وجهت نيابة أمن الدولة العليا في مصر تهمتي التخابر لصالح دولة أجنبية وحيازة أسلحة إلى ٦ متهمين في قضية "تنظيم حزب الله في مصر" بعد تحقيقات معهم استمرت ٧ ساعات مساء أمس الأول في مقر النيابة بالتجمع الخامس.
أنكر المتهمون الستة الاتهامات المنسوبة إليهم، لكنهم اعترفوا بعلاقاتهم بحزب الله، ولم يؤكدوا ما إذا كانوا أعضاء به أم لا، بينما أكدوا عدم معرفتهم بالمتهم الرئيسي سامي هاني شهاب اللبناني من قبل، كما جاء في تحريات مباحث أمن الدولة، وجاءت إجاباتهم بين "محصلش" و"أول مرة نعرف الكلام ده". فيما استكملت النيابة التحقيقات مع ٨ متهمين آخرين في ساعة متأخرة من مساء أمس.
اعترف شهاب بتأسيس مكتب لحزب الله في مصر وأن حزب الله كلّفه بتأسيس هذا المكتب عام ٢٠٠٥ بمتابعة القيادي محمد قبلان، وقال شهاب إن تأسيس "وحدة مصر" يأتي لدعم القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذه الوحدة نجحت في تهريب أسلحة وذخائر ومقاتلين إلى قطاع غزة من أجل قتال اليهود في الأراضي الفلسطينية، لافتاً إلى أن قيادات الحزب تعتبر مصر «خطاً أحمر» وترفض تنفيذ أي أعمال ضد اليهود داخل أراضيها وأن الوحدة رقم ١٨٠٠ داخل حزب الله صدر لها تكليف بالانتقام من اغتيال «عماد مغنية» القيادي في حزب الله العام الماضي داخل سوريا، لافتاً إلى أنه انضم إلى فصائل التعبئة العامة لحزب الله وتلقى تدريبات عسكرية أهلته للمشاركة في العديد من العمليات العسكرية وأعمال المقاومة ضد الجيش الإسرائيلي.
من جانبه، طلب منتصر الزيات رئيس هيئة الدفاع عن المتهم وآخرين في القضية، الذي حضر التحقيق نقل شهاب من مكان احتجازه إلى السجن، مراعاة لحالته الصحية، وأكد الزيات لصحيفة "المصري اليوم" –التي نشرت نص التحقيقات- أن شهاب لم يدع إلى المذهب الشيعي ولا توجد علاقة في القضية بنشر المذهب.
نص التحقيقات
اسمك إيه بالكامل؟
ـ محمد يوسف أحمد منصور.
أمال إيه سامي هاني شهاب؟
ـ هذا اسمي الحركي في تنظيم حزب الله.
كم عمرك؟
ـ ٣٩ عاماً.
متى حضرت إلى مصر؟
ـ في بداية عام ٢٠٠٥.
أين تسكن؟!
ـ ١٥ ش هارون بالدقي، ولكن ذهبت إلى لبنان أكثر من مرة ومنذ ذلك التاريخ أصبحت القاهرة مقر إقامتي وكنت أتردد على لبنان من حين لآخر لتلقى تكليفات وما إلى ذلك.
هل كان أحد يعرف أنك شيعي؟
ـ لم أقل هذه المعلومة لأي أحد في مصر على الإطلاق ولم أتطرق إليها، بل إن الجميع كان يعرف أنني فلسطيني مقيم في سوريا ولم أقل إنني لبناني.
معنى ذلك أنك لم تدعُ إلى المذهب الشيعي؟
ـ مطلقاً لأن وجودي في مصر مرتبط بعمليات محددة ليس من بينها المذهبية وقيادات حزب الله لا يلعبون على هذا النوع مطلقاً لأننا نرى في الحزب أن ضرر المذهبية كبير على الأمة العربية والإسلامية.
لماذا أتيت إلى القاهرة؟!
ـ بتكليف من حزب الله.
وما هذه التكليفات؟
ـ تكوين مكتب لحزب الله باسم «مكتب مصر».
ما الغرض من إنشاء مكتب لحزب الله في مصر؟
ـ هذا المكتب يأتي ضمن وحدات تسمى داخل حزب الله «وحدة الطوق» وهى الدول المحيطة بإسرائيل.
ما الهدف من وحدة الطوق؟
ـ دعم القضية الفلسطينية.
من قائدك المباشر من قادة حزب الله؟
ـ أنا رئيس المكتب والقيادي المباشر المتابع لي من لبنان هو محمد قبلان.
ولماذا محمد قبلان؟
ـ لأنه يدرك طبيعة مصر وعاش فيه فترة وكان يتنقل بها خاصة في سيناء ونظراً لمعرفته القديمة بمنطقة جنوب سيناء.
ماذا كان دوره؟
ـ كان يتردد على قرية النخيل في نويبع لمعرفة ما إذا كان هناك إسرائيليون يترددون على هذه المنطقة.
ما طبيعة عمل مكتب مصر؟
ـ إجراء عمليات استطلاع من على شاطئ نويبع وطريق طابا المصرية وأثناء ذلك تعرض قبلان لمشكلة مع الأمن المصري.
ما هي؟
ـ أثناء دخوله لكل المناطق تعرض له الأمن المصري وأخذ منه جواز سفره.
هل كان جواز سفر حقيقياً أم مزوراً؟
ـ كان معه جواز سفر مصري باسم حسان الغول.
وماذا حدث بعد ذلك؟
ـ عاد إلى القاهرة بعد هذه الواقعة والتقى حسن المناخيلي من بورسعيد، حيث كلفه بمتابعة منطقة نويبع لرصد منطقة رأس شيطان وأعطاه مبلغ ١٠٠٠ دولار لفتح كشك في المنطقة.
ماذا كان الهدف من وراء ذلك؟
ـ الهدف كان المتابعة ومراقبة الإسرائيليين.
وما الذي حدث بعد ذلك؟
ـ تم الاتفاق بين قبلان والمناخيلي على التواصل لاحقاً بعد أن أعطاه رقم تليفون مصرياً.
ماذا عنك أنت أثناء هذه اللقاءات؟
ـ عدت أنا إلى بيروت، لكنني فوجئت بقبلان يراسلني من القاهرة، وقال لي إنه من الممكن إدخال أشخاص إلى قطاع غزة.
هل كانت قيادة حزب الله تعلم بذلك؟
ـ نعم وقد تم عرض هذه المعلومات على مسئول مكتب فلسطين في حزب الله.
ما اسم مسئول مكتب فلسطين؟
ـ يكنى أبو حسن ولا أعرف شيئاً غير اسمه.
وما الذي حدث بعد ذلك؟
ـ يوجد خبير اسمه «عباس» من حزب الله جاء من بيروت واستقبله محمد قبلان في القاهرة، وتم شراء بعض المعدات من العتبة في القاهرة وتوجه بعدها إلى شمال سيناء.
ماذا عن ناصر أبوعمرة؟
ـ بعد ذلك تواصل قبلان مع ناصر أبوعمرة ووفر له موادًا متفجرة «c ٤» تختص بتقطيع الحديد وآثارها المفرقعة شديدة تفجر الحديد.
من أين حصل على هذه المعدات؟
ـ من شخص يدعى سامي العايض البدوي.
أين تم وضعها؟
ـ تم وضعها في منزل نمر الطويل بالعريش.
من هو نمر الطويل؟
ـ شخص يكنى خضر.
ما الذي حدث بعد ذلك؟
ـ تم تأمين المواد المتفجرة في منزل نمر الطويل.
وأين كان المدعو قبلان وعباس؟
ـ توجها إلى العريش شمال سيناء وقاما بتصنيع حزامين ناسفين وحقيبتين من المتفجرات وكان معهما جهاز «لاب توب» وظلا هناك ٣ أيام.
أين كنت أنت وقتها؟
ـ حضرت إلى القاهرة فقد كنت في لبنان.
لماذا؟
ـ سافرت بتكليف من مسؤول وحدة فلسطين في حزب الله المكنى أبوحسن، حيث التقيت محمد قبلان وعباس في القاهرة.
ما الذي حدث في هذا اللقاء؟
ـ فوجئت بأن قبلان لم يرحب بلقائي بسبب المشكلة التي حدثت عند طريق طابا، عندما كشف الأمن المصري عن جواز السفر الخاص بكل منا وتم تصديره من قبل أجهزة الأمن.
لماذا إذن عدم الترحيب؟
ـ لأن معنى ذلك وجود ارتباط بيني وبينه في أرشيف الأمن المصري.
هل طلب منك شيئاً؟
ـ طلب منى بعد أن قضينا الليلة مع عباس، العودة إلى لبنان لكي لا يربط الأمن المصري بيننا.
هل قمتم باستخراج جوازات جديدة بعد أن تم كشف الأمن المصري لكم؟
ـ نعم قمنا باستصدار جوازات سفر جديدة وبالفعل سافر قبلان صباح اليوم التالي يرافقه عباس على طائرة الشرق الأوسط وسافرت أنا على طائرة مصر للطيران إلى لبنان، حتى لا يتم كشفنا من قبل أجهزة الأمن المصرية.
كيف تم نقل معدات التفجير إلى سيناء؟
ـ روى لي قبلان كيفية نقل بعض المعدات اللازمة في عمليات التفجير وهى عبارة عن أسلاك كهربائية وشريط لحام وجلب ورلمان بلى ونقلها إلى الإسماعيلية، وهناك التقينا نمر الطويل، الذي وضع تلك الأغراض داخل خزان وقود السيارة وسافر بها إلى منزله الكائن بالعريش وذلك للتهرب من أكمنة الشرطة الموجودة على الطريق.
ما تفاصيل نقل هذه المعدات ومن الأشخاص الذين شاركوا في هذه العملية؟
ـ قبل قدوم عباس وقبلان من شمال سيناء إلى القاهرة كلف ناصر أبوعميرة.
- من بورسعيد بتخزين هذه المعدات بمنطقة كرم أبونجيلة بالعريش وعند عودتنا إلى لبنان تلقينا عدة مراسلات من إيهاب السيد موسى من بورسعيد أيضاً ويكنى بـ«مروان» عن حركة السياحة الإسرائيلية في مصر.
ما محتوى هذه المراسلات؟
- عبارة عن أعداد المترددين الإسرائيليين بالمنطقة المحيطة بنويبع وكان يتم عرض هذه التقارير التي كانت تأتى بشفرة بعد عملية فك التشفير على الرئيس المباشر محمد قبلان.
هل توصلتم إلى أعداد الإسرائيليين هناك؟
- تلقى قبلان اتصالين من حسن المناخيلى عن أعداد الإسرائيليين المترددين على رأس شيطان.
ما اسم الإسرائيليين في الشفرة التي بينكم؟
- «الجيران» وكان سبب اختيار هذه الكلمة في التشفير عدم وجود وسيلة اتصال آمنة مع المصدر ولكن بعد هذين الاتصالين ومعرفة قيادة الوحدة، بهذه الطريقة تم منع محمد قبلان من استقبال مكالمات هاتفية من هذا النوع حفاظاً على سلامته الأمنية ولعدم كشف مكان المصدر.
هل كان لك صلة بأي دولة من الدول الأخرى؟
- سافر محمد قبلان إلى السودان لإجراء بعض الاتصالات اللوجستية.
مع من في السودان؟
- مع شخص يدعى خليل السوداني ليقوم بالسفر إلى مصر لكن خليل رفض السفر رغم أنه أخذ مبلغ ٣٠٠ دولار وتعلل بعدم تجديد جواز سفره.
ما الهدف من زيارة السودان؟
- التعرف على مهربين أفارقة وسودانيين للقيام بتهريب مقاتلين إلى غزة.
هل تم الاتفاق مع مهربين بالفعل على ذلك؟
- نعم تم الاتفاق مقابل ٢٠٠٠ دولار عن كل شخص يتم إدخاله إلى غزة وبعد مضى الوقت تم الاتفاق على أن تكون النقلة بالسيارة ١٦ ألف دولار سواء اشتملت السيارة على ركاب كثر أم راكب واحد فقط.
هل نجحتم في إدخال مقاتلين؟
- نعم ولكن أعداد قليلة.
هل قمت بتغيير جواز سفرك بعد واقعة كشفه مع قبلان؟
- نعم في شهر يونيو ٢٠٠٨ تم تكليفنا بإجراء جواز سفر جديد في لبنان وكان اسمي فيه جمال هاني حلوى وصدر نفس التكليف لمحمد قبلان بتغيير جواز السفر الذي كان يستخدمه.
ما الأعمال السابقة التي أناطك حزب الله بها؟
- انضممت لفصائل التعبئة العامة التابعة لحزب الله وتلقيت جميع التدريبات العسكرية التي أهلتني للمشاركة في العديد من العمليات العسكرية وأعمال المقاومة ضد الجيش الإسرائيلي ولكن تمت إصابتي في العمود الفقري وتم ضمي إلى الوحدة «١٨٠٠» المعنية بدعم ومتابعة القضية الفلسطينية من خلال دول الطوق وتلقيت العديد من التدريبات على الأعمال الاستخباراتية التي أهلتني لمتابعة العديد من المهام لإبراز أهداف الوحدة الرامية إلى دعم القضية الفلسطينية.
هل تلقيتم تكليفات بأعمال داخل مصر؟
- قيادات الحزب الحكيم قالت لنا ونحن نؤسس مكتب مصر إن مصر خط أحمر وأن الهدف هو مساعدة ودعم فلسطين بل إن قيادات الحزب أصدرت أوامر صارمة بعدم استهداف الإسرائيليين داخل الأراضي المصرية حفاظاً على الأمن القومي المصري وقالوا لنا إن الدخول إلى فلسطين هو الهدف ومقاتلة اليهود هناك، وأن مصر يجب أن تكون بعيداً عن أي عمل.
هل قمتم بإدخال ذخائر إلى فلسطين؟
- نعم دخلت ذخائر ومقاتلون وقد صدر تكليف لقيادات الوحدة «١٨٠٠» بتصعيد العمليات ضد اليهود داخل الأراضي الفلسطينية بعد اغتيال الحاج رضوان «عماد مغنية» في سوريا العام الماضي وجاء محمد قبلان بتكليفات التصعيد داخل الأراضي الفلسطينية للرد على اغتيال عماد مغنية