خطاب مبارك اعلان افلاس للنظام ويصلح أفضل خطاب للوداع!!

**Hot Ice** · 03-05-2008 04:39 AM

التاريخ: 01/05/2008
بقلم – مجدى أحمد حسين
حزب العمل المصري

غلاظة الجلد بل انعدام الاحساس هو الذى مكن مبارك من حضور احتفال عيد العمال والقاء هذا الخطاب الصفيق والوقح ، متصورا أنه أمام أزمة وتعدى ولم يفكر انه أقرب الى القبر منه الى الاستمرار فى الحكم حتى بحكم السن ولكنه لايفكر الا فى العاجلة.

الشخص الذى كتب له هذا الخطاب التافه كان يمكن أن يكتب له الاستقالة بمنتهى السهولة وبدون كل هذا القدر من الأكاذيب ، ولكن الله سبحانه وتعالى يريد له عذاب الدنيا قبل الآخرة بأن يصبح مضغة فى الافواه ومحطا للعنات ودعوات 80 مليون مصرى وكأن الأقدار تهيىء له نهاية سيئة تليق بجرائمه فى حق الشعب .

لايوجد فى الخطاب ولايستهدف الخطاب الا حكاية العلاوة والتى أصبحت 30 % . ولنلحظ أولا أننا أمام حاكم للبلاد منذ 32 سنة : 5 سنوات كنائب لرئيس الجمهورية و27 سنة كرئيس للجمهورية . وبعد كل هذا العمر يطمئننا بأنه يتابع ( على مدار الساعة !!) طوابير الخبز( أثناء خطاب مبارك كانت المعارك مندلعة فى ميت غمر حول أحد الأفران بينما أصيبت امرأة بكسر فى قدمها بمحلة دمنة وهى تجاهد فى معارك الخبز) ولكن عزاء الأمة أن مبارك يتابع على مدار الساعة هذه الطوابير ربما من خلال تصوير فيديو مباشر من أمام الأفران يصب فى شاشات بمقر الرئاسة ( أقصد فندق موفينبك لصاحبه حسين سالم ) ولعل هذا البث قد أوضح للحاكم سقوط 53 قتيل ومئات الجرحى حتى الآن فى معارك الخبز ، ولعل هذا البث قد نقل له أغرب هتاف فى التاريخ ربما لايتناسب مع شعب له 10 لآلاف سنة حضارة ( بالروح بالدم نفديك يا دقيق !!).

تخيل رئيس أكبر دولة عربية وواحدة من أكبرالدول الاسلامية يجلس فى غرفة عمليات يتابع على مدار الساعة ما يجرى فى الأفران منذ شهرين . وأذكر أن زعيما لم يكن يمتلك حكمة كحكمة مبارك اسمه نهرو كان يحكم الهند وكانت لديه غرفة عمليات مماثلة ولكنها كانت غرفة عمليات لمتابعة التطور والتقدم فى مجال البحث العلمى حتى يتمكن من التدخل فى الوقت المناسب لحل مشكلة هذا الفرع او ذاك وتوفير التمويل لهذا البحث أو ذاك .. والفارق بين الغرفتين أن غرفة عمليات نهرو أدت بالهند فى النهاية لتقترب من مصاف الدول العظمى وتنتج الصواريخ والأقمار الصناعية والكمبيوتر ومكوناته والقنابل النووية وتعد برامج جدية لغزو القمر ثم المريخ ! أما غرفة مبارك لمتابعة طوابير الخبز فهى الغرفة التى تقود مصر العظيمة الى التسول على أبواب الدول العظمى للحصول على بعض الفتات مقابل الشرف والكرامة والاستقلال وكل هذ ه الشعارات المتخلفة من زمن العهد الشمولى أو من أفكار التطرف الاسلامى المعاصر.

والحقيقة فان مصر دخلت على يد حسنى مبارك الى هذه الغرفة المشئومة منذ وطأت قدماه قصور الرئاسة وليس الآن بسبب أزمة الخبز . و لكن الأمور تطورت على يد هذا الرويبضة ( التافه يتحدث فى شئون العامة ) لتصبح واحدة من أكثر دول العالم تخلفا ومديونية وفسادا ، حتى أصبحنا فرجةالعالم : المصريون يقتلون بعضهم بعضا حول كسرة خبز !

وتصبح الصورة أكثر قتامة عندما تدرك أنه كذاب بطبيعة الحال وأنه لايمكنه أن يتابع طوابير الخبز على مدار الساعة بحالته الصحية وفى هذا السن . كما أن حل المشكلة ليس فى متابعة مايجرى فى الطوابيرفما هذا الا مظهر الأزمة.

ولكن دعونا نعود الى أكبر علاوة فى التاريخ لندرك حجم الافلاس الذى وصل اليه النظام و أوصل مصر اليه.
تقول الاهرام وهى الصحيفة الرسمية اليوم الخميس وكان المانشيت الأحمر العريض (أكبر زيادة للأجور فى تاريخ مصر ) وتقول تحت هذا العنوان الرهيب ان العلاوة الجديدة ستصل قيمتها لموظفى الدرجة الثالثة 32 جنيه و 40 قرشا أى أن موظفى الدرجة الثالثة لن يتمكنوا من شراء كيلو لحم واحد اضافى فى الشهر اذا كانوا مايزالون أصلا من أكلة اللحوم !!وتبشر الاهرام وكلاء الوزارة بان العلاوة لهم ستصل الى 201 جنيه ، ونعرف أن وكلاء الوزارة اقل الناس احتياجا للعلاوة بسبب المزايا العينية التى يتمتعون بها والمكافآت المنظورة وغير المنظورة !! هذا ما جاء فى الاهرام الرسمية بتاعة أسامة سرايا والناطقة بلسان عهد مبارك !!

فماذا قالت الصحف الأخرى . قالت الدستور المعارضة كلاما أفضل من الاهرام فقالت ان العلاوة ستترواح بين 50 و90 جنيه . وان صح ذلك فتكون العلاوة اكثر قليلا من كيلولحمة.

ولكن الدستور أشارت لزيادة الاسعار بالنسبة للسلع الأساسية فى الفترة الخيرة بنسبة 150% وبالتالى فان الزيادة 30% لاتصنع شيئا خاصة انها على المرتب الاساسى .

صحيفة البديل ذكرتنا بأن الحاكم الهمام تراجع عن فكرة رفع الحد الأدنى للأجور الى 600 جنيه وكان بعض السذج ومنهم أنا تصورت أنه سيعلن ذلك لامتصاص الغضب الشعبى . وبالتالى فقد ظل الحد الأدنى للأجور 105 جنيه وهناك من يقول بل هو 30 جنيه فحسب !!

أما الأرقام الكثر اتحافا فجاءت فى الوفد التى توصف بالمعارضة المعتدلة والتى قالت ان العلاوة تتراوح بين 10 جنيه و65 جنيه . وهذه المعلومات كافية لدفع الموظفين والعما ل الى الانتحار ولكننا نحذرهم فان الانتحار كفر ومقاومة الظلم من الايمان فاستعدوا لاضراب 4 مايو والتزموا بيوتكم أو اضربوا فى مكان العمل ( المصانع) وطالبوا بتحويل هذه العلاوة لجمال مبارك كى يحسن دخله لأن خديجة زوجته سربت لبعض وسائل الاعلام أنها تعانى من تضييق الانفاق عليها من زوجها الثرى واللاعب الأول فى البورصة والبائع الأول لديوان مصروالأول فى كافة المجالات الأقتصادية والرياضية.

هذا فيما يتعلق بالمستفيدين من العلاوة التاريخية الجبارة فماذا عن مساكين القطاع الخاص وهم الأغلبية والمستبعدين من قرار مبارك. وماذا عن ارتفاع الاسعار المتوقع من هذه العلاوة الميمونة ؟ وماذا عن ارتفاع أسعار المواد البترولية الذى أكده مبارك فى خطابه الميمون أيضا ؟؟!

فى خطاب مبارك كثير من المساخر على رأسها اعتراف رسمى بانهيار نظامنا التعليمى حيث دعا الشباب لالقاء الشهادات الدراسية فى مقالب القمامة والعمل فى تخصصات جديدة مع أنهم حصلوا على هذه الشهادات فى عهده الميمون ومع أن قرينته الجبارة سيدة مصر الأولى تشرف على تطوير التعليم منذ زمن!!

وهذا هو نص خطابه حول هذا الموضوع للذكرى والتاريخ :

( أقول لشبابنا إن العالم يتغير من حولنا وعلينا أن نواكب حركته‏,‏ باتت لسوق العمل متطلبات جديدة‏,‏ واحتياجات متزايدة للأيدي العاملة المؤهلة‏,‏ أقول لمن تخرج منهم منذ سنوات إننا لا نستطيع
التعامل مع تحديات اليوم وغدا بعقلية الماضي أقبلوا علي سوق العمل بتخصصاته واحتياجاته الجديدة والمطلوبة دون تردد أو خجل‏,‏ وامضوا في صنع مستقبلكم ومستقبل الوطن بعزم وثقة وفكر جديد‏).‏

لايستحق خطاب الزعيم مبارك أكثر من ذلك . دعونا من الهزل اذن ولنعد الى الجد . استعدوا ليوم 4 مايو ، الوقت الان أصبح ضيقا ، استخدموا التليفونات الارضية والمحمولة لاعلام من تبقى لايعلم . ليس لدى ما أضيفه على البرنامج المذكور فى البيان رقم 4 وهو مايزال فى ص1 على هذا الموقع . فالمطلوب الان التأكد من معرفة ماتبقى من جموع الشعب بموعد الاضراب . المهم اقناع من لم يقتنع بعد بالتزام المنزل عدا الاستثناءات المحدودة المذكورة فى بيان رقم 4. وليكن شعارنا تحويل المدن والشوارع الى مدن وشوارع مهجورة لايسير فيها الا الكلاب الضالة التى لم نأكلها بعد من عند الجزارين.

أقول للذين لا يدركون أهمية وتأثير الاضراب فى المنزل النقاط التالية :

1- ان استجابة الشعب للاضراب للمرة الثانية خلال شهر واحد يعنى أن الشعب أصبح على قلب رجل واحد وهذا حدث ربما لم يحدث منذ ثورة 1919 . وعندما يصبح الشعب كتلة واحدة ويتحرك معا فى

اتجاه واحد فهذا يعنى انه سيحقق أهدافه كلها باذن الله فى وقت قصير ، فلا يوجد أى نظام فى الدنيا مهما بلع جبروته يستطيع أن يهزم الشعب عندما يحزم الشعب أمره ويتحرك على قلب رجل واحد شريطة

توفر القيادة الرشيدة .
2- القيادة الشعبية بدأت تتبلور ليس فى شخص واحد ولا فى حزب واحد ، القيادة الشعبية بدأت تتبلور فى قيادة اضراب 6 ابريل ثم تتوسع وينضم اليها الاخوان رسميا فى اضراب 4 مايو . وما نسميه

حركة 6 ابريل ماهو فى جوهره الا هذا الائتلاف بين التيارات الاسلامية والقومية واليسارية والليبرالية والذى يدرس الآن اعلان وثيقة جبهوية عقب انتهاء اضراب 4 مايو بنجاح باذن الله . وتبلور هذا

البديل الشعبى الذى يفتح المجال فى مجلس الحكم الانتقالى لممثل عن كل من القوات المسلحة والكنيسة الارثوزكسية ، هذا البديل الشعبى ضرورة لضبط معادلة التغيير لأن حماس الشعب للتغيير مرتبط

باطمئنانه واقتناعه بالبديل حتى ولو كان مؤقتا . وقد شرحت من قبل حيثيات تمثيل الكنيسة فى المجلس الانتقالى الذى يستمر عاما واحدا . واليوم اشرح سبب اقتراح تمثيل القوات المسلحة . الحكومة الانتقالية أو مجلس الحكم الانتقالى سيحكم البلاد لمدة سنة فهل يمكن للقوات المسلحة أن تكون خارج الحكم أو خارج مجلس الوزراء المؤقت هذا، لا بطبيعة الحال وهذا ينطبق على أى دولة فما بالنا ونحن نتحدث عن مصر المجاورة لغزة والكيان الصهيونى . هذا بالاضافة للتقدير الشعبى والوطنى العام للقوات المسلحة التى رفضت دوما أن تصطدم بالشعب على خلاف الجيوش فى امريكا اللاتينية وبعض البلاد العربية والاسلامية . فقد رفض الجيش المصرى ضرب انتفاضة 1977 واشترطت الغاء قرارات رفع الأسعار قبل نزوله للشارع حتى تكون الناس قد هدأت واطمأنت ويشهد من شهد هذه الأحداث الروح الودية التى سادت بين الشعب والجيش حتى ان الجيش لم يحتج لاستخدام أى درجة من درجات القسر لضمان سريان حظر التجول . وقد تكرر هذا المشهد أيام تمرد الأمن المركزى فى عام 1986.وعلمت

مؤخرا أن الجيش رفض المشاركة فى قمع أهالى المحلة فى الاحداث الاخيرة ، والجيش أخيرا لاغنى عنه كمكون أساسى من مكونات أى حكم والأفضل تقنين هذا الدوروضبطه فى الدستور من خلال مجلس الأمن القومى وغيره من المؤسسات المختصة .
اذن تبلور القيادة البديلة من أهم عوامل النصر .

3- نجاح اضراب 4 مايو يبعث أكثر من رسالة : نحن لانسعى للعنف ولكن نسعى للتغيير السلمى – مبارك يحكمنا بالتزوير ولم ينتخبه أحد الا زمرة قليلة من المنافقين لاتصل الى 5 % من الشعب .

والتزام البيوت للمرة الثانية خلال شهر أكبر استفتاء على رفض مبارك . فاذا لم يرتدع هو وأجهزته أمام هذه الانذارات فليس أمامنا سوى اضراب ثالث بعد اسبوع مثلا . أو اضراب متصل . أو النزول للشارع فى مظاهرات مليونية عارمة لطرد سميك الجلد من قصر الرئاسة أيضا بوسائل سلمية .