جوهانسبرج - محرر مصراوي - تنطلق الاثنين مباريات المجموعة الثانية لمنافسات بطولة كأس العالم للقارات لكرة القدم فى نسختها الثامنة ، والتى تشارك فيها منتخبات جنوب إفريقيا والعراق وإسبانيا ونيوزيلاندا فى المجموعة الأولى ، وإيطاليا والولايات المتحدة فى المجموعة الثانية .
وستقام الاثنين أولى مباريات المنتخب المصرى بطل إفريقيا فى البطولة أمام المنتخب البرازيلى بطل أمريكا الجنوبية وأحد المرشحين بقوة للظفر باللقب ، وتعد المباراة بين مصر والبرازيل الثانية بينهما على مدار التاريخ ، وكانت المباراة الأولى فى 12 أكتوبر عام 1964 فى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية فى طوكيو .
ولم يسبق لأى منتخب إفريقى أن توج بطلا لكأس القارات ، ولكن المنتخب المصرى يثق بقدرته على تغيير هذه المعادلة ، ورغم فوز منتخب الفراعنة 6 مرات بلقب كأس الأمم الإفريقية فإنه لن يكون من المرشحين للفوز بكأس القارات فى جنوب إفريقيا طبقا لنتائجه الأخيرة .
وكان المنتخب المصرى فى السنوات الأربع الأخيرة الفريق الأكثر ثباتا واستقرارا على الصعيد الإفريقى ، حيث أكد سيطرته على كأس الأمم الإفريقية بفضل العروض الرائعة التى حققها فى النسخة الأخيرة فى غانا 2008 ويعتبر الكثير من النقاد أن هذه النجاحات تعود بالدرجة الأولى إلى الاهتمام بالقاعدة مرورا بجميع الفئات العمرية .
ويمتلك المنتخب المصرى الكثير من اللاعبين أصحاب الخبرة ، حيث أحرز أغلبهم الميدالية البرونزية فى نهائيات كأس العالم للشباب تحت 20 سنة بالأرجنتين 2001 بقيادة المدرب شوقى غريب قبل أن يحقق الفراعنة كأس إفريقيا للشباب بعد عامين فى بوركينا فاسو بإشراف حسن شحاتة .
ويشغل حسن شحاتة حاليا منصب المدير الفنى للمنتخب الأول ويعاونه شوقى غريب وهما يعرفان حق المعرفة أغلب أعضاء الفريق الذى سيمثل الفراعنة فى جنوب إفريقيا والذى يتشكل معظمه من النجوم التى تألقت فى السابق على مستوى فريقى الشباب والناشئين .

انسجام
وتبدو الأجواء رائعة فى غرف الملابس بوجود الإنسجام بين لاعبي المنتخب المصرى والجهاز الفنى ، وهو ما انعكس إيجابا على نتائج المنتخب إلا أن خروج المنتخب المصرى من تصفيات كأس العالم ألمانيا 2006 لا يزال شاهدا على فشل المصريين فى الظهور بمستوى مشرف على الصعيد الدولى يعكس تألقهم ونجاحهم على المستوى القارى .
ويبدو حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب المصرى مصمما على ترك هذه المشاكل جانبا ، مؤكدا أن مجرد التفكير بإمكانية منازلة أقوى المنتخبات العالمية سيشكل حافزا لدى لاعبيه لتقديم الأفضل ، كما نجح فى بناء منتخب متوازن وفعال بمزيج من الخبرة والشباب .

المنتخب الذى يسعى الجميع للفوز عليه
بينما يعتبر المنتخب البرازيلى على الورق هو المنتخب الذى يسعى الجميع للفوز عليه ولكنه عانى كثيرا للمحافظة على لقب المرشح الأوفر فى المسابقات السابقة بما فى ذلك نهائيات كأس العالم ألمانيا 2006 .
فبعد بداية متعثرة فى التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم جنوب إفريقيا 2010 ، عاد المنتخب البرازيلى إلى الطريق الصحيح للمحافظة على سجله الفريد بالمشاركة فى جميع نهائيات كأس العالم ، إلا أنه يجب على مدربى المنتخب البرازيلى أن يرتقوا دوما إلى مستوى التوقعات ويأمل المدرب "دونجا" الإستفادة من كأس القارات لإقناع المشككين بأن فريقه يمكنه أن يقدم كرة قدم جميلة ويخرج فائزا فى نفس الوقت .
وكان منتخب البرازيل قد فاز بنتيجة 2 - صفر على إيطاليا فى فبراير الماضى فى المباراة التى تفاجأ فيها أبطال العالم بمستوى المهاجم المتميز "روبينيو" والذي يعتبر من نخبة لاعبى الهجوم الموهوبين لدى "دونجا" إلى جانب أفضل لاعب فى العالم سابقا "كاكا ".
ولكن قوة منتخب النجوم لا تنحصر فقط فى الهجوم ، حيث يتميز بوجود دفاع صلب أمام الحارس المتألق "خوليو سيزار" الذى حافظ على نظافة شباكه فى المباريات الخمس الأخيرة فى التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم جنوب إفريقيا 2010 ، وبوجود الصلابة الدفاعية والقدرة العالية لتسجيل الأهداف ، لن يقبل مشجعو المنتخب البرازيلى بأقل من لقب كأس القارات الذى فازوا به عامى 1997 و2005 .

وسيلتقى فى المباراة الثانية للمجموعة الثانية المنتخب الإيطالى بطل كأس العالم 2006 مع المنتخب الأمريكى بطل أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبى فى مباراة قوية أيضا مثل سابقتها ، وكانت آخر مباراة جمعت بين المنتخبين فى كأس العالم 2006 قد انتهت بالتعادل الإيجابى 1 / 1 .

البطل الحالى لكأس العالم
ويجب أن يكون المنتخب الإيطالى على أتم الاستعداد ، حيث تسعى كل المنتخبات إلى إسقاط البطل الحالى لكأس العالم ، وسيقود المنتخب "الأزورى" مجددا المدرب مارتشيلو ليبى الذى قاد منتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم ألمانيا 2006 ، فبعد الأداء المخيب فى كأس الأمم الأوروبية 2008 بقيادة المدرب روبرتو دونادونى عاد ليبى مجددا ليقود الفريق لاستعادة هيمنته على الساحة الدولية .
ومنذ خسارته على يد أسبانيا فى ربع نهائى كأس الأمم الأوروبية العام الماضى ، تطور المنتخب الإيطالى بشكل جيد ، حيث لم يخسر فى 7 مباريات متتالية على الرغم من أن هذه المباريات كانت أمام منتخبات متواضعة قبل أن تظهر معاناة المنتخب الإيطالى أمام منافسيه الكبار بشكل واضح بعد خسارته بنتيجة 2 - صفر على يد المنتخب البرازيلى فى مباراة ودية .
ولكن لا يجب التقليل من حجم التأثير الذى يتركه ليبى على المنتخب الذى لم يخسر فى 31 مباراة خلال الفترتين التى استلم فيها الفريق وهو ما جعله يحطم الرقم القياسى من حيث عدد المباريات بدون خسارة والذى يتساوى به مع كل من مدرب المنتخب الإسبانى السابق خافيير كليمينتى ومدرب الأرجنتين ألفيو باسيلى .
ويتميز المنتخب الإيطالى بأسلوبه الدفاعى الصلب وهو ما سيجعل مهمة منافسيه صعبة أمام المنتخب الذى تلقى أقل معدل من الأهداف فى تصفيات كأس العالم وهو 58 هدفا فى المباراة .
ومع وصول العديد من اللاعبين المؤثرين إلى نهاية مسيرتهم الكروية أصبح على المايسترو ليبى أن يضع خططه المستقبلية بتأن ، وسيخوض المنتخب الإيطالى كأس القارات للمرة الأولى فى تاريخه على الرغم من أنه يعتبر أحد عمالقة كرة القدم فى العالم ويحتل المركز الثانى خلف المنتخب البرازيلى فى عدد الألقاب التى فاز فيها بكأس العالم .

خصم محترم
وبينما أصبح منتخب الولايات المتحدة الأمريكية أول المتأهلين إلى كأس القارات 2009 (عدا التأهل المباشر لأصحاب الأرض وبطل كأس العالم منتخب إيطاليا) بعد فوزه بالكأس الذهبية "الكونكاكاف" 2007 فى نهائى درامى أمام المكسيك .
وفرض منتخب الولايات المتحدة الأمريكية نفسه كخصم محترم بمشاركته فى كأس القارات 3 مرات سابقا أحرز فيها المركز الثالث مرتين ، ويتوقع مشجعو المنتخب بأن يقدم أداء صلبا فى مشاركته الرابعة فى البطولة .
ونجح بوب برادلى الذى بدأ مشواره مع الفريق كمدرب مؤقت فى تشكيل منتخب شاب ناجح من خزان المواهب الذى استنفذ عبر الأعوام السابقة ، وعلى الرغم من أن بعض المتشائمين يشيرون لافتقاده للخبرة التدريبية الدولية ، إلا أن برادلى نجح فى ترجمة المعرفة الكروية التى اكتسبها من الإشراف على اللاعبين الشباب وعلى فرق الدورى الأمريكى الممتاز على صعيدى الشباب والكبار ليستخدم برادلى حكمته بأفضل طريقة ممكنة خلال الفترة التى أمضاها كمدرب للمنتخب .
ويمتلك المنتخب الأمريكى الكثير من المواهب التي تشكل منافسا رائعا فى جنوب إفريقيا وهو ما أكدته البداية المميزة في تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبى المؤهلة إلى كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 .
فبعدما حصد 18 نقطة من 6 مباريات تصدر على إثرها مجموعته فى دور نصف النهائى ، استهل المنتخب الأمريكى مشواره فى الدور النهائى الحاسم بطريقة رائعة بفوزه على أرضه على المنتخب المكسيكى بنتيجة 2 - صفر أوائل العام الجارى ، ويعتبر المنتخب الأمريكى أبرز المرشحين للحصول على إحدى البطاقات الثلاث المؤهلة مباشرة عن منطقة الكونكاكاف إلى نهائيات كأس العالم 2010 .
وتبرز فى المنتخب الأمريكى علاقة "الوالد والإبن" بوجود نجل المدرب مايكل برادلى الذى يعتمد عليه كثيرا ، حيث يلعب لاعب الوسط فى الدوري الألمانى وهو يحمل الرقم القياسى لأكثر اللاعبين الأمريكيين تسجيلا للأهداف فى موسم واحد فى إحدى البطولات الأوروبية الكبرى .
وبوجود صانع الألعاب المخضرم "لاندون دونافان" والقائد "كارلوس بوكانيجرا" أيضا بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الشباب مثل "جوزى التيدور" و"ساشا كلييستان"، يبدو المنتخب الأمريكى فى وضع جيد ليترك أثرا مميزا فى نهائيات كأس القارات هذا العام .
المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط