- الإهدائات >> |
هذا المقال منقول لانه الم بكل معانى الخطاب السياسى...واليكم المقال
الخطاب السياسي هو منظومة من الافكار تشكلت عبر تراكم معرفي نابع من استقراء للواقع بكل مكوناته الثقافية والاجتماعية والسيكولوجية وتمحورت عبر انساق ايديولوجية مستمدة من التصورات السياسية المنبثقة من التراث او من الحداثة التي تختلف في آلياتها ونظمها حسب مستوى النضج الفكري والوعي بمتطلبات المجتمع ومدى ارتباطها بمستوى الاداء الحركي في عملية التغيير والتنمية والحضور الوجودي.
وعملية التغيير بحد ذاتها تحتاج الى مقومات تتفاعل فيما بينها لتحقيق الهدف ولا يمكن لهذه المقومات ان تعمل منفصلة لانها ستفقد مرتكزاتها في الصيرورة، فالعملية السياسية لا يمكن ان تنمو وتتكامل من دون ان يكون هناك نموثقافي واجتماعي وتربوي واذا ما انفصلت عراها فان الانزياحات في المسار والتصور تؤدي الى حدوث ازمة، والاختلاف النوعي في الاداء يؤدي الى ازمة والازدواجية في المعايير تؤدي الى ازمة والتناقض في السلوك والخطاب يؤدي الى ازمة والاستمرارية في الانزياحات تؤدي الى تكثيف الازمة واشتدادها ما يؤدي الى تفاقهما.
وسمات الخطاب السياسي للنظام المباد كانت تخضع لانزياحات ادائية ما بين لغة الخطاب ومستوى الاداء وهذا ما دفع الى حدوث شرخ في العلاقة البنيوية بين المنظومة السياسية والقاعدة الجماهيرية لان الخطاب السياسي المؤدلج بثقافة طوباوية فنطازية لا تمت بصلة الى الواقع ويتكئ في طروحاته على آلية عقيمة هي (النمذجة القهرية).. مما دفع بالمتلقي الى المقارنة بين النموذج الحقيقي الذي يعبر عن هويته، والنموذج الانفصامي الذي يزيد من تشتته، فضلا عن قيامه بتفكيك الخطاب السياسي، واعادة صياغته بمنظور الواقع، ومنظور التراكمات الإستمنولوجية المستمدة من التاريخ والفكر المعاصر، مما دفع بسلطة الخطاب الى البحث عن آليات قمعية لتفادي الفجوة في خطابها بل والانكى من ذلك اضفاء طابع القداسة عليه ولكن الخطاب السياسي للنظام المباد تمركز حول ذاته، وفقد صيرورته بل فقد ابسط عوامل صيرورته سواء في التاثير في الاخر او في تشكيل هوية وكان ذلك سببا في نكوص السلطة الخطابية. اما اليوم وبعد عملية التغيير التي حصلت في المجتمع العراقي وانفتاحه على المجتمع العالمي بكل معطياته الفكرية والثقافية والسياسية ما ادى الى ظهور لغة جديدة للخطاب السياسي المتمثل بالعقلانية والواقعية والشفافية والعلمية ويستمد مقوماته من المنهج الديمقراطي، فكان تاثيره بالغا في المتلقي وان يكن على صعيد الواقع يحتاج الى تمثيل حسي ايقوني ليتسنى له تحقيق اقصى فاعلية في تنمية الوعي بالتغيير لان التحدي ليس حالة طارئة او رد فعل سوسيولوجي تجاه المتغيرات السياسية، بل انه منظومة من المتراكمات القبلية والطائفية والثقافية، لان التغيير يشكل تنفسا للبعض وتهميشا للبعض الاخر فالذي يؤمن بالتحول الديمقراطي واحترام حقوق الانسان يرى بان مجريات التحول تعكس تصوراته المستقبلية ومتطلباته الانسانية والذي يرفض هذا المنهج ويعاني من النزعة الليبيدية تجاه السلطة نزعة (الانا) ورفض الاخر نزعة التسلط والهيمنة السادية على المجتمع نزعة الاقصاء والتكفير لذلك لابد من قراءة الاحداث قراءة حقيقية وتفكيك البنية الثقافية والتربوية واعادة تشكيلها على وفق المنظور الانساني ضمن الخطاب الاسلامي الحقيقي (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) والمنظور الديمقراطي (ولا تكن عليهم سبعا ضاريا فهم اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق).
والسعي الى تقريب المشتركات واعادة بناء الهوية الحقيقية للمجتمع العراقي (الهوية العراقية) في الخطاب السياسي والاجتماعي وترسيخ سلوك المواطنة من خلال الخطاب الثقافي والتربوي، وهذه الافكار تبقى اضغاث احلام، ان لم تكن لدينا حكومة قوية تشترك فيها كل قوى المجتمع (مكونات الشعب العراقي) وقضاء فعال يقتص من الجناة والعتاة وكل الذين يسعون الى زرع الفتنة والطائفية ووضع العصا امام عجلة العملية السياسية، يجب ان يشعر المواطن بقوة القانون لانه سيشعر بوجود مؤسسة الدولة ويعرف اين يضع رأسه وان يضع قدمه، ولا بد من جهاز تربوي يشكل السلوك الديمقراطي وجهاز ثقافي ينمي الوعي بحقوق الانسان وان يكون للمثقف دور بارز تجاه المتغيرات من خلال خطابه النقدي ودوره الفاعل في ترسيخ آليات الديمقراطية.
ان الخطاب السياسي اذا كان يعتمد في طروحاته على النزعة المثالية فسيكون خطابا يوتوبيا افلاطونيا يفتقد للواقعية، واذا كان براغماتيا ميكافيليا، فسيكون مزدوج المعايير، انتهازيا، يدس السم في العسل الخطاب الحقيقي هو الذي يجسد مقولاته في الواقع هو الذي يتعامل مع الحقائق بوضوح وشفافية هو الخطاب المتوازن في منطلقاته وتصديه للازمات وهو اللغة التي يفهمها الجميع ويصغي لها.
:frash: طبعا ولا مشاركه :ه4:
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)