اصطحبا الخير و الشر وعند مشارف إحدى القرى اختلافا من له الأحقية في الدخول تلك القرية أولا. أعتذر الخير للشر وطلب منه أن يكون هو (الشر) أول الداخلين . حجج الخير الذي قدمها لشر هو أنه إذا كان هو أول الداخلين سوف لا يتم إعطاءه "قدره" و سيتم اهانته ، أما أنت (الخير لشر) فانك قبيح قاسي القلب فيمكنك التحمل و الانتقام.

حكاية ، افتراضية السرد لكنها واقعية الحال . لا زمت البشر منذ خلقت الأرض و ستبقى إلى يوم يبعثون . فهناك أمم "زارها" الخير و كان أول الداخلين و "غرقها " في نعيمه لكنها احتقرته و أهانته فانسحب تاركا مكانه لشر ليتولى تلك الأمة ويغرقها في جحيم الفقر والعوز ...

أتذكر ذالك ، كلما تذكرت صديقا ، رحمه الله ، وهو يسرد لي حكايته عندما كان مديرا لإحدى أكبر الورش البناء ، توظف الاف عمال ، في أيام أين كان الخير أول الداخلين .

فكان هؤلاء العمال و بالتفاهم مع سائقي النقل المخصص لنقلهم من و إلى منازلهم صباحا و مساءا و كلما أرادوا التغيب ، وخاصة في أيام الذروة ،يتم التواطؤ مع سائقي تلك الوسائل ، بحجج أن تلك وسائل أصابها العطب في الطرقات.

ويمكن التخيل خسائر ورشة بناء من تلك الحجم لساعة واحدة فما بالك لعدة أيام شهريا ، وتم إقالة ذالك المدير، و ملازمة منزله حتى توفاه الله . أما الآن فلا نقل عام، إذا وجد العمل ، و لا مطاعم العمل بغذاء كامل ... لان الخير انسحب داعيا الشر ليحل محله...