- الإهدائات >> |
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين ،، الرسول النبي المهدي الهادي الامين ،، وعلى من سار على هديه واقتدى بسنته الى يوم الدين
اما بعد ::
الحمد لله الذي منّ على الناس بنعمة الاسلام العظيم ،، فاخرجهم من ظلم الكفر الى نور الاسلام
واخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ،، واخرجهم من جور الجاهيله الى عدل الاسلام
معاشر المحبين لنبيكم صلى الله عليه وسلم مع بداية عام هجري جديد يحلو , الكلام عن سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وهجرته المباركه لنستلهم منها العظات والعبر فما اشبه الليله بالبارحه !!
قبل الهجره كانت دماء المسلمين تراق في مكة , فهذه سمية قتلت أبشع قتلة عرفتها البشريه واليوم دماء المسلمين تراق في عدة انحاء من العالم !!
بعد ان بعث الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بدعوة الحق , تنوعت الاساليب التي استخدمها المصطفى عليه الصلاة والسلام في دعوة الناس فبدأ في البداية في استخدام الطريقة السريه في الدعوه ,, فدخل معه في الاسلام وفي دعوته زوجته الطاهره خديجه وصديقه ابو بكر وابن عمه علي وغيرهم من الصحابه الاوائل رضي الله عنهم جميعا . وبعد ثلاث سنوات من الدعوة السرية بدأ الرسول بدعوة الناس دعوة جهريه عرفت هاتين الفترتين بالعهد المكي من البعثه .
لاقى الصحابة خلال هذه الفترة شتى اصناف العذاب وبلغ بهم الاذى حدا كبيرا جدا طلبو من الرسول خلال هذه الفتره , بأن يأذن الله لهم بالقتال ولكن رفض الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك لان الرسول يريد في هذه الفتره صقل الجيل المؤمن الذي سيكون باني الامه وقائدها في المستقبل وناشر دين الاسلام .
كانت هذه الفتره هي فترت اعداد وتربيه وترسيخ للعقيده في نفوس الصحابه وخلال هذه الفترة حدث بيعتا العقبه الاولى والثانيه والتي اوجدت للمسلمين قاعده صلبة يلتجئوا اليها وهذا ما حدث في عام 623م (13) للبعثه حيث امر الله المسلمين بالهجرة الى يثرب والتي سماها الرسول فيما بعد المدينه المنوره وكانت هذه الهجره بمثابة بداية النصر والفتوحات وانتشار الدين الاسلامي في انحاء العالم !!
تحول بها المسلمون من فئة صغيره مستضعفه الى امه ودولة مرهوبه الجانب نشرت النور في العالم ولم ترى البشرية قط ارحم ولا اعدل من حكمهم ، الهجره ليست حدثا عاديا ولله در الفاروق الملهم يوم ان ربط تاريخ الامه بهذا الحدث العظيم ليظل منبها لها يوقظها كلما استرسلت في سباتها .
الهجره شجرة عظيمه باسقة سقاها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بتضحياتهم فآتت اكلها بعد حين.
إضاءات في الهجرة :
أولا: السمع والطاعة
السمع والطاعة تمثلت في موقف أبي بكر عندما أمر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بالهجرة
كان أبو بكر يتوق إليها ويرغب فيها
وجاء يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيؤخره ويمنعه:
( انتظر يا أبا بكر لعل الله يجد لك صاحبا ).
وأبو بكر يسمع ويطيع ،
لا يعارض ولا يجادل ولا يحرف ، ولا يؤخر ولا يسوف ،
وإنما هو كمال الامتثال ؛
لأن هذا هو الذي أمر به كل مسلم اقتداء واتباع وسمع وطاعة:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } [آل عمران: من الآية 31 ] .
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } [ الأحزاب: من الآية 36 ] .
ثانياً: التعلق والمحبة:
تعلق قلبي ومحبة نفسية ؛ لإنه لا يمكن تصور اتباع مجرد عن العواطف الإيمانية ،
ولا عن المشاعر الإنسانية،
هل رأيت أحداً يوافق أحداً ويتابعه وقلبه قد نبض ماء المحبة فيه ،
ونفسه قد غاضت منها مياه المودة ؟
هل يتصور أن يكون اتباع مجرد ليس فيه روح ولا شعور؟
انظر إلى ما كان الصديق - رضي الله عنه - في حياته كلها لكننا نريد حدث الهجرة الذي نحن بصدده:
_ كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يمشي
ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟
فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك .
فقال :يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني؟ -
أي لو كان هناك خطب سيحل بنا في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر
أ كنت تحب أن تصاب به دون أن أصاب به أنا ؟ -
على الفور قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك .
رواه البيهقي في الدلائل.
,,
ثالثا: البذل والإنفاق
الذي كان من أبي بكر في هذه المسيرة العظيمة
في هجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لقد هيأ الراحلتين وعلفهما ،
وهيأ زاد الرحلة كلها ، وأخذ معه خمسة آلاف أو ستة آلاف كانت هي مجموع ثروته كلها ،
لم يبق لأهله من ورائه درهماً ولا ديناراً .
.
إنه ينفقها علىرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في الهجرة ؛
ليمضي الأمر وليتمم المسيرة وليحقق الغاية .
وهكذا ينبغي أن نكون نحن –
أيضاً - في هذا الشأن وإن لم يكن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - بين أيدينا،
أليس قد تجرأ من تجرأ على شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فذمّه وعابه ؟
فأين الذين تصدوا لذلك غيرة ؟
وأين الذين أنفقوا في حربه من أموالهم ؟
وأين الذين تصدوا له بكل قواهم ؟
كذلك ينبغي أن نكون.
رابعاً: الارتباط بالمسلمين
ارتباط المسلم بإخوانه المسلمين ،
ارتباط أهل كل بلد مسلم بإخوانهم - وإن نأت بهم الديار ،
وإن اختلفت أو تباعدت منهم الأقطار ..
في هذه الهجرة كانت الصورة الفريدة الخالدة التي بينت أمر التفضيل والتقديم،
هل هو للأرحام وللأنساب وللدم وللعرق؟
أم هو للدين ولله وللرسول ولأمة الإسلام ووحدتها؟
لقد رسم الصحابة في هجرتهم هذا المعنى ليس بمجرد الأقوال بل بالأفعال ؛
لأنهم آثروا أن يرتبطوا ارتباط الإيمان
وأن لا يكون ارتباط الدم إذا كان عائقا أو معارضا عقبة في طرق هذا المسير
الذي اختاروه وارتأوه.
وأمر الأخوة والمحبة وهو الأمر العظيم الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان
فقال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) .
والذي جعله الله - جل وعلا - قبل ذلك سمة عظيمة وجزءاً أصيلا ،
ووجهاً آخر للإيمان في الآية التي فيها حصر وقصر:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } [ الحجرات: من الآية 10]
مرتبة الامتزاج والإيثار:
لقد تجلّت الأخوة في أجلى وأعظم صورها ،
وبلغت أعلى مراتبها وهي الامتزاج الكامل حتى يصبح المسلم كأخيه المسلم
فيصبح المسلم بمنزلة ومكانة ممتزجة نفسه بنفسي مختلطة مشاعره بمشاعري متأثرة اهتماماته باهتماماتي
وبعد ذلك يكون الأمر الأعظم في
أن أوثره على نفسي وأقدمه على مصلحتي:
{ وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [ الحشر:9 ] .
صورة للتربية الإيمانية ، والتطهير القلبي ،
والتهذيب النفسي الذي جسدته الهجرة في علاقة الصحابة والمسلمين بعضهم ببعض:
{ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِم} .
x
وليست بينهم أنساب ولا أحساب ،
وليست بينهم مصالح ولا منافع ،
وليست بينهم سابق معرفة ولا صلة يحبونهم من أعماق
قلوبهم: { وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا } ،
أين مثل المهاجرون يوم قدموا؟
يوم قدموا إلى المدينة وتركوا ديارهم، أين ديارهم في المدينة؟
لقد كانت دور الأنصار دورا لهم ولقد كانت أراضي الأنصار أراضي لهم ،
ولقد كانت زروعهم وثمارهم وأموالهم هي أموال إخوانهم
، فهل هذا يتجلى في حياة الأمة اليوم؟
أم أننا نرى صورة " أنا والطوفان من بعدي " ؟
x
أم أن ما نراه " الأنانية والذاتية " إما على مستوى الفرد ،
أو على مستوى المجموعة والدولة والقطر ، فهؤلاء لهم كذا وهؤلاء لهم كذا ،
وتفرقت الأمة شيعاً وأحزاباً حتى كأن كل فرد منها أمة وحده . !
التعديل الأخير تم بواسطة paradise_z0ne ; 20-12-2009 الساعة 06:07 PM
جزاك الله خيرا لطرحك الراااائع.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)