوقائى الفلسطينى، ونبيل شعث - 70 عاما- من كبار فتح، من مواليد صفد، مهندس فى مهنته، عمل كل حياته فى النشاط السياسى فى فتح وعمل على مدى فترة طويلة كرئيس الفريق الفلسطينى لمحادثات المفاوضات مع إسرائيل.
















مصدر الخبر:مصراوى