قد تلتقي بشخص دون معرفة سابقة..
ومنذ الدقائق الأولي للقاء, تشعر بارتياح الي هذا الشخص,
وعلي رغم من أن الحديث بينكما قد لا يكون منصبا علي أية
موضوعات عاطفية, فإنك تود لو أن هذا الحديث لا ينتهي!!
وليس ذلك لأنك تتحدث في موضوع يجذبك الي الحديث فيه,
لأنه أيا ما يكون هذا الموضوع, فإن التحدث الي هذا الشخص
بذاته, وفي أي موضوع, شيء يبدو مريحا ومدهشا, وقد تكون
مرتبطا بموعد مثلا بعد عشر دقائق, يتحتم عليك أن تلحق به,
فإن حديثك يمتد ليتجاوز الدقائق العشر, ربما بساعتين أو
أكثر.. وأنت تشعر أنك بحاجة الي مزيد من اللقاء ومزيد من الحديث!!
ليس هذا حبا من النظرة الأولي, لأن مثل هذا الحب ينشأ فور
المشاهدة وقبل أي حديث, إنما نحن نتكلم عن حالة خاصة, تبدو
فيها روائح الحب وهي تعطر الزمان والمكان, دون أن نخوض
في الحب!! إن عبير الحب يمكن أن نشمه عن بعد, اذا شعرنا
بارتياح لشخص ما.. فالارتياح الي انسان, هو مدخل أو بداية
الحب, يداعب عبيره قلبا يهفو إليه, لكن هذا الارتياح, ليس هو
الحب, كما أن عبير الزهور ليس هو الزهور, ولا عبق العطر,
هو ذاته العطر..
وهناك من يخلطون بين الحب وعبيره, فيعتقدون أن مجرد
الارتياح الي شخص ما, هو الحب, والواقع أن هذا الارتياح,
إنما يعني أن القلب قد انفتح لاستقبال الحب.. لكنه قد يأتي وقد
لا يأتي!!
