- الإهدائات >> |
الشعوزه هى نوع من الدجل ولكن السحر زوكر في القران الكريم
ولا يجب علينا تصديق الدجالين لان يوجد بعض الناس يصدقو هذه الخرفات
الشعوذة و السحر و التنجيم و العرافة و الأحجار الكريمة ... و كل التراكيب اللغوية التي يمكن أن تنسجم مع هذه المنظومة التي تبعث في كثير من الناس تطلعات تقفز بأحلامهم فوق مستوى الواقع على الأقل ذلك الواقع الذي يعيشونه ، كل تلك المنظومة يمكن أن تتحول الى سحر و أشباح تحوم حول المنظومة الثلاثية للكتاب و الكاتب و القراء لتحيل الثقافة في عالمها الى رماد مسكون بلعنة السحر.دعونا نتكلم عن واقعنا... بحرقة و ألم و غثيان و اشمئزاز ، إننا نعيش ضمن قطيع من المجاميع البشرية التي لا تقرأ ، ولا تريد عندما تقرأ في أحيان كثير أن تقرأ بوعي و دون ضابط خارجي مسلط عليها باسم الشرع و الدين أو العادات و التقاليد المتخلفة و البالية التي تقسِّم جسد الثقافة إلى مساحات محللة و محرمة أو محببة و مكروهة ناقضة بذلك قوله تعالى (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) سورة الزمر- أية 18.
إن مشكلتنا في المجتمعات العربية و الإسلامية مع القراءة و أوعية الثقافة و المعرفة المتنوعة أعقد من أن تحل بمرسوم أو قرار رسمي يحرر الثقافة و المعرفة من أغلال أجهزة الرقابة و الإعلام ، لأننا سنقف بعدها أمام موانع أخرى عصية يصعب تجاوزها، فمجتمعاتنا مجتمعات دينية تربت وفق ثقافة دينية خاطئة ، جعلتها تحجم عن كثير من القراءات الثقافية بذرائع شتى و تحت مسميات عدة كـ "كتب و كتاب الضلال" ، و هذه الحواجز و المطبات التي قبلناها كفيلة بأن تعطل أو توقف المد الثقافي و انتشار تيار الوعي في مجتمعاتنا لآماد زمنية ليست بالقصيرة ، و هي كفيلة بأن تحبط حراكنا الحضاري لآماد زمنية غير معلومة أيضا.
ثم إننا على فرض تحرر مجتمعاتنا من بعض القيود الدينية و دخولها في المساحة المحرمة ولو من باب مقارفة الخطيئة و الوقوع في المحظور ، فإن هذا التجاوز سيضل رهين الذوق الرديء الذي شكلته الحقب الماضية بتأثير تفسيرات دينية بائسة و رديئة لمنهجية تعاطي المسلم مع ثقافته و ثقافة الآخرين ، و تفضيل اجتماعي مشبع بالخرافة و الغرق في أحلام ما وراء الطبيعة ، و الذي يجعل القراء يلهثون خلف سراب في عالم الثقافة لا يورثهم في النهاية إلا تراكيب جمل فارغة من المضامين الحقيقية و المعرفة المنتجة.
إننا في فرض التحرر من قيود السياسة و المفاهيم الدينية الضيقة ، نبقى إذا مكبلين بحواس تشمئز من الوعي و المعرفة و الثقافة الحديثة و تكره الأفكار الجديدة خصوصا في المواضيع الإنسانية المرتبطة بثقافتنا المتوارثة ، حتى عندما تكون تلك الثقافة و المعرفة الحديثة خلاقة و ناهضة و منتجة ، لأننا جبلنا من يومنا الأول في هذه الحياة على لون و طعم و رائحة محددة صنعتها ثقافة الأجيال السابقة لتؤطر ثقافتنا المعاصرة التي تصنع نظرتنا الإنسانية ضمن حراكنا الثقافي و الاجتماعي و الأخلاقي و الحضاري.
لذا لا عجب أن نرى رواج كتب كثيرة رديئة في مجتمعاتنا ، بحيث تتقدم الركب لتنضم لمصاف أمهات الكتب دون وجه حق سوى رواجها الاجتماعي و تفضيلنا لها ، و إن ما نطالعه في بعض المكتبات العامة أو الأسواق المتنقلة من رواج كتب الشعوذة و السحر و الأحجار الكريمة و الأحراز و العوذات و الطلاسم و كتب الغيب و القصص العجيبة و الخوارق و المعاجز و الكرامات و الكتابات الماجنة السخيفة و قصص الأطباق الطائرة و أخبار الجن .... الى أخر سلسلة التسطيح تلك علاوة على كتب تسطيح أخرى في مجالات الحراك الإنساني السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي التي تجر المثقف للوراء ليعيش على ركام حكايات تاريخية تسلب من الكتابة عصريتها لتوقعها في أتون فلسفة يونانية منتهية أو قيم اجتماعية بالية أو شطحات فكرية مارقة تمرق بعقولنا من الواقع لتضل مأسورة بالتاريخ و الموروث خارجة من الزمان و المكان و من قيمه و أخلاقه و إنجازاته لتبقى عاجزة عن النهوض الحضاري ، كل ذلك ليس إلا شاهدا على مدى الانحطاط الثقافي الذي تعيشه مجتمعاتنا.
إن الكثير من القراء يبحثون عن كتاب يحمل عنوانا مبهرا ، لذا يعزف بعض الكتاب على هذا الوتر بحثا عن المال و الثروة و الشهرة ، بينما نادرا ما تجد واحدا منا يبحث عن كاتب مبهر واعي متمكن ، فعنوان الكتاب مهم أما الكاتب فهو مهمل ، لأن كثيرين منا يقرأون قراءة حماس و ذوق و تفضيل متوارث لا قراءة وعي وبحث و اقتناع .
وهكذا يختفي الكاتب و يضيع الكتاب ليفرض الواقع الاجتماعي في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية على جميع القراء أن يعيش تحت ظلال ظاهرة اجتماعية قاهرة هي ظاهرة " الكاتب ...ذلك المجهول" ، لتبقى الكتابات الرائدة ككتابات السيد محمد حسين فضل الله و الشيخ حسن فرحان المالكي و الدكتور علي شريعتي و الأستاذ منصور النقيدان و عبد الكريم سروش و محمد المحمود و نجيب محفوظ و طه حسين و الشيخ حيدر حب الله و السيد محمد خاتمي و الشيخ محمد مهدي شمس الدين... و آخرون في الركن المهمل (ركن النخبة) في المكتبات و الصحافة العربية.
ومن انواع الشعوذه..السحر الاسود..الله يكفينا الشر
شكرا يا كبييير على التوبيك المتميز
:ط:
جزاك الله خيراً
:7op:
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)