- الإهدائات >> |
أأكد وأقول نعم، لمن يقول إن اللبنانيين والفلسطينيين تمكنوا أخيرا من تحقيق ما فشل فيه الإسرائيليون سنين طويلة، فالحقائق الماثلة أمامنا الآن تعكس هدفا إسرائيليا وقد تحقق وإن تعددت الأسباب هنا وهناك.
لا خلاف على أنه منذ أن وضعت الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد لبنان أوزارها في أغسطس من العام الماضي ، ومنذ أن أخلت إسرائيل مستوطناتها وانسحبت من جانب واحد من قطاع غزة في مثل الشهر ذاته من العام قبل الماضي ,2005 منذ ذلك الحين والسلاح العربي قد حول بوصلته إلى الصدر العربي، فانقلبت كل من فتح وحماس على بعضهما، بعد أن ذاقا سويا طعم السلطة اللذيذ، وبعد أن ساد ما يعرف باسم الانفلات الأمني، ذلك التعبير الفلسطيني البحت، المعبر بلغة عصرية عن الحرب الأهلية الحقيقية .
وفي الجانب الآخر، في إحدى نقاط الضعف العربية، في لبنان، التي نفذ منها الكثيرون إلى العالم العربي، وكما أنه زلزال لا يحدث إلا في مناطق القشرة الأرضية الأكثر ضعفا، حدث ما لا يحمد عقباه، وأعاد إلى الذاكرة صورة حزينة للحرب الأهلية والتي كان اللبنانيون قد أدخلوها بالفعل إلى ذاكرة التاريخ، وأثبتوا أنهم وعلى مدار الأعوام التي تلتها شعب الصيغ التوافقية المبتكرة، والشعب الذي يحب الحياة.
ولكن يبدو أن اللبنانيين أرادوا الاستفادة من الانجاز الذي حققته المقاومة اللبنانية ضد إسرائيل، على طريقتهم الخاصة، والاحتفال به من خلال تقاسم السلطة، من منطلق أن نتائج هذه الحرب أفرزت توازنات جديدة، وجعلت (المنتصر) يطالب بامتيازات لم تكن له في محاولة لاستغلال نتائج هذه الحرب، وإن اختلف البعض في التوصيف الدقيق لما حققته، وإن كان الكثيرون يعتبرون الآن أن إسرائيل هي التي انتصرت بالفعل وإن لم يتضح ذلك في حينه.
الفائز الحقيقي في الحروب هو من يصمد أمام الفتن والتباينات الداخلية التي تأكل الأخضر واليابس وتحقق أضعاف ما يمكن أن تحصده دانات المدافع أو أحدث الطائرات المقاتلة .
ما يجري في لبنان والأراضي الفلسطينية حاليا، نموذج للضعف العربي الذي نفذ منه الكثيرون وجعلوا بيروت وغزة ساحة معارك بالوكالة، فالجانب الإيراني لا يخفي دعمه لحزب الله في لبنان وحركة حماس (وليس الحكومة الفلسطينية) في قطاع غزة، وأمام هذا الدعم الصريح والذي لا يخفى على أحد كان على الغرب أن يتحرك ويدعم الأطراف الأخرى (حركة فتح الفلسطينية، وحكومة السنيورة في لبنان) وبالتالي جاءت المليارات الثمانية من مؤتمر باريس3 للحكومة اللبنانية وليس للشعب اللبناني، بشروط أمنية وسياسية لا فكاك منها، وفي الاتجاه الآخر، وافقت إسرائيل على تسليح حرس الرئاسة الفلسطينية وتقديم بعض (التسهيلات) للرئيس الفلسطيني أبو مازن ليصمد هو الآخر أمام حماس، ولتساعد تل أبيب في تأليب الشعب الفلسطيني على حكومة هذه الحركة وإسقاطها.
إذن، من الواضح جليا، أن الانفلات الأمني في غزة ومقدمات الحرب الأهلية في لبنان هي نتاج طبيعي للصراع السياسي حتى اللحظة بين الولايات المتحدة وإيران، وفي التحليل النهائي، هي حرب بالوكالة تتم بعيدا عن الأراضي الأمريكية (كما هو معتاد) والأراضي الإيرانية، وربما يكون تلك الأحداث تمهيدا ومقدمة لضربة أو سلسلة ضربات أميركية (أو إسرائيلية بالوكالة) لعدد من المواقع النووية في إيران.
وغني عن التوضيح، تلك الأسباب التي تجعل هذه المنطقة ساحة تجاذب للقوى الكبرى، ولكن إلى متى سنظل نحن العرب والمسلمين وقود هذه المعارك ؟ أم أننا اكتفينا بحمل صفة (الأطراف المعنية) والتي يجب علينا فقط ضبط النفس؟
شكرا يا كوبرى
تسلم ايدك ياباشا
ومنتظرين المزيد
!! SOON
الشعب العربى محتــــاج معجزه
تقريبا فى حاجات إلى حد ما إتغيرت بعد العدوان الأخير على غزه ...
وللأسف الشعوب العربية بتتفرق أكتر ... هو يمكن موضوع التوبيك
ده من بعد الحرب على لبنان بكام سنه ... بس برضه لسه
العرب زى ما هما !!
منتظرين المزيد من المواضيع الهادفه
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)