- الإهدائات >> |
أحاول بقدر إستطاعتي ألا أترك نفسي لتلك الدموع إلا أنى لا أستطيع ..
صحة ثم زوج ثم طفل ، ثلاث أمنيات لتلك الفتاة الضعيفة البدن رقيقة المشاعر ، هذه الملاك التى لا تتواجد بمكان إلا ويسوده جو المرح ، لا يمكن أن تقابلها وإلا وتجدها مبتسمة حتى إنها لتزيل بإبتسامتها العذبة كل همومك أيا كانت ، يحسبها كثير من الزملاء فى العمل أنها شخصية لا تحمل للدنيا هم ، وإنها تعيش فى سعادة لا يعكر صفوها معكر ، همست لى ذات يوم إحدى الزميلات قائلة : (( صحبتك دى ديما مبتسمة دى مش شايلة للدنيا هم )) ، هؤلاء يحسبونها كذلك حتى انا لم يكن يخطر ببالى أن هذه الفتاة الرقيقة النسمة العاطرة تحمل على قلبها جبلا من الهموم ، إقتربت منها ثم قلت لها ضاحكة ( يا رتني أقدر أكون مبسوطة كده علطول ) ..
ولم أكد أتم عبارتي حتى وجدت البسمة تختفى من على وجهها رويدا رويدا ثم طأطأت رأسها فى إنكسار ثم نزلت من عينها دمعة صامتة .. دمعة حملت معاها كل الاهات وإن لم ينطق بها لسانها ..دمعة حملت كل معاني الشعور بالظلم من الاب ومن الزوج معا ..
البداية عندما تراكمت الديون على والدها بسبب إستهتارة فى الحياة حتى إنه قد اصبح بين عشية وضحاها مهدد بالسجن ، وهو فى نفس الوقت أصبح عاطلا لا شغل له ولا مصدر لكسب المال لدية ، مما أضطرها وهى الكبيرة على أخ صغير فى الرابعة عشرة من عمره أن تخرج للعمل وهى فى اخر سنة فى الكلية حتى تصرف على امها واخوها الصغير، أما أبوها فقد نزع يده من البيت تماما ، وياليته وقف عند هذا الحد بل واصل تجبره وأخذ يسلب هذه الفتاة مرتبها الشهري ليأخذ نصفه له ويرمي لهم بالنصف الاخر ليكملوا به بقية الشهر ..وظلت هكذا طوال سنة دراسية كاملة فى هذا العذاب حتى اخذت شهادتها .
وتعينت بعدها فى وظيفة محترمة بمعرفة بعض اهل الخير ثم ظل والدها على عادته القديمة وأخذ يسلب منها نصف مرتبها كل شهر ..ثم طرق الباب بن الحلال الذى تقدم لها .. لم تكن مقتنعة به ..لكن ظنت انه هو المنقذ الوحيد لها لما تعانيه على يد والدها .. تزوجته هروبا من حجيم والدها ، لكن هذا الجحيم ظل يطاردها حتى وهى فى بيت زوجها .. فقد اصر الاب على أن يأخذ من بنته المتزوجة نصف مرتبها بغير علم زوجها .. حاولت البنت فى الاول أن تعطيه شيئا يسيرا لا النصف لضيق ذات اليد على زوجها .. لكن الأب صمم وهددها بأنها إن لم تفعل لن يُعلم اخوها الصغير وسيرسلة للعمل فى أى محل من المحلات .. وأضطرت البنت للإمتثال لهذا التهديد .. وظلت شهورا على هذا الحال .
.. إلى أن تعثر زوجها وطمع هو الاخر فى مرتبها وكان يأخذ النص الاخر من هذا المرتب .. ولما علم بعد فترة انها تعطي والدها النصف الاخر هددها إن لم تمنع عنه نصف مرتبها سيطلقها .. وعندما رفضت البنت طردها من بيت الزوجية ..لتذهب إلى والدها الذى لم يتحمل وجودها فى البيت وكان كل يوم يسمعها من الكلام القاسي ما تبكي له العيون .. وكان يلح عليها أن ترجع لبيتها وتمنع عن زوجها نصف المرتب .وأظهر لها وأظهر لها ضيقة بوجودها فى البيت ..
وظلت البنت حائرة إلى اين تذهب ..
هل تمكث مع والدها الذى دمر حياتها ولا يطيقها معه تحت سقف واحد !
أم ترجع لذلك الزوج الطامع الذى ضربها وجرح كرامتها وطردها من البيت !
وقعدت فى هذه الحيرة أيام
لا تدرى ماذا تفعل ..!
إلى أن أختار الله تبارك وتعالى شيئا أخر
فقد اختراها إلى جواره سبحانه
فهو أحسن جوار ..
لقد قال الطبيب ان سبب الوفاة ( هبوط فى الدورة الدموية )
لكن ليست هذه هى الحقيقة
إن كان هذا طبيبا فنعم
لكن الحقيقة أنها ماتت بسبب قسوة الايام عليها
ماتت وصعدت روحها لخالقها شاكية له من قسوة البشر
الدنيا دى فيها مآسى
ربنا يخلي لى باباى الحمد لله
شكرا حمادة
اللهم امين يا مونى
شكرا لمرورك
شكرا احمد على التوبيك الجميل وتسلم الايادى
شكرا لمرورك يا ولاء
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)