مقتبس عن خطبة للدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد

رحمة الله تعالى وسعت كل شيء ، وأنه - جل جلاله - يقول فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، عن ربه سبحانه أنه قال :
" يا عبادي ، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " ( رواه مسلم في صحيحه ) .
= فيا من عرفت في شهر رمضان أن لك ربًا لطيفًا بعباده ، كيف نسيت ذلك بعد رمضان ؟
= ويا من حافظت على أداء الصلوات جماعةً في المساجد ، كيف تجاهلت ذلك بعد رحيل رمضان
= ويا من تركت المعاصي وهجرت الخطايا في شهر رمضان ، كيف تعود إليها بعد رمضان ؟
= ويا من تصدقت وبذلت ، وأطعمت وأسقيت في شهر رمضان ، كيف تغفل عن ذلك بعد نهاية رمضان ؟
= ويا من حافظت على تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان ، كيف تركت ذلك الخير عندما انتهى رمضان ؟
= ويا من وفقت إلى الصيام والقيام والدعاء والذكر في شهر رمضان ، كيف تُضيِّع ذلك كله وتتناساه بعد رمضان ؟
اخوتي : إن من الخُسران المبين أن يودع بعض الناس تلك الأعمال الصالحة بعد نهاية شهر رمضان وإن من الفهم الخاطئ لشعائر الإسلام أن يكون العمل بالطاعات في مواسم معينة ، وأن يكون الإقبال على العبادات محصورًا في أوقاتٍ مُحددة ، وهذا أمرٌ مخالف لتعاليم الدين ، ولا يتفق مع هدي سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
اللهم إني أسألُك وأتوجه إليك أن تنصر الإسلام وأن تعز المسلمين ، وأن تُعلي بفضلك كلمتي الحق والدين .
اللهم أعنا على ذكرك وشُكرك وحسن عبادتك .
اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا ، وفرج كروبنا ، وفك أسرنا ، وأرحم الله ضعفنا ، وأرفع مقتك وغضبك عنا .
اللهم أعد علينا شهر رمضان أعوامًا عديدة , وأزمنةً مديدة ، اللهم أعده علينا بصحة وعافية ، اللهم أعده على أمة الإسلام في كل مكان بالعز والنصر والتمكين والتأييد إنك سميع قريب مجيب الدعاء .
اللهم أنت الغني ونحن الفقراء ، فلا تحرمنا رحمتك وكرمك بما تراه وتعلمه من ذنوبنا تقصيرنا ، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أنزل علينا من خزائن السماء ، وأنبت لنا من بركات الأرض ، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا ، فأرسل السماء علينا مدرارا ، وأمددنا بأموالٍ وبنين ، واجعل لنا جناتٍ ، واجعل لنا أنهارا .