- الإهدائات >> |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله..
أرحب بالجميع..
ثمة أمور تدمي القلب وتبكي العين وتصيب النفس بالحزن والمرارة..ولكن لو أمعنا النظر قليلا لاكتشفنا أننا نعيش في زمن اللا معقول و اللا منطقي في زمن طغى عليه الفساد في كل مناحي الحياة..
فالخيانة و الغدر والنفاق وغيرها من الأخلاق الدنيئة والقيم الوضيعة هي نتاج للتغير في القيم الإنسانية من قيم قامت على الأصالة إلى قيم مادية طغت عليها الماديات وتحولت إلى بضاعة تسوق لمن يدفع أكثر..
ولعلي هنا أتحدث قليلا عن بعض تلك الصفات الحادثة والتي أصبحنا نشاهدها كثيرا هذه الأيام كالخذلان مثلا ..
فالخذلان هو الخيبة في أوضح و أجل صورها وهو صورة مرادفة للخيانة إن لم يكونا صنوان لا ينفصلان في كثير من الأحيان.. فعندما تتوقع من شخص شيء فنظر ماذا يحدث !!
فقد يجد بعض أصحاب النفوس الطيبة والأخلاق الفاضلة والذين تطبعوا على الخير عصفورا مكسور الجناح منزوي في الظل عجز عن التحليق والطيران لا يلتفت له أحد قد تحطمت كل رغباته و آماله بغدٍ أفضل فيمد له يده ليساعده بكل طيبة و بكل شيء بقلب صادق ونفس راضية وكل ما يرجوه هو الأجر والمثوبة من الله فقد حن قلبه على ذاك الكسير الذي لم يلقي له أحد بالا و التي عصفت به الأيام بمرارتها ...
حتى إذا ما أنجبر كسره ونبت ريشة وعاد له وهج الحياة وانتفض كانتفاضة العصفور من البلل طار و أدار ظهره لمن وقف معه في وقت الشدة و لمن ساعده عندما تخلى الجميع عنه وعندما كان في أسوء وضع معنوي ونفسي وبعد أن تحطمت مجاديفه في مواجهة أمواج الحياة القاسية...
بل لم يكلف نفسه بقول كلمة شكرا حتى لو كانت بصوت خافت لا يسمعه سواه ... لمن كان سببا بعد الله في عودة الأمل له... بعد أن فقد كل شيء..
هنا وفي تلك اللحظة تماما و هو يراقب طائره بكل صمت وذهول يحلق عالياً... ترتسم تلقائياً ولا شعوريا ابتسامة صغيرة على شفاه الشخص المخذول وهو يرى بعينيه طائره الذي كان بالأمس ضعيفا ومكسورا يطير محلقاً في الأعالي وقد أدار ظهره له بكل صفاقة و وقاحة و دون الشعور بأي شي إطلاقا..
ففي تلك اللحظة بالذات تعود الذكريات بسرعة عجيبة تتجمع كل الذكريات في جزء من الثانية ولا شعوريا يتذكر فيها كيف كان حال ذاك الطائر وكيف هو الآن..
من طائر مكسور و مهيض الجناح... و منتوف الريش إلى طائر يحلق في الأعالي !!
ففي تلك اللحظة لا نعلم أي التعابير الوجهية نختار هل الابتسامة أم الذهول أم الحزن أم ماذا ؟
فعلا لا املك إجابة واضحة لان الموقف أكبر من البديهيات في تلك اللحظات الفنتازية..
لكن ربما كانت الابتسامة هي الأطرف لتخفيف تلك الواقعة و التي ربما تجعل حياتنا أكثر سهولة و أكثر قبولاً لأننا نعيش في زمن العجائب فعلا والذي من الصعب علينا التنبؤ بردات فعله أو ردات فعل من حولنا..
فعلا أنها فنتازيا الخذلان العجيبة والخيالية والتي لم تكن في الحسبان أبدا جعلتنا نضحك من شر البلية..
أكتب هذا الموضوع لكثرة الفنتازيا الحياتية الخيالية التي أصادفها يوميا ....أفقدتني الإحساس للحظات !!
حتى لو خذلونا اللى ساعدناهم فى يوم من الأيام
انت قولت ساعدهم وطالبين الأجر والثواب من الله مش منهم
يبقى مفيش داعى خالص خالص لأحساس سئ
ربنا عمره ما هيخذلك
اية يابنى داا برااحة شوية
لينا كلام تاانى ف الموضووع داا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)