لقاء الحبيبين " يارب تعجبكم"
(*)لقاء الحبيبين(*)
كانت لي حبيبة
من القلب قريبة
ولكن عن العين بعيدة
كنت اتوق لرؤياها
و أحن للقياها
ولكنها كانت على قلبي قاسية
وعلى البعاد باقية
وجلست مع نفسي أحاورها وتحاورني
هل حبي زائد لها؟
أم أني لست المقدر لها؟
وثارت نفسي ثم هدات
وتوالت الأفكار ثم سكنت
ومر يوم واثنان
ونحن عن اللقاء بعيدان
وقررت أن أراها
فلم أعد أحتمل جفاها
فذهبت اليهالنستكمل الحوار
فحدثتني من خلف ستار وأبواب وأسوار
فقلت :لماذا هذا البعد؟
لماذا ألأنه الحب؟
قالت : اذهب فقد انتهى عصر المحبين
و ذهب عصر ليلى وجاء عصر الانين
قلت : لماذا ؟ ألا تحبيني؟
وانتظرت جوابها ولكن يالا حسرتي
لقد ذهبت وتركتني خلف الباب
أنادي حبا لا يسمع النداء
وأناجي قلبا لا يقبل اللقاء
وأخاطب حبيبة قد آثرت الفراق
وانصرفت من خلف الأبواب
أحمل في صدري قلب وأشواق
أشواقي للقاء حبيبتي فقد طال الفراق
وانقضت أيام دون أن أراها
ولم أذهب اليها ولم تكشف عن هواها
ثم جاء يوم أخذتني فيه قدماي
الى مكان قد اشتقت اليه و اشتاق الي
ورضيت بالأسوار حاجزا وبصوتها يتجدد الحنين
وناديتها وانا يملأني الأنين
وانتظرت ان تطل من خلف الستار
ولكنه طال الانتظار
فهممت بالرحيل
فاذا بنسمة تحرك الستار
واذا بزهور تنشر العبير
ولكن هذه كانت حبيبتي
قد أطلت علي فيالا فرحتي
وجاءت تلبي دعوتي
ولكن كان صوتها به أنين
وشعرت وكأنه وقت الحنين
وقبل أن أسألها عن اللقاء
أبدت هي رفض الفراق
وأظهرت الشوق والاحتراق
الاحتراق من بعدي عنها لأيام
فقلت:ألست أنت من جعلني أغيب!
و أذهب خائب الأمل وقت المغيب
يوم ذهبت وتركتني جعلت شمس دنيايا تغيب
وانطفأت حياتي كما ينطفيئ القنديل
قالت في لوم لنفسها : وكيف أقسو على الحبيب؟
فقلت : لماذا لم تجيبي سؤال الحبيب؟
قالت: خفت الحسد من طير وحيد
او زهرة في البستان لم تلق أنيس
فقلت: هل لنا ان نلتقي؟
ونفضي بأسرارنا وفراقنا ينتهي؟
فقالت: انتظرني كل يوم في البستان
بعد شروق الشمس وقد ارتاحت الأبدان
انتظرني فسآتي اليك في يوم من الأيام
يوم ربيع قلبينا وراحة البال
من أسئلة حان لها الجواب
قلت: أي يوم هذا؟ حتى أتجمل بالثياب
قالت: دع ذالك للأيام بلا جواب
ثم انصرفت وأنا يملأني الأمل
فقد اقترب لقاء حب العمر
وذهبت أجلس في البستان
كل يوم حتى مللت الانتظار
ولكنها هلت عليا كالبدر ليلة التمام
وهبت نسمة من عبيرها لترطب الأجواء
وابتسمت كما الزهرة تتفتح في البستان
فانتفضت من مكاني كمن رأى معجزة تسقط من السماء
وقلت: لماذا كان البعد يا حسناء؟
قالت في أسف: خفت ألا تأتي في الميعاد
وأن تغار الشمس منا فهي وحيدة في السماء
فقلت لها : لا تخافي فحبيبك لن يبعده عنك انسان
وظللت انظر اليها وقد فاقت صورة الخيال
صورة رسمتها لها تشبه عروس البحار
فيالجمالها المكنون
ويالكلامها المعسول
وانتهت الظلمة واشرقت شمس دنياي من جديد
والتقى الحبيبين واكتمل الحب البعيدO:-)
