- الإهدائات >> |
دخل شيخا على ذلك المريض في المستشفى وقد بلغ ( التسعين من العمر ) وقد قطعت رجلاه حتى الركبة , وسلمت عليه فلم يرد السلام وأخبرني المرافق أنه فاقد لوعيه منذ أيام.
ولكن الغريب أن لسانه يلهج بذكر الله ويعد التسبيح بيده , والله هذا ما رأيت , نظرت إلى أصابع يده وإذا هو يذكر الله ويسبح , ولكنه لا يشعر بنا نحن الزوار..
فقلت: سبحان الله لقد كان لسانه يلهج بذكر الله في حياته , وها هو الآن فاقد لوعيه , ولا يزال يذكر الله , وهكذا تكون حياة القلب وتعلقه بالله جل وعلا , فالجسد متقطع ولكن القلب متصل بالحي الذي لا يموت , وهكذا تكون المراتب والمنازل يا أمة الإسلام.
هناك على شاطئ البحر عندما توشك الشمس على المغيب، عندما ينطق البحر بسره الرهيب، عندما يأتي الموج ليلامس لآلئ الشاطئ العجيب، تجد طفلاً يجيد البكاء والنحيب، ويروي أسراره للبحر والقمر الذي يتوارى من بعيد، طفل اتخذ من الشاطئ متكأ ومن البحر بئراً عميق، ليقص له أسراره وأحلامه ويدفنها في أعماقه مع اللؤلؤ والمحار. طفل لم يجد في الدنيا من يحفظ أسراره ويخفف آلامه، ويشكي له أحزانه، فاتخذ البحر صديق.
لسان رطب بذكر الله ولا يزال طالما حيا يعشق ذكر الله
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الإجراءات : (من قرأ ؟)
لم يشاهد الموضوع أي عضو حتى الأن.
مواقع النشر (المفضلة)