دقت الهزيمة الثقيلة التي مني بها المنتخب الوطني أمام السودان بأربعة أهداف نظيفة دون مقابل، في اللقاء الودي الذي جمع الفريقين باستاد المريخ أمس الأول، ناقوس الخطر، وأشعلت نيران الغضب داخل الفريق قبل أيام قليلة من اللقاء المصيري أمام الكونغو المقرر في ٧ سبتمبر المقبل في إطار منافسات الجولة الخامسة من تصفيات المرحلة الأولي المؤهلة لكأس العالم، خصوصاً أن الهزيمة جاءت بأخطاء ساذجة، وبعد عرض هو الأسوأ في مسيرة المنتخب منذ فترة طويلة.
دفع المنتخب الوطني من سمعته وهيبته ثمن أخطاء حسن شحاتة وجهازه المعاون والأخطاء الفردية للاعبين بعد الهزيمة الثقيلة أمام السودان.
وشارك أكثر من لاعب في أماكن لم يعتادوا عليها، حيث لعب ميدو إلي جوار أبوتريكة في وسط الملعب، وشارك أحمد حسن في مركز الظهير الأيمن للإبقاء علي محمد شوقي وحسني عبدربه في وسط الملعب.
ولا تعفي أخطاء الجهاز الفني اللاعبين من سوء المستوي الذي ظهروا عليه، خصوصاً محمد عبدالمنصف، الذي تسبب في النتيجة الثقيلة، حيث استقبلت شباكه ٣ أهداف في عشر دقائق فقط، وكذلك محمود فتح الله وهاني سعيد اللذان غاب عنهما الانسجام في تطبيق متطلبات الطريقة الجديدة، خصوصاً رقابة رأسي الحربة في المنتخب السوداني، وأيضاً وائل جمعة الذي تسبب في الهدف الرابع.
ظهر نجوم المنتخب الوطني في حالة يرثي لها وكأنهم افتقدوا الطموح اللازم لمواجهة حماس الفريق السوداني، وفشل اللاعبون في مجاراة المنافس من الدقيقة الأولي، خصوصاً أن طريقة اللعب الجديدة التي لم يعتادها المنتخب منحت المنافس الفرصة للسيطرة، لدرجة أن المنتخب لم يهدد مرمي المعز محجوب حارس مرمي المنتخب السوداني.
علمت «المصري اليوم» أن سمير زاهر سيعقد جلسة مع الجهاز الفني غداً، لبحث أسباب الهزيمة، فيما تتجه النية لدي أعضاء الجهاز لإدخال بعض التغييرات علي تشكيل الفريق في المرحلة المقبلة رغم صعوبة ذلك قبل مباراة الكونغو، بسبب ضيق الوقت، وتشمل التغييرات المتوقعة استبعاد فتح الله ووائل جمعة من التشكيل الأساسي بسبب سوء المستوي، وضم عناصر شابة مثل شريف عبدالفضيل لاعب الإسماعيلي لتجديد دماء خط الدفاع.
وكانت حالة من الغضب قد انتابت الجهاز الفني واللاعبين عقب المباراة، واعترف شوقي غريب المدرب العام خلال المؤتمر الصحفي بأخطاء الجهاز الفني، وقال إن المباراة كشفت عن أخطاء كثيرة قبل مواجهة الكونغو، وأضاف: «رب ضارة نافعة، وعلينا إعادة التقييم قبل المباراة المقبلة»، وتابع قائلا: «سندرس بعناية أسباب الخسارة وسنعمل علي تلافي أسبابها»، واعترف بأن المنتخب استحق الخسارة وأشاد بأداء الفريق السوداني ورغبة لاعبيه في إحراز الفوز رغم أن المباراة ودية.
كانت بعثة المنتخب قد عادت مساء أمس بدون الثلاثي عمرو زكي ومحمد شوقي وأحمد حسام «ميدو» الذين غادروا مباشرة إلي إنجلترا بعد حضور تكريم الرئيس السوداني عمر البشير، وينضم اللاعبون إلي أنديتهم، علي أن يعاود الفريق التجمع في الأول من سبتمبر، استعداداً للسفر إلي الكونغو في الخامس من الشهر ذاته.
من ناحية أخري، سادت حالة من الغضب داخل اتحاد الكرة وطالب أعضاؤه بالتحقيق في أحداث المباراة، وقال أيمن يونس عضو المجلس إن الجهاز الفني خانه التوفيق في تعديل طريقة اللاعب، وأضاف: «رغم أنها مباراة ودية فإنها أثرت علي سمعة المنتخب الوطني باعتباره حامل لقب بطولة الأمم»، وحمل الجميع مسؤولية الخسارة خصوصاً اللاعبين الذين ظهروا في حالة متدنية وبلا روح أو تصميم علي التعويض أو رغبة في الوصول إلي مرمي المنتخب.
وطالب محمود بكر عضو المجلس بمعاقبة عمرو زكي بسبب اشتباكه مع أحد لاعبي السودان بعد المباراة، وقال إن الهزيمة واردة، ولكن لابد من الحفاظ علي الأخلاق والالتزام بالروح الرياضية.
وأضاف: «لا يعقل أن يبادر الجانب السوداني بتكريم منتخبنا، ويكون الرد من جانب بعض اللاعبين بسلوك غير لائق».
علي الجانب الآخر، أكد سمير زاهر رئيس الاتحاد أن اتجاها قوياً داخل الاتحاد لتنظيم مباراة كبري مع منتخب البرازيل يخصص عائدها لصالح إعادة إعمار مجلس الشوري الذي تحطم في حريق هائل، وأشار إلي أن المجلس كلف الشركة المنظمة لمباريات المنتخب ببدء المفاوضات مع البرازيل علي أن تقام المباراة في أقرب وقت. وأكد زاهر أن مبادرته جاءت من منطلق وطنيته وليست باعتباره عضوا بمجلس الشوري.
علي صعيد مختلف، تصل خلال أيام الخمسة والثلاثون سيارة التي أهداها الرئيس السوداني عمر البشير للجهاز الفني ولاعبي المنتخب.
ووفقاً لزاهر فإن أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة لن يحصلوا علي أي من هذه الهدايا تنفيذاً للوائح.