أهان الزمالك في الماضي فأعادوه علي حصان أبيض‏..‏ هاجم الفريق وتلاعب بإدارته وخدع جماهيره فصنعوا منه بطلا قادرا علي أداء دور المنقذ‏..‏ لم يحقق أي بطولة في تجربته الأولي وفجر العديد من الأزمات فقرروا الرهان عليه‏..‏ تخصص هروب من الأندية وانجازاته الحقيقية تعتمد علي إدارته للمنتخب ويعقدون عليه الأمل الكبير في الوصول بالفريق إلي منصة التتويج دون خوف من تذوق كأس الهروب مرة أخري‏..‏ الفرنسي هنري ميشيل المدير الفني الجديد لفريق الزمالك الذي يمثل عودته سقطة كبري لإدارة الزمالك‏.‏
ليس هنري ميشيل هو الرجل المناسب لقيادة الزمالك لا لقدراته الفنية كمدير فني بل لسلوكياته التي كانت ولاتزال محل جدل كبير سواء كان الهروب هو أسوأ ملامحها‏..‏ الزمالك استعان بمدير فني تخصص هروب من قيادة الفريق ووضع النادي في ورطة أخلاقية كبيرة في أحداث أخري بخلاف الهروب‏.‏
الهروب الأول لهنري ميشيل والأكثر ألما لجماهير نادي الزمالك يعد نقطة سوداء في مسيرة المدير الفني الفرنسي الجنسية وخطأ لا يغتفر ارتكبه من أعادوه مرة أخري لقيادة الفريق الأبيض‏.‏
سيناريو الهروب بدأ عندما تولي تدريب الزمالك في ديسمبر‏2006‏ بشكل فعلي وكان عقده ينص علي توليه المهمة لمدة‏6‏ أشهر يختتم بها موسم‏2007/2006‏ وفي فبراير‏2007‏ بدأ ممدوح عباس في التفاوض مع المدير الفرنسي من أجل تمديد تعاقده‏.‏
وشهدت مرحلة المفاوضات طلب ميشيل الحصول علي‏70‏ ألف يورو كراتب شهري وتخطي به ما كان يحصل عليه البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي بطل مصر وإفريقيا بالإضافة إلي وضع بند في العقد يسمح له بالانفراد التام بإدارة الفريق سواء إعداد القائمة أو تحديد هوية اللاعبين المستبعدين وكذلك الوجوه المنتظر ضمها‏.‏
ولم تكن هناك أي ملامح لرحيل هنري ميشيل بعد أن تمت الموافقة علي مطالبه المنصوص عليها في العقد بالإضافة إلي إقالة أيمن منصور من منصبي المدرب العام ومدير الكرة وعدم اسناد المنصبين لأي اسم زملكاوي وحصل هنري ميشيل من مجلس الإدارة علي صفقات من العيار الثقيل لتدعيم خط الدفاع بالكامل وضم محمود فتح الله وكريم ذكري وبشير التابعي وخالد سعد الأردني في صفقات تخطت قيمتها الـ‏12‏ مليون جنيه كما تم رفض احتراف عمرو زكي رأس الحربة في ذلك الوقت أيضا بناء علي طلب من المدير الفني‏.‏
وتصاعدت درجة تلبية الطلبات إلي حد الموافقة علي إقامة معسكر مغلق في فرنسا اختاره ميشيل بنفسه ورفض أن يكون هناك مسئول من مجلس الإدارة كرئيس للبعثة واعتبر نفسه رئيسا لبعثة الزمالك ووفقا لما يطلق علي مثل هذه الأحداث تم التعامل مع هنري ميشيل بمبدأ يأمر فيطاع‏.‏
وكان الجميع يتوقع عودة خيالية للزمالك من فرنسا بعد حصول الفريق علي فترة إعداد مثالية‏..‏ وفي ليلة العودة من فرنسا استدعي هنري ميشيل لاعبيه والجهاز المعاون وأبلغهم بقرار عدم الاستمرار في تدريب الفريق بداعي وجود خلافات تجمعه بمجلس الإدارة‏..‏ ووصل استهتار المدرب الفرنسي بعدم عودته مع الفريق رغم رئاسته للبعثة لابلاغ الإدارة بشكل رسمي بقرار عدم الاستمرار في تدريب الزمالك ووضع الفريق في ورطة خاصة أن قراره جاء قبل‏8‏ أيام فقط من انطلاق الموسم الكروي‏2008/2007‏
وهو ما حرم إدارة الزمالك من الفوز ببطولة الدوري الممتاز خاصة بعد إبرام صفقات سوبر وانفاق ملايين الجنيهات وتورط الفريق في استقدام مدير فني جديد يقود لاعبين لم يختارهم وأحدث هنري ميشيل فتنة كبري في علاقة ممدوح عباس بالجماهير واللاعبين بالجماهير أيضا بعد نشره أنباء تفيد بأن سبب رحيله من الزمالك هو رفض ممدوح عباس تنفيذ طلباته الخاصة بإبعاد حازم إمام كابتن الفريق وطارق السيد وعبدالحليم علي من القائمة بداعي عدم قناعته بجدوي استمرارهم في الملاعب وهو ما أحدث انشقاقا كبيرا ووضع كبار الزمالك في ورطة أمام الجماهير‏..‏ علما بأن الثلاثي كان قد جددوا تعاقداتهم مع الزمالك خلال وجود هنري ميشيل علي رأس الجهاز الفني في موسم‏2007/2006.‏
ولاية هنري ميشيل نفسها في موسم‏2007/2006‏ شهدت صراعات وأحداثا مؤسفة لا حصر لها وأساءت في المقام الأول لاسم الزمالك وكيانه كقلعة كبري‏..‏ المدير الفني الذي أجبر إدارة النادي علي استبعاد محمود سعد من منصب المدرب العام وكان مبرره وقتها أن سعد دائم الحديث مع اللاعبين وله تأثير ضخم عليهم لا يجب أن يكون متوافرا في وجوده كمدير فني‏..‏ ثم أقال بديله أيمن منصور من نفس المنصب دون جريمة سوي عدم اعترافه بوجود ما يسمي باسم المدرب العام ورفضه التعامل مع الإعلام عبر منصور بوصفه صاحب المنصب‏.‏
شخصية هنري ميشيل الصدامية هي التي تسببت في نشوب خلافات طاحنة بينه وبين عدد كبير من النجوم في مقدمتهم جمال حمزة وعمرو زكي وحازم إمام وأي لاعب اصطدم مع المدرب الفرنسي كان عقابه الأول هو الجلوس علي دكة البدلاء دون مراعاة لحاجة الفريق الفنية‏.‏
ما كشف عنه محمود سعد المدرب العام وقال‏:‏ أنا لا اختلف مع هنري ميشيل فنيا وأنا مسئول عن تنفيذ كل تعليماته وعدم تجاوزها داخل الملعب أو خارجه فنيا‏..‏ مشكلتي مع المدرب الفرنسي مشكلة أخلاقية في المقام الأول‏,‏ وستظل وجهة نظري في هنري ميشيل ثابتة وهي عدم صلاحيته للعمل في الزمالك‏.‏
وهاجم سعد بعد الإقالة المدرب الفرنسي بعنف وأكد أنه سعي طوال فترة وجوده لاحتواء أزمات لا حصر لها بينه وبين اللاعبين خاصة في تجاهل هنري ميشيل مباركة قرارات سعد الانضباطية من جهة وانقلابه علي أي لاعب يقترب من المدرب العام من جهة ثانية‏.‏
شهادة محمود سعد لم تظهر إلي النور وتلق الاهتمام سوي بعد واقعة الهروب المفاجئ للمدرب الفرنسي من قيادة الفريق مع نهاية فترة الإعداد وقبل انطلاق الموسم الكروي‏..‏ وهناك واقعة هروب أخري لهنري ميشيل في الزمالك‏,‏ وهناك من لا يعتبره هروبا علي اعتبار أن الرجل لم يكن يتولي المسئولية وهرب منها‏..‏ تفاصيل الهروب الثاني لهنري ميشيل جرت تفاصيله في ديسمبر العام الماضي عندما وافق علي عرض الدكتور محمد عامر رئيس النادي المعين وقتها علي تدريب الزمالك خلفا للألماني راينر هولمان‏.‏
في ذلك الوقت كان العرض يقضي بتنازل هنري ميشيل عن راتب شهرين‏..‏ بحيث يعمل خلالهما مجانا ثم تقاضي‏40‏ ألف يورو كراتب شهري خلال النصف الثاني لموسم‏2009/2008‏ ويرتفع الراتب الشهري إلي‏60‏ ألف يرور في الموسم الثاني في حال نجاحه في قيادة الفريق لاحتلال المركز الثاني في جدول الترتيب بالدوري الممتاز‏..‏ في المقابل رحب عامر بشروط المدرب الفرنسي في أن يختار جهازه المعاون بمعرفته والذي تقرر أن يضم أحمد عبدالله مديرا إداريا ومعتمد جمال مدربا مساعدا وأيمن طاهر مدرب حراس مرمي علي اعتبار أن الثلاثي عملوا معه ووجدوا في الفترة التالية لرحيله بالإضافة إلي استقدام إخصائي أحمال بدنية‏.‏
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عامر للإعلان عن تجديد عقد كابتن الزمالك عبدالواحد السيد حارس المرمي أعلن رئيس النادي عن اتفاقه مع هنري ميشيل وتحدث بثقة عن أن تنازل المدرب الفرنسي عن راتب شهرين هو خير اعتذار عن هروبه الأول من تدريب الفريق في صيف عام‏2007,‏ وأكد عامر للإعلام بثقة متناهية أن ثقته في هنري ميشيل كبيرة وأن علاقة طيبة تربطهما تعود إلي‏16‏ عاما وأذاع نبأ تفاوضه مع نفس المدرب عام‏1993‏ لتولي تدريب فريق الكرة وقت أن كان عضوا بمجلس إدارة النادي وقت رئاسة المستشار جلال إبراهيم للزمالك لكن المفاوضات لم تكتمل بسبب تعاقد حمادة إمام وكيل النادي ـ نائب الرئيس حاليا ـ مع محمود الجوهري لتدريب الفريق الأبيض بدلا من الاسكتلندي ديف مكاي‏.‏
وتحمل الدكتور عامر لأسبوعين كاملين انتقادات لاذعة بسبب اتفاقه مع هنري ميشيل وظل ينتظر فسخ الأخير لتعاقده مع صن داونز بطل جنوب إفريقيا لكنه فوجئ بتعديل المدرب الفرنسي لعقده مع الفريق هناك وتنصل في الوقت نفسه من اتفاقه مع رئيس الزمالك المعين الذي اضطر لإلغاء الفكرة والتعاقدمع السويسري ميشيل دي كاستال الذي ظل في حالة انتظار وترقب لموقف هنري ميشيل قبل أن يبرم عقده مع عامر لمدة موسم ونصف الموسم مديرا فنيا للفريق الأبيض‏.‏الهروب الثالث لا يرتبط بالزمالك لكنه عنوان يرتبط بتعاقدات ميشيل لم يحترمها في سبيل حصوله علي فرصة أفضل ـ حاليا ـ من وجهة نظره أو عودة إلي دائرة الأضواء من جهة ثانية في عالم التدريب‏.‏
فكانت له تجربة تدريبية في إحد الأندية اليونانية بين عامي‏2001,2000‏ وهي محطة اختارها المدرب الفرنسي بإرادته للابتعاد عن دائرة الفشل التي صاحبته في آخر عامين له مع تدريب المنتخب المغربي‏..‏ ثم اعتذر عن عدم الاستمرار فجأة وبدون مقدمات بحجة عدم تحسن النتائج‏..‏ وبعدها اكتشف اتفاقه السري مع الاتحاد التونسي لكرة القدم الذي أبرم عام عقدا معه‏2001‏ من أجل قيادة المنتخب التونسي المشارك في نهائيات كأس الأمم الإفريقية في مالي ونهائيات كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان في عام‏2002,‏ وتولي المهمة بالفعل لكنه لم يزاول مهام منصبه سوي في البطولة الإفريقية فقط حيث أقاله الاتحاد التونسي من منصبه




شبيك لبيك