- الإهدائات >> |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العزيز الغفار ،مكور الليل والنهار ،والصلاة والسلام على سيد الأبرار ، وآله الأطهار ، ما غنت الأطيار
، وما فاحت في الربى الأزهار...
أخواني أخواتي هانحن قاربنا علي نهاية عام 1430هـ -وسوف نستقبل عام جديد 1431هـ
هاهي الساعات تتسابق وتمر .. وهاهي الأيام تطوى وتكدر..
وهاهي الأسابيع تمضي وتفر .. وهاهي الشهور تنقضي ولا تفتر ..
وهاهي الأعــوام تتلوها الأعوام ..
نتسارع جميعاً في هدم أعمارنا.. وبلوغ آجالنا ..
فيا ليت شعري من المحسن منّا فنهنيه ..
ومن المسيء منّا فنعزيه؟!..
فوا حسرتاه من زمان مضى عن قريب مضى وانقضى
ومر سريعا كأن لم يكن كومض أنار رحاب
هكذا مر العام سريعا كلمح البرق أو هو أسرع ...
أحبتي : لقد مضى ذلك العام ولا يزال المسلمون يتجرعون الغصص والآلام ... مآس في كل مكان ..جثث
وعظام ..أشلاء ودماء .. لقد مضى ذلك العام بما يحمله من أفراح وأتراح .. حسنات وسيئات ..عبر وعظات ..
ولن يعود .. فهلا حاسبنا أنفسنا لقد حق لنا أن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة فنحاسبها قبل أن نحاسب
يقول عمر ابن الخطاب – رضي الله عنه – ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتزينوا
للعرض الأكبر (
يا نفس ! ماذا قدمت في ذلك العام ؟ وما الذي أضفته إلى سجلات أعمالك ؟ وما الأثر الذي تركه العام فيك ؟
وماذا تركت أنت فيه ليبقى أثراخالدا ؟
يا نفس ! إن العام المنصرم قد زاد سنة فيعمرك وزاد رصيدك من الأيام في الدنيا ولكن هل يقاس الإنسان
بعمره وبعدد أيامه في الدنيا أم بقدر ما قدم من الأعمال وبقدر ما أثر في الأعوام وأثرت فيه تأثيرا إيجابيا ؟
كم من الناس عمروا وطالت أعمارهم فكان ذلك وبالا عليه ، فتلك عاد وثمود
ومن قبلهم قوم نوح عاشوا قرونا وقرونا فما رفع ذلك من قدرهم بل أهوى بهم في درك الشقاء ، وفي المقابل
كم ممن عاشوا سنينا قليلة ولكن تعد أحقابا وآمادا لكثرة ما أثروا فيها وأثرتفيهم
يا نفس ! ها أنت الآن في اللحظات الفاقدة بين عامين أحدهما قد انصرم والآخر قد أقبل ، فيا ترى ماذا قررت ؟
وماذا أعددت ؟ أتراك قنعت بما لديك ورضيت بما حققت ؟ فلذلك تؤثر الركون إلى الخمول فتشاطر
أهل اللهو لهوه وأهل العبث عبثهم ، كلا يا نفس ! ما لهذا خلقت ؟ وما لهذا أتيت إلى الدنيا .
إن سلف هذه الأمة .. فقد كانوا يعتبرون بمرور اللحظات والدقائق.. والأيام
والليالي.. وكانوا يحاسبون أنفسهم في جميع أوقاتهم ..
ويقدمون بين يدي ذلك توبة.. ويكثرون من الحسنات والأعمال الصالحات التي
تذهب سيئاتهم وتبيض صحائفهم ..
كانوا ينظرون للحياة أنها ”دقائق وثواني ليست أعواما كما ننظر اليهن نحن..
قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه:
(ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة
ولكل واحدة منها بنون ..
فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ..
فإن اليوم عمل ولا حساب ..
وغداً حساب ولا عمل )
إذا حاسب الإنسان نفسه كل يوم .. فإن أعماله تكون ماثلةً أمام عينيه .. فيعرف ما أحسن منها وما أساء ..
إن تأخير محاسبة النفس وإحداث التوبة والتطلع إلى عمل صالح حتى
ينقضي العام ليس من هدي سلف هذه الأمة بل هو دليل على الغفلة
وطول الأمل...
يا نفس ! انظري إلى سير أسلافك الأولين لتري مآثرهم التي خلدها الدهر إلى أبد الآبدين ؟ أما فكرت أن تسيري
في خطاهم وان تحذي حذوهم ؟ أخالك تتمنين ذلك وترغبين أن تكوني خير خلف لخير سلف ولكن..
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
يا نفس ! لا تجعلي مضي عام وقدوم آخر يمران عليك دونما تأمل و دونما اعتبار بما فات وإعداد لما هو آت .
إن التاجر الحريص على أمواله لا يدخل صفقة تجارية إلاوقد أعد لها عدتها وحسب لها حسابا دقيقا ، أيكون
ذلك التاجر أحرص على دنياه منك على آخرتك .
وأخيرا : إلى متى الغفلة ؟ إلى متى ونحن على هذا الحال ؟ كم محاضرة حضرناها ؟ كم كتاب قراناه ؟كم
شرط..كم موعظة ..؟ ولكن يهزنا شيء ولم يؤثر فينا ولم يغيرنا
يقول تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ) فإذا أردت التغير حقا وأردت المضي قدما فابدأ
صفحة جديدة وحاول أن تبقيها نقية صافية كما رأيتها عند فتحها وتوبوا إلى الله توبة نصوحة وأكثروا من
الاستغفار " فإن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " ولا تستعظموا ذنوبكم وتظنون أنالله لا يغفرها لكم ما دمتم
دون الشرك الأكبر ولكن اجعلوا في اعتباركم أن الإصرارعلى الصغيرة يؤدي إلى الكبيرة التي قد تورد المهالك
واستمعوا إلى هذه الآيات وتفكروا فيها جيدا
يقول تعالى ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواعَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُالذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{53} وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ))
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب
ربنا يجعلها سنة جميلة علينا
ونتقرب فيها الي الله اكتر واكتر
ويغفر لنا ذنوبنا جميعها في السنة الماضية
وكل عام ونحن الي الله اقرب وعلى طاعته ادوم
ربنا يرحمنا بقى
يارب تكون سنة كويسة
ونكون قريبين من ربنا ومن الخير اكتر
امين يارب
شكرا يا خالد
توبيك فى غاية الاهمية
ويارب من سنة لسنة نكون اقرب لله ولطاعتة
!! SOON
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)